كشف أمس عضو لجنة التنظيم في المهرجان الوطني لإبداعات المرأة، عزالدين عنتري، عن مشاركة أكثر من 40 امرأة من كامل القطر الوطني في الطبعة الخامسة للمهرجان التي انطلقت أمس الأول والتي خصصت لفن طبخ الكسكس بمختلف أنواعه. وأكد عنتري، لدى حلوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى، أن هذه الطبعة خصصت للكسكس باعتباره تراثا مشتركا بين كل الجزائريين، داعيا إلى ضرورة تنمية التواصل الثقافي والتراثي بين الأصالة والإبداع، خاصة وأن هذا المهرجان فرصة حقيقية لاحتكاك المبدعات ببعضهن. وتأتي هذه الطبعة من المهرجان الذي تأسس في 2009 حسب عنتري، لإبراز أعمال الجزائريات ومد جسور التواصل بينهن وبين الأجيال الجديدة، والتعريف بفن الطبخ الجزائري، مشيرا أن هذه الطبعة تعرف مشاركة 40 امرأة مقسمات إلى فوجين، فوج يرتقب أن يقدم فنون الطبخ الجزائري مع التركيز على الكسكس، وفوج يقدم إبداعات المرأة في الصناعات التقليدية الخاصة بالطبخ وكل ما يتعلق بالأواني الفخارية المنزلية. للإشارة، فقد انطلقت الخميس بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة الطبعة الخامسة من المهرجان الوطني لإبداعات المرأة الذي سيمتد إلى غاية 11 جوان والمهداة للكسكسي تحت شعار ”حبوب ذهبية.. تراث وفنون وأذواق”. وقد ذكرت محافظة المهرجان، حميدة أقسوس، في كلمة افتتاحية، أن هذا المهرجان الذي أسس في فيفري 2009 يهدف إلى تطوير المنتوجات الحرفية وإبراز إبداعات المرأة في هذا المجال وتمكينها من أداء دورها في تطوير وترقية العمل الإبداعي. وبخصوص اختيار طبق الكسكس ليتصدر نشاطات هذه الطبعة، أكدت أن ذلك نابع من رغبة المنظمين في التعريف بهذه الأكلة البربرية الأصيلة المعدة من الحبوب، خاصة القمح والشعير، والتي لها مكانة وبعد اجتماعي في المجتمع الجزائري، فهو حاضر في كل المناسبات السعيدة والأليمة. وتم بالمناسبة تدشين المعرضين المنظمين في هذا الإطار بحصن 18 وحصن 28 بقصر الرياس، حيث يقدم المعرض الأول تحت شعار ”من القمح ومن الشعير” للزوار نماذج عن مختلف أطباق الكسكس الذي أحصى منه 500 نوع من مختلف مناطق الجزائر بحضور 30 مشاركة. أما المعرض الثاني فخاص ب”فن المائدة” تعرض فيه الأواني (من فخار وسيراميك) التي يقدم فيها طبق الكسكس وأيضا أغطية الموائد والسلال وهي من إنتاج مبدعات من مختلف مناطق الجزائر. وبباحة القصر ”سويقة” تعرض وتباع منتوجات غذائية متنوعة تشرف عليها نساء مثل عسل النحل والكسكس ومختلف أنواع العجائن والمخبوزات كما سيقام خلال المعرض يوم للتذوق. ومن بين الأنشطة الأخرى للمهرجان ورشات تكوينية في فن ”فتل الكسكس”، كما تقام أيضا بالمناسبة ”التويزة” ومن التقاليد العريقة في المجتمع التي تؤكد التآزر والتعاون بين أفراد المجتمع في إنجاز أعمال مختلفة، منها الولائم وتشارك فيها العارضات بتحضير أطباق مختلفة تكريسا لهذه العادة. كما تنظم أيضا محاضرات تتناول تاريخ مرجعيات هذا الطبق الذي يشتهر في البلدان المغاربية وهو منتشر حاليا في جميع أنحاء العالم. ومن بين المواضيع التي ستقدم محاضرة بعنوان ”المرجعيات التاريخية والأثرية للكسكسي” و”من الكسكس التقليدي تراث وطني إلى التحول الصناعي”، وكذا إسهام مشاركة إيطالية ماريلو تيراسي صاحبة مطعم بصقليا بعنوان ”اكتشاف طبق الكسكس المطبوخ في مدينة صقليا تراباني”.