أعلنت كتائب عز الدين القسام ،الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفد مساء الثلاثاء في الضفة الغربية وأسفر عن مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين. * وقالت الكتائب في بيان لها إن العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال وتأكيد على حضور المقاومة. * كما اتهمت حركة حماس اليوم الأربعاء السلطة الفلسطينية باعتقال أكثر من 150 من ناشطيها في الضفة الغربية وحذرت السلطة من استمرار الاعتقالات بعد هجوم الخليل. * وقالت "كتلة التغيير والإصلاح" البرلمانية التابعة لحماس في بيان انه تم "اقتحام ومداهمة بيوت النواب واعتقال أبنائهم"، متهمة "سلطة فتح بأنها تأبى إلا ان تنفذ أجندة الاحتلال والوقوف بجانب العدو الصهيوني والاستمرار في مشروع إجهاض المقاومة واستئصالها". * وحذر البيان " فتح وسلطتها من التداعيات الخطرة المترتبة على هذا التصعيد الخطير والتقاسم والتبادل الوظيفي بينها وبين الاحتلال في محاولة القضاء على المقاومة". * وأكدت كتلة حماس ان "المقاومة التي نفذت عملية الخليل المباركة لهي قادرة على ان تستمر في مقاومتها رغم كل المحاولات اليائسة والفاشلة من اختطافات وتنسيق امني ومداهمات". * وقد نددت سلطة رام الله بهجوم الخليل الذي جاء قبل يومين من إطلاق المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وبرعاية الإدارة الأمريكية. * واعتبر بيان أصدره محمود عباس المتواجد في واشنطن أن عملية الخليل هدفها " التشويش على العملية السياسية" مضيفا انه "لا يمكن اعتبارها من أعمال المقاومة بعد أن اوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها".كما قال رئيس الوزراء سلام فياض أنها تتناقض مع المصالح الفلسطينية. * أما رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو، فقد أمر فور وصوله إلى واشنطن بملاحقة الفاعلين "بدون أية قيود دبلوماسية". * وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد انتقدت قرار السلطة الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال ودعت إلى تصعيد خيار المقاومة، ووصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اجتماع واشنطن بأنه اجتماع للضعفاء، ورأى أن الفشل سيكون مصير هذه الجولة من المفاوضات لافتقادها أي شرعية. * ومن جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أن الفلسطينيين لن يجنوا شيئا من المفاوضات، والمصلحة والنتيجة فيها ستكون لصالح الصهاينة والولايات المتحدة بشكل خاص. * ودعا البطش إلى تصعيد خيار المقاومة وإنهاء الانقسام الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية وضرب العدو بكل قوة بغية إفشال المفاوضات. * كما أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني كايد الغول، أن المفاوضات جاءت نتيجة ضغوط مورست على القيادة الفلسطينية بعد أن تراجعت الإدارة الأمريكية عن وعودها فيما يتعلق بوقف الاستيطان،واعتبرت أن المفاوضات يجب ان تكون بدون شروط مسبقة. * وقال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد بحر ،ان المفاوضات "مؤامرة جديدة على القضية الفلسطينية وغطاء جديد للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.." * وتنطلق اليوم الخميس بمقر وزارة الخارجية الأمريكية جولة المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتى تهدف إلى التوصل إلى" اتفاق سلام عادل حقيقي وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية * مستقلة وقابلة للحياة". * وستجري هذه المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور الرئيس المصري حسنى مبارك و العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى. * وتنطلق هذه المفاوضات بعد توقف دام 20 شهرا بناء على بيان اللجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط الصادر في 21 أوت الماضي بهدف التوصل إلى اتفاق خلال عام. * ويظل مصير مفاوضات واشنطن مرهون بمدى جدية إسرائيل فيها لتحقيق السلام مع الفلسطينيين والى أي حد يمكن أن تتمسك فيه الإدارة الأمريكية بالتزامها تجاه تحقيق هذا السلام باعتباره "هدف يتقدم كافة أولويات الرئيس الأمريكي باراك اوباما" مثلما أكد عليه هذا الأخير مرارا. * وبخصوص هذا الالتزام أعلن الموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أول أمس بالبيت الأبيض أنه سيكون لواشنطن وجود فعال وداعم خلال المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين مؤكدا أن " للرئيس أوباما الكثير من الالتزامات المهمة ولكن سلاما كاملا في الشرق الأوسط يشكل أولية كبرى له".