اعتذر الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، عن المشاركة في مشاورات الدستور التوافقي، لتفويت الفرصة على من وصفهم بالمتسابقين إلى تعليق إخفاقاتهم على مواقف غيرهم، على حد تعبيره. انصاع الرئيس السابق لحركة حمس، أبو جرة سلطاني، لقرارات قيادة الحركة الرافضة للمشاركة في مشاورات وزير الدولة رئيس ديوان رئيس الجمهورية، أحمد أويحيى، بعد أيام من ”السيسبانس”، لا سيما وأن محاولات أبو جرة المشاركة في المشاورات تحت قبعة الشخصيات الوطنية، التي لا تلزم مقترحاتها الحركة، رفضها مقري صراحة، وأكد أنه كغيره من أبناء الحركة معني بالمقاطعة. وقال أبو جرة سلطاني، في بيان تسلمت ”الفجر” نسخة منه، ردا على دعوة الرئاسة، إنه ”أجدد الشكر للجهات التي وجهت لي الدعوة من ضمن الشخصيات الوطنية، لكن أعتذر عن المشاركة، لأفوت الفرصة على المتسابقين إلى تعليق إخفاقاتهم على مواقف غيرهم”، وتابع بأن ”أدعو الجميع بمن فيهم مناضلو الحركة، إلى تحمل مسؤولياتهم الفردية والجماعية تجاه وطنهم وأمتهم وضمائرهم”، في إشارة إلى رئيس الحركة عبد الرزاق مقري. وقدم المتحدث في بيانه جملة من التبريرات لتوضيح موقفه من مقاطعة المشاورات، بعد محاولة بعض الجهات استغلالها بعيدا عن إطارها السياسي لاستدعاء مفردات الأزمة على حد تعبيره، أهمها ”تفويت الفرصة على المتسابقين إلى تعليق إخفاقاتهم على مواقف غيرهم”، في إشارة إلى رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، ما يوحي بأن أبو جرة لم يقاطع المشاورات عن قناعة، بل تحت ضغط قيادة الحركة. وأوضح أن وحدة الحركة خط أحمر، ما يعني أن سلطاني أحجم عن المشاركة بسبب تخوفه من تبعاتها، بعد تأكيدات مقري أن مشاركته تحت غطاء الشخصية الوطنية مرفوض، وهذا ما أشار إليه أبو جرة في بيانه، وأبرز أن ”ثقافتنا السياسية لا تعرف الفرق بين صفة شخصية وطنية وصفة قيادي حزبي”، وواصل بأن ”قرارات المكتب الوطني ملزمة ولكنها قابلة للمراجعة والنقض داخل مؤسسات أعلى”. وذكر الرئيس السابق لحمس، المتواجد حاليا مع ابنه في فرنسا للعلاج، أنه ”قمت بما هو واجب في حق وطني، ثم ناقشت الموقف بمسؤولية مع بعض أصحاب الرأي والتجربة، فأجمعوا على أن الأساليب التي اعتمدها الشيخ نحناح رحمه الله، تقوم على الحوار والنقاش واحترام الرأي والرأي الآخر، والمساهمة الإيجابية في صناعة القرار وتوجيه الأحداث الوطنية الكبرى وضبط توازناتها”، مؤكدا أن ”القناعة قائمة بأن الجزائر فوق الرؤوس والرؤساء والأحزاب والدساتير، وأن التضحية في سبيل أمنها واستقرارها أمانة الشهداء في أعناق الجميع”.