فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمس في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية، ومن المتوقع أن تكون نتائجها محسومة سلفا لصالح الرئيس الحالي بشار الأسد الذي يواجه في هذا الاستحقاق الرئاسي عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري. أدلى الرئيس بشار الأسد المرشح لمنصب رئيس الجمهورية والسيدة عقيلته، صباح أمس، بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في مركز انتخابي بحي المالكي بدمشق. وكانت المراكز الانتخابية افتتحت منذ الساعة السابعة صباح أمس أمام المواطنين السوريين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية. وأكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي هشام الشعار أنه لم تحدث أي إشكالات حتى الآن خلال عمليات الاقتراع في انتخابات رئاسة الجمهورية. وقال الشعار في تصريح له خلال جولة اللجنة على عدد من المراكز الانتخابية في دمشق، إن اللجنة ستلبي من خلال التنسيق والاتصال مع وزارة الداخلية، طلبات المراكز من مغلفات وأوراق الاقتراع ومستمرة في جولاتها التفقدية حتى انتهاء موعد الانتخاب. وأوضح الشعار أن اللجنة لم يردها حدوث أي إشكالات في المراكز الانتخابية، مضيفا أن هناك إقبالا كثيفا من المواطنين على المراكز الانتخابية، واللجنة تقوم بتلبية كل طلبات المراكز سواء من حيث الصناديق أو الأوراق الانتخابية، لافتا إلى أن بعض اللجان الفرعية طلبت المزيد من مغلفات وأوراق الاقتراع نتيجة الإقبال الكثيف واللجنة تقوم بتلبية طلباتهم. ومن جهته، لفت رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية، علاء الدين بروجردي، إلى أن هذه الانتخابات تشكل تطورا كبيرا في الحياة السياسية بسوريا، وأنه لا حجة أو دافع لأمريكا وحلفائها الإقليميين الذين يدعمون الإرهابيين للتشكيك بهذه العملية الانتخابية. وأشار بروجردي إلى أنه لا يوجد أي شك بهذه العملية وأن الشعب السوري يختار رئيسه بنفسه، مؤكدا النجاح الكبير للشعب السوري بعد صموده لأكثر من ثلاث سنوات، مهنئا السوريين بانتصارهم الكبير وأن مليارات الدولارات والأسلحة المتطورة لن تثني وتفشل إرادة هذا الشعب العظيم. وشهدت دمشق إجراءات أمنية مشددة، حيث أقامت قوات الأمن سلسلة من الحواجز ونقاط التفتيش حول المدنية وبداخلها. وتأتي الانتخابات في وقت تعاني فيه البلاد من حرب أهلية مدمرة قتل فيها 160 ألف شخص على الأقل، ثلثهم على الأقل من المدنيين. كما أدت الحرب إلى تشريد الملايين وتحويلهم إلى لاجئين. وسيجري التصويت فقط في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، في حين أن المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وخصوصا في شمالي وشرقي البلاد، فإنه منع فيها الاقتراع. ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الانتخابات الرئاسية السورية بأنها “مهزلة” و”تزوير”، فيما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنها انتخابات “مزعومة” ونتائجها “معلنة مسبقا”. ورأت بريطانيا أنه لن تكون للانتخابات “أي قيمة“. وفي سياق متصل، اعتبرت الأممالمتحدة أن إجراء الانتخابات سينسف الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا.