تعيش بلدية مخادمة، بولاية بسكرة، على وقع فعاليات العكاظية المغاربية للشعر الشعبي في طبعتها الخامسة، بتقديم أنواع ثقافية مختلفة في تجاوب منقطع النظير من طرف الجمهور. وتمتع الجمهور الذي وفد بكثافة على دار الشباب علي معاشي بهذه البلدية بباقة من القراءات الشعرية لفحول الملحون، أمثال لزهر عجيري، وباستعراضات فلكلورية متعددة. عقب حفل الافتتاح الرسمي تواصلت الأجواء الاحتفالية البهيجة في الهواء الطلق ضمن ديكور واحاتي نسجته أشجار النخيل والخيمة، وتقاطعت فيه الكلمة الشعرية الرفيعة ومعزوفات على آلة الناي وطلقات البارود حتى الساعات الأولى من صباح أول أمس. ويتداول على المنصة خلال هذه العكاظية المغاربية التي تدوم ثلاثة أيام، 100 شاعر من مختلف ربوع الوطن وكوكبة من فحول الملحون من تونس والجمهورية العربية الصحراوية، حسبما أفاد به المشرف العام على هذه التظاهرة عزالدين غزال. وبرمجت ضمن فقرات هذا الموعد الثقافي ندوة فكرية ينشطها مختصون في الأدب الشعبي حول مكانة الشعر الملحون في الحياة الثقافية للمجتمع، وإمكانية حماية هذا الفن الإبداعي من التلاشي، زيادة على تسليط الضوء على شخصية وآثار الشاعر الشعبي الراحل عبد الرحمان قاسم ”1926 / 1994” الذي تحمل العكاظية اسمه. وتنظم لفائدة ضيوف هذه البلدية الواقعة بإقليم الزيبان الغربية جولات عبر واحات النخيل على ضفاف وادي جدي أهم مجرى مائي بالجنوب الذي يمر بالمنطقة. وتقام هذه العكاظية التي ارتقت هذه السنة لتصبح ذات بعد مغاربي بعد أن كانت وطنية بمبادرة من المجلس الشعبي لبلدية مخادمة بالتنسيق مع الجمعية الثقافية المحلية ”الواحة” للفن والثقافة.