يعود المهرجان الوطني لإبداعات المرأة في طبعته الخامسة، وفي جعبته موضوع لذيذ "حبوب ذهبية.. تراث، فنون وأذواق"، وفي برنامجه كذلك العديد من الأطباق الترفيهية والعلمية كلّها تدور حول مادة غذائية تتّصل بالجزائريين منذ ميلادهم إلى غاية وفاتهم، وفي أفراحهم كما في أحزانهم، ويتناولها الفقير والغنيّ على السواء هي الكسكسي. ينطلق المهرجان الخامس لإبداعات المرأة بداية من يوم غد الخميس، بقصر "رياس البحر" بالجزائر العاصمة، حيث يتجدّد الموعد مع صنعة أخرى تجيدها النساء الجزائريات وتشكّل علامة مميزة لهن، واختار المهرجان هذا الموضوع لتثمين هذا الإرث الثقافي الضاربة جذوره لفترات بعيدة تعود لعهد دولة نوميديا، إذ ترى محافظة المهرجان حميدة أقسوس، أنّ مادة الكسكسي جزائرية رغم أنّ دولا مغاربية تشاركنا فيها، وأوعزت كلامها بحقيقة أنّ الجزائر تزخر بالعديد من الأشكال. وتختلف فيه الوصفات والنكهات من منطقة إلى أخرى، بل وتتعدّد في المنطقة الواحدة، عكس ما هو موجود في المغرب مثلا التي تحوز على خمسة أو ستة أنواع فقط، ونفس الشيء بالنسبة لتونس وأقل في ليبيا. وأسهبت حميدة أقسوس، محافظة المهرجان أمس، في ندوة صحفية، عقدتها بالمعهد العالي للموسيقى، في الحديث عن الكسكسي والموضوع العام للتظاهرة المقترن بالقمح والشعير، وإبداع النساء في استخلاص أنواع وأذواق كثيرة منهما، وكشفت بالمناسبة عن الخطوط العريضة للبرنامج المصاحب للحدث، فالدورة الخامسة ستشهد مشاركة 50 امرأة مبدعة في مجال القمع والشعير، ويحوي المهرجان ثلاث مسابقات موجهة للمشاركين وللطباخات وللصحفيين لاختيار أحسن مقال يتناول موضوع الطبعة. وضبط المهرجان برنامجه على أربع محاضرات هي "المرجعيات التاريخية والأثرية للكسكسي"، تنشطها حورية شريد، محافظة ومديرة المتحف الوطني للآثار القديمة، ومحاضرة ثانية عنوانها "طبق التقاسم" تنشطها الصحفية والكاتبة ليلى بوكلي حسان تاني، ومحاضرة حول "اكتشاف طبق الكسكسي المطبوخ في مدينة صقلية"، تقدّمها المشاركة من إيطاليا ماريللو تيراسي، وهي صاحبة مطعم بمنطقتها، والمحاضرة الأخيرة يقدّمها سيد علي لحلو، صاحب مطعم ومتخصّص في الكسكسي التقليدي المفتول باليد، عنوانها "من الكسكسي التقليدي تراث وطني إلى التحوّل الصناعي". وفي البرنامج كذلك تنظيم مائدة للتذوّق ستكون بمثابة رحلة سفر طويلة بين 20 طبقا تمثّل مختلف مناطق البلاد، وسيقيم المهرجان جلسة "تويزة" أو التضامن في جوّ المرح، حيث تجتمع النسوة في جوّ من والتلاحم لإعداد الكسكسي وسط غناء جماعي يعكس تراث وتقاليد المجتمع الجزائري، وينتظر أن تقام التويزة في الساحة الحمراء بقصر رياس البحر، وتعرض عملية الفتل مباشرة لحبات الشعير والقمح. وفي ختام التظاهرة ستحيي المطربة حورية عايشي، سهرة فنية بقاعة "ابن زيدون"، حيث ستكرّم أيقونات الأغنية الجزائرية خلالها من أمثال مريم فكاي، فضيلة دزيرية، الشيخة طيطمة وعائشة لبقع.