انطلقت عملية الترحيل بعاصمة البلاد لسكان البيوت القصديرية خاصة تلك المواقع التي تعيق المشاريع السكنية وأخرى متعلقة بالطرقات بعد ترقب وانتظار داما أكثر من 20 سنة في ظروف عادية، وقد وصفت العائلات العملية بالعرس خاصة وأن الولاية لم تشهد عملية ضخمة ممثالة منذ الاستقلال. فوضى، إغماءات، محاولات انتحار ومناوشات في أولى عمليات الترحيل الموعودة إنطلاق العملية يوم غد من العاشور، مقاطعة الحراش وشاليهات الدرموش توجهت “الفجر” في الساعة ال5 من صباح أمس لموقع الشعايبية بأولاد الشبل مقاطعة بئر توتة والمتوفر على 3216 وحدة سكنية بصيغة الاجتماعي، للوقوف على مجريات سير أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال بالجزائر العاصمة، لتتقاسم الفرحة والسعادة الكبيرتين اللتان كانتا باديتين على وجوه المستقدمين من الأحياء القصديرية لكل من حي المحطة، الحي القروي لأولاد الشبل، مركز أولاد الشبل، حي طبيب، وشعايبية المحاذي للموقع السكني الاجتماعي الحديث بالمنطقة. زوخ يؤكد على توفير مقرات أمنية لحل قضية “حرب العصابات” بالأحياء الجديدة كشف المسؤول الأول عن عاصمة البلاد عبد القادر زوخ أن الانطلاق في أكبر عملية ترحيل منذ الاستقلال والتي مست كمرحلة أولى 1086 عائلة إلى حين استكمال غلق الموقع الذي يسع لأكثر من 3000 عائلة بموقع الشعايبية بأولاد الشبل ببئر توتة، فضلا عن تسخير مصالحه كل الإجراءات لتفادي تكرار سيناريو “حرب العصابات” التي أنجبتها عملية الترحيل سنة 2010 نتيجة انعدام التنسيق والتنظيم وغياب إستراتيجية مسطرة خاصة ما تلعق بضرورة توفير مقرات أمنية بالأحياء الجديدة آنذاك. أكد والي العاصمة عبد القادر زوخ، أمس، خلال الزيارة التفقدية التي قادته إلى الحي الجديد الشعايبية بأولاد الشبل ببئر توتة الذي يضم أكثر من 3000 شقة أن العملية بعد أن مست كمرحلة أولى 1086 عائلة مستمرة إلى حين ملئ جل الشقق الشاغرة دون توقف إلى غاية دخول الشهر الفضيل لتستأنف العملية مباشرة بعد عيد الفطر المبارك. وحسب زوخ فإن سلم الأولوية في اختيار العائلات المرحّلة ومنها 302 عائلة من بئر توتة و505 من زرالدة و5 عائلات بالدرارية و34 عائلة من حسين داي و139 أخرى من الشراقة و50 متبقية من بئر مراد رايس جاء حسب تموقعها بأحياء العبور بصفتها تعيق أكبر المشاريع سواء السكنية منها أو تلك المتعلقة بالطرقات أو المرافق الكبرى أو التهيئة كواد الحراش. وفيما يتعلق بعدد الوحدات السكنية بصفة عامة فقد يوجد 2630 وحدة سكنية وحوالي 64 ألف وحدة سكنية كبرنامج خاضعة لوزراة السكن وحوالي 45 ألف وحدة سكنية بالنسبة للسكن العمومي الترقوي و29 ألف وحدة سكنية ذات الصيغة التساهمية و84 ألف وحدة سكنية الموجهة للبنايات الهشة، على غرار 25 ألف وحدة سكنية جاهزة بولايتي البليدة وبومرداس وما تبقى من السكنات الخاصة تابعة للأمن من الدرك والشرطة والحماية المدنية بكل الأحياء الجديدة وتقدر ب22 ألف وحدة سكنية. فيما ستجهز مصالحه 11 ألف وحدة قبل نهاية السنة الجارية. وأشار المتحدث إلى أن 16 عائلة محصية والقاطنة ب480 حوش التي يتم معالجة ملفاتها لإعادة النظر في كيفية استفادة أصحابها بعد أن تم الانطلاق في دراسة ملفات 222 عائلة للتحصل على سكن لائق مثلها مثل باقي الحالات السالفة الذكر، إلى جانب تخصيص 600 وحدة سكنية موجهة للعائلات التي تتخبط في ضيق السكنات بعد تزويج الأبناء فقد تم تكليف لجان تحت إشراف الولاة المنتدبون للفصل في هذا الملف أيضا. لومي يسرّ ل”لفجر” بالمواقع المستهدفة خلال العمليتين القادمتين كشف مدير السكن لولاية الجزائر العاصمة “اسماعيل لومي” في تصريح حصري ل”الفجر” على هامش عملية تسليم وثائق السكنات الاجتماعية الجديدة بموقع شعايبية ببلدية أولاد الشبل ببئر توتة بسعة 3216 وحدة، عن مواصلة عملية الترحيل المنطلقة ليلة الجمعة إلى السبت والتي شهدت إعادة إسكان 1086 عائلة، لتتواصل يوم غد بترحيل قرابة 1300 عائلة بكل من أحياء القصدير سوق الفلاح بالعاشور، وحيي بوروبة 1 و2 بالحراش، إلى جانب حي درموش 3 الكائن ببرج البحري، فيما ستشمل ذات العملية قاطني البنايات الهشة لكل من وادي قريش، رايس حميدو، بولوغين، حسين داي، سيدي امحمد وكذا بلوزداد والمدنية، ليمتد مشروع ولاية الجزائر القاضي بإعادة الإسكان في شقق اجتماعية لائقة قبيل شهر رمضان بعملية جديدة تنفذ فجر يوم الأربعاء بترحيل ما بين 700 وألف عائلة منها من تقطن البنايات القصديرية لكل من حي كليمونفيل بالمحمدية، والبنايات الهشة بكل من حي درموش 2 ببرج البحري، القلعة بأعالي القصبة، مناخ فرنسا، وسكان جنان حسان، مضيفا المتحدث أن تواصل العملية خلال شهر الصيام وارد بجاهزية المواقع السكنية الجديدة وتسليمها بتوفر كافة المرافق الضرورية. وأضاف لومي في تصريحه الحصري لجريدة “الفجر” تحويل المساحة المتبقية من الوعاء العقاري الشاغر بالشعايبية إلى إنجاز مشروع 174 مسكن اجتماعي تساهمي لفائدة مقاطعة الدار البيضاء، وتوظيف 600 عامل مؤطر لإنجاح عملية الترحيل الجارية يوم أمس. تقارير البطاقية الوطنية تقصي 20 عائلة في العملية الأولى للترحيل عادت تقارير البطاقية الوطنية للسكن التي باشرت في دراسة ملفات قاطني الأحياء المستهدف ترحيلها إلى سكنات اجتماعية خلال عمليات إعادة الإسكان القائمة وحتى المنتظرة 4 آلاف ملف من أصل 20 ألف ملف تم دراسته لحد الآن حسب ما أدلى به مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، فيما بلغ يوم أمس عدد المقصيين 20 عائلة، 11 ملف معني بسكان حي شعايبية فقط، على غرار العائلة التي كشف امتلاكها لسكن بالسواقي ولاية المدية، وأخرى بتيبازة وغيرهم الكثير، فيما بلغ عدد المقصيين من حي الملعب ببئر خادم 7 عائلات، واثنين متفرقة بين شراقة وزرالدة، مؤكدا بشأنهم جميع المسؤولين والإطارات الذين كانوا حاضرين خلال عملية إعادة الإسكان ليوم أمس والليلة التي تسبقه، استلام الطعون الخاصة بهم لدراستها والبث فيها لاحقا. هدم البيوت المرحّل قاطنوها فور رحيلهم باستخدام 20 آلية شرعت مصالح مديرية الري بحسب تصريحات المدير “اسماعيل عميروش” في هدم البيوت المرحّل والمستفيد أصحابها فور خروجهم وأثاثهم منها، بحيث انطلقت العملية منذ الساعة ال5 صباحا بهدف استغلال الأوعية التي كانت تشغلها سكنات القصدير تلك وتحويلها إلى مشاريع سكنية ومرافق حضرية ضرورية لتدعيم المواقع السكنية الحديثة، على غرار تحويل جزء منها يتمثل في قطعتي أرض مجاورتين لموقع الشعايبية إلى مركز للأمن الحضري ووحدة للحماية المدنية، لتقريب هذه الخدمات من المواطن وتفادي الأغلاط المرتكبة في المواقع السكنية المنجزة سابقا والتي لم تراعي توفير مثل هذه المرافق، وقد خصصت ذات المصالح لإنجاح هذه العملية سلمت ل15 مقاولة تحتكم على 20 آلية هدم وأزيد من 20 شاحنة لنقل الردوم لمركز الردم التقني للدويرة، المسير من طرف مصالح أسروت بمحطة التصفية لبراقي. مدراء مؤسسات النظافة بالعاصمة يصنعون الحدث أشركت ولاية الجزائر العاصمة ما تعداده 1116 عون ومؤطر وكذا رؤساء أفواج من مؤسسة نات كوم بحسب ما كشف عنه المدير “أحمد بالعاليا” ل”الفجر” لمساعدة العائلات المرحلة على نقل أثاثها لمقر سكناها الجديد، بهدف إنجاح العملية وفق تنظيم وتنسيق يضمن سيرها ما بين الأحياء القديمة والعمارات الجديدة، إلى جانب تسخير 880 عون من مؤسسة اكسترا نات لذات الغرض، مع وضع 40 حاوية للرمي الانتقائي كل واحدة بسعة 770 لتر مع ضمان حملة تحسيسية وتوعية للمستقدمين الجدد لموقع شعايبية بهذه الطريقة الجديدة لرمي النفايات لمدة أسبوع كامل بدءا من اليوم. أصداء “الرحلة” توفير سوق للخضر والفواكه وسوق كبير للمواد الغذائية لتفتتح أبوابها أمام زبائنها من المستقدمين الجدد اليوم لتوفير احتياجاتهم اليومية في ثاني أيام الترحيل، كسابقة لم تشهد لها مثيل خلال عمليات الترحيل التي سبقتها بالجزائر، وذلك لتخليص المرحّلين من عناء التنقل لأحياء بعيدة لجلب ما يحتاجونه. حالات إغماء وهبوط في الضغط والسكري، بعضها من الفرحة والتخلص من عناء دام سنوات طويلة تحت أسقف القصدير وأخرى الشاليهات والبناءات الموشكة على الانهيار، وأخرى بسبب إقصاء أصحابها من الحصول على سكن لائق بحسب ما فصلت فيه نتائج البطاقية الوطنية للسكن. مناوشات بين بعض المرحّلين وعمال نات كوم الذين تم الاستعانة بهم لنقل أثاث المرحّلين من الشاحنات إلى الشقق أدت في حالة واحدة إلى إصابة عون نات كوم بجروح خفيفة نتيجة استعمال السلاح الأبيض من المعتدي بسبب خلافات تافهة بينهما. “الزرنة” كانت حاضرة لاستقبال وفد الوالي زوخ والتعبير عن فرحة المرحّلين التي كانت تتعالى مع زغاريد النسوة والفرحة التي تعلو أرباب الأسر والأطفال. اعتراض امرأة وابنتها الشابة موكب الوالي لدى مغادرته موقع الشعايبية السكني في محاولة منهما للانتحار بعد حرمانهم من الاستفادة من سكن اجتماعي، بينما صعد أربع شبان للشرفات مهددين برمي أنفسهم من الطوابق العلوية في حالة ما لم يعد الوالي ويكلمهم. سكان شراقية يتسلمون وثائق الاستفادة من شقق اجتماعية من عون يعتلي سيارة مركونة أمام العمارة المعنية بانتقالهم. وقوف كل من مدير السكن، مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي ومعظم مؤطري المصلحتين على إنجاح عملية الترحيل هذه، حيث بلغت نسبة العملية بحلول الساعة ال12.30 صباحا 60 بالمائة. الأطفال ينجرون وراء اللعب بالمساحات المخصصة للعب بموقع الشعايبية مخلفين ورائهم سنين من الحرمان والمعاناة بالأحياء الفوضوية والشاليهات وخطر الموت تحت الردوم بالبنايات الهشة. سليمة حفص/حسينة روان/ص:ع.بن زواش