شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية، فجر أمس، حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن أربعين منهم، بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك. ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي ضد حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” وأنصارها، عقب إعلانه اختطاف ثلاثة من جنوده في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة نهاية الأسبوع الماضي. وفي هذا الشأن، صرّح رئيس الأركان الجنرال بيني غانتس بأن العملية العسكرية التي تقوم بها قواته في الضفة الغربية هدفها واحد وهو العثور على الشبان المخطوفين الثلاثة، وأضاف أن هذه العملية تهدف أيضا إلى ضرب حركة حماس، وأن الجيش الإسرائيلي يوشك على خوض معركة ذات مغزى. وإثر ذلك طالبت حركة حماس أمس السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، معتبرة استمراره بمثابة جريمة وطنية يعاقب عليها القانون، ووصفت اعتقال أكثر من 200 من قياداتها في الضفة الغربية، وعلى رأسهم عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي، بالجريمة المركبة. وقالت كتلة التغيير والإصلاح المحسوبة على حماس ”ندعو إلى وقف التنسيق الأمني الذي يعد خنجرا مسموما في خاصرة شعبنا ومقاومته الباسلة، ويتعارض مع التوافق الوطني والقانون الذي اتفق عليه في اتفاق القاهرة ونص على أن التنسيق الأمني جريمة وطنية يعاقب عليها القانون”. وعلى خلفية الحادثة، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس وقال إنه يتوقع منه أن يساعد في جهود البحث عن المخطوفين. ونقل بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء عن نتنياهو قوله لعباس ”أتوقع منكم المساعدة في استعادة الشبان المخطوفين والقبض على خاطفيهم”. والمكالمة الهاتفية هي أول حوار يعلن عنه بنيامين نتنياهو وعباس منذ أن وقع الرئيس الفلسطيني اتفاق مصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أفريل وتجميد نتنياهو لمحادثات السلام التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة. وفي سابقة، أدانت السلطة الفلسطينية واقعة الاختطاف، معربة عن رفضها ”اللجوء للعنف من أي طرف كان”، حسب تعبيرها. وقالت رئاسة السلطة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية التابعة لها، أمس، ”إنها تدين سلسلة الأحداث التي جرت في الضفة الغربية الأسبوع الماضي، ابتداء من خطف ثلاثة فتيان إسرائيليين وانتهاء بسلسلة الخروقات الإسرائيلية المتلاحقة، سواء فيما يتعلق بإضراب الأسرى أو الاقتحامات للمنازل الفلسطينية والاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون وجيش الاحتلال والتي أدت إلى استشهاد شاب فلسطيني وملاحقة الكثير من الأبرياء”، بحسب البيان. وتعقيبا على الأخبار المتواترة حول اعتزام إسرائيل توسيع عملياتها الأمنية في الضفة الغربية خلال الأيام المقبلة، ردا على اختطاف ثلاثة إسرائيليين. طالب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الجانب الإسرائيلي بالتزام أقصى درجات ضبط النفس وعدم مواصلة تصعيد الموقف حتى يمكن احتواء التوتر المتزايد القائم بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، والحيلولة دون تفاقم الأوضاع بصورة يصعب السيطرة عليها لاحقا.