توّجت مسرحية ”بخور عصري” لمسرح الأغواط ولصاحبها هارون الكيلاني بجائزة أحسن عرض متكامل في فعاليات الدورة الأولى لمهرجان صور المسرحي، الذي انطلق في ال7 من الشهر الجاري واختتم أول أمس، بسينما الحمرا بمدينة صور اللبنانية. تم في ختام الفعالية تكريم الفرقة التي يشرف عليها هارون الكيلاني، من طرف بلدية صور ومسرح اسطنبولي. كما منحت جائزة أحسن عرض من طرف الدكتور إياد كاظم عن معهد الفنون الجميلة بجامعة بابل العراقية. وقال المخرج هارون الكيلاني أنّ مسرحية ”بخور عصري” عبارة عن طقوسية تعتمد على الموروث الإفريقي الطقوسي بداية من الجنوب الكبير، امتدادا إلى إفريقيا العميقة، وتناول فيها لمدة ساعة وخمس دقائق قصة مجموعة من الناس تتنافس للخروج من جلودها ومن رؤوسها تحت الطرق والاستحمام والبخور في جدبة ناوية مغاربية وإفريقية. وأضاف المتحدث أننا نكاد نصبح دون لون، متسائلا: ”من ذا الذي يحاول تغيير دمنا الأحمر القاني؟ ومن يحاول أن يكسر ظهورنا بالمرض والوهن والخوف؟”، ليستطرد بقوله إن هذه المسرحية هي ردة فعل أمام الورطة الإنسانية العالمية، وأضاف أن المسرحية امتداد للتجربة المسرحية ”فيزيو شظايا” التي أخرجها سنة 2011 وجاءت في حلة مسرح ما بعد الدراما، وتم الاعتماد فيها على كثافة الصورة وحرية الجسد. كما امتزج فيها المسرح بموسيقى ”لديث ميتال” على المباشر. كما شارك في أداء أدوار المسرحية كل من فيصل بوناصر، خليل الطالب، بن الباي يونس، الطاهر صفي الدين وأحمد بن الطاهر، في حين صمم إضاءتها زروق نكاع. كما تضم المسرحية جرأة في الخطاب والتناول على الركح، وهي الجرأة التي أعلن عنها في الجزء الأول من المسرحية ”فيزو شظايا” عام 2011، وأثارت وقتها كثيراً من الجدل، حيث مثلّت الدورة الأولى من مهرجان صور المسرحي فرصة للكيلاني كي يلفت الانتباه إلى انبعاث مسرح جزائري خارج القوالب والخطابات المكررة، خاصة أنّ المسرحية طرحت فكرة مغيبة في الهوية الجزائرية، هو البعد الإفريقي في طقس فرجة يتضمن أسئلة وجودية تضع الممثل والمتلقي معاً في مواجهة الذات والوجود. تنتمي ”بخور عصري” إلى مسرح ما بعد الدراما، وقد اعتمد فيها هارون الكيلاني الذي يعدّ من المخرجين الشباب الخارجين عن الأنماط الجاهزة للمسرح الجزائري على التعابير الجسدية والإبهار البصري وسحر الموسيقى الإفريقية على المباشر، ما يشكّل رحلة تطهيرية للممثلين والمشاهدين على حدٍّ سواء.