مكاتب خاصة بأموال الزكاة تكون مستقلة عن الوزارة علمت ”الفجر” من مصادر موثوقة بأن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أصدر أوامر ملزمة ومستعجلة بفتح تحقيقات معمقة في كيفية تسيير أموال صناديق الزكاة عبر مختلف ولايات الوطن، وذلك بناء على الشكاوى التي وصلت الوزارة الوصية تباعاً وفي أوقات متزامنة والمتضمنة السبل المنتهجة، التي يتم بها جمع الأموال وسوء التسيير إلى جانب مشاكل التوزيع، فضلاً عن الغموض الذي مازال يكتنف قوائم المستفيدين من هذه الأموال عبر الوطن. من المنتظر -حسب ذات المصادر - أن يتم استبدال اللجان التقنية بمكاتب خاصة بأموال الزكاة، مستقلة عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تسند لها مهمة جمع الأموال وتوزيعها على مستحقيها وتحديد قوائم المستفيدين منها، عن طريق هيئات تنفيذية خاصة بكل عملية توكل لها مهمة جمع أموال التبرعات التي تدخل في إطار بناء المساجد. وحسب ذات المصادر فإنه وبمجرد الانتهاء من هذه التحقيقات سيشرع الوزير الجديد في إعادة تنظيم قطاع الشؤون الدينية من خلال القيام بحركة واسعة وشاملة. ينتظر أن تشمل مديري القطاع عبر 48 ولاية من ولايات الوطن وذلك قبل نهاية السنة الجارية، تشمل خاصة الأسماء والإطارات المحسوبة على الوزير السابق للشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، والتي سجلت ضدها العديد من الشكاوى في حين مازالوا محافظين على مناصبهم لمدة تزيد عن العشر سنوات. ومن المنتظر أيضا أن تشمل هذه الإصلاحات التي باشرها الوافد الجديد على وزارة الشؤون الدينية، أئمة المساجد الذين سيستبعدون من مهام جمع أموال الزكاة بعد تطبيق الإجراءات الجديدة المذكورة آنفاً وإلزامهم بأداء مهامهم بكل صرامة، حيث يتعرض كل مخالف لعقوبات صارمة، خاصة في حالة ثبوت تقصيره في الخدمة داخل المسجد، أو في حالة ثبوت شكوى قدمت ضده من طرف المواطنين. مستشار وزير الشؤون الدينية يدعو كبار المزكين للمشاركة في لجان تسيير صندوق الزكاة لتكريس مبدأ الثقة أكد عبد الحميد دغبار، مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف في الشؤون القانونية، على ضرورة تفعيل صندوق الزكاة بالولاية لاستغلاله في مساعدة المحتاجين وتوفير مناصب شغل دائمة للشباب البطال، داعياً المزكين الدائمين إلى الانضمام إلى اللجان المسؤولة عن تسيير صندوق الزكاة لتكريس مبدأ الثقة، كما أكد على تفعيل دور المديرية والمساجد خلال شهر رمضان الفضيل. وأوضح مستشار وزير الشؤون الدينية ل”الفجر”، الذي زار ولاية أم البواقي مؤخراً، في محاولة تهدف إلى حث كبار المزكين بهذه الولاية على تدعيم صندوق الزكاة، أن وجوده بالولاية في ظرف أقل من شهر جاء في ”إطار نشاط صندوق الزكاة من جهة ومن أجل المشاركة في بعض الأنشطة تحضيراً لشهر رمضان واحتفالات عيدي الاستقلال والشباب”، و”أنا لا أطلب من كبار المزكين إعطاءنا جميع أموالهم ولكن المشاركة في تدعيم هذا الصندوق، ومن حق هؤلاء المزكين أن يكونوا أعضاء في لجان تسيير صندوق الزكاة والمشاركة في اجتماعاتها وفي اتخاذ قراراتها”. مواطنو أم البواقي لا يُزكّون رغم مرور 11 سنة على تأسيسه سنة 2003 لا زال صندوق الزكاة على مستوى ولاية أم البواقي يشهد إحجام المواطنين بصفة عامة وخاصة الأثرياء وأصحاب المال، عن المساهمة في صندوق الزكاة الذي استحدثته الحكومة من أجل إعانة ومساعدة الفئات المحرومة من المجتمع، رغم وجود بولاية أم البواقي، حسب مصادر محلية مسؤولة حوالي 500 ملياردير معظمهم بعين مليلة وعين فكرون وتصنفهم لجان صندوق الزكاة ومصالحه المحلية والولائية من كبار المزكين. وعن سؤال ل”الفجر” عن عزوف المواطنين وإدبارهم عن صندوق الزكاة والمساهمة في تمويله، خاصة وأن أهل الاختصاص والخبراء في علم الاقتصاد والاجتماع، أكدوا لنا أن ولاية أم البواقي ككل لم تحقق بعد نسبة 1 بالمائة من الزكاة. وهو رقم ضئيل جداً بل يكاد ينعدم. فأجاب مستشار وزير الشؤون الدينية أحمد سعيدي بصراحة تحسب له: ”ما زال يغلب على الزكاة وتحصيلها الطابع التقليدي أو العرفي، لأن القائمين بكل صراحة لم يكلفوا أنفسهم عناء تبسيط وتسهيل مفهوم الزكاة لهذا السبب بقي أفراد المجتمع عازفين ومدبرين عن تزكية أموالهم”. سرقة أموال الزكاة بلغت حوالي 300 مليون سنتيم بالولاية ومن جهة أخرى شهدت في الآونة الأخيرة بعض مساجد ولاية أم البواقي ظاهرة خطيرة تتمثل في استهداف صناديق الزكاة بها وسرقتها من طرف لصوص اختصوا في السطو على صناديق الزكاة وأموال المتبرعين من المحسنين. هذه السرقات التي وقعت منفصلة وإن حدثت في توقيت متقارب مست عدد من المساجد عبر عدد من بلديات وقرى الولاية كأم البواقي، عين مليلة، عين البيضاء، عين كرشة، بريش، مسكيانة وسيقوس، حيث قام اللصوص خلالها بالاستيلاء على صناديق الزكاة بما تحتويه من مبالغ مالية. وهي العمليات المتفرقة التي دفعت أئمة المساجد إلى التقدم بشكاوى قيدت أغلبها ضد مجهولين. كما سجلت مصالح الأمن عدة سرقات مست صناديق الزكاة عبر عدد من البلديات قدرتها مصادر ”الفجر” بحوالي 300 مليون سنتيم. هذا وقد باشرت مصالح الأمن تحريات مكثفة بعد تعرض عدد من المساجد بولاية أم البواقي للسرقة استهدفت صناديق الزكاة، يحدث هذا رغم أن حصيلة الولاية فيما يخص صندوق الزكاة ضئيلة جداً وتعتبر الأضعف وطنياً.