رغم التحذيرات والتعليمات التي تصدرها وزارة التجارية عشية كل رمضان بمعاقبة التجار الذين يعمدون إلى تغير نشاطهم عند حلول الشهر الكريم بطريقة غير قانونية، لكن يبقى عشرات بل مئات التجار يغيرون نشاطهم، ضاربين عرض الحائط بكل تلك التعليمات والقوانين. عشية كل شهر رمضان يلجأ الباعة والتجار إلى تغيير نشاطهم إلى نشاطات موسمية مربحة، حيث نصادف من كان يبيع الأحذية ومن كان يتاجر بالمواد الغذائية والملابس وحتى بعض الورقات قد حولوا نشاطاتهم إلى بيع السلع التي يكثر عليها الإقبال في الشهر الكريم، خاصة منها الزلابية وقلب اللوز والحلويات بكل أنواعها والخبز وغيرها. وتبقى إلى حد الآن هذه القاعدة ثابتة وسمة لصيقة بالسلوكيات التجارية المرافقة للشهر الكريم في الأسواق الجزائرية. وتبدو سياسة وزارة التجارة وتعليماتها وصرامة القوانين غير مجدية في ردع التجار وإيقاف هذه الظاهرة. اتحاد التجار، على لسان رئيسه محمد الطاهر الحاج بولنوار، اعتبرها ظاهرة لها صلة بانتشار التجارة والأسواق الموازية، حيث أكد المتحدث في تصريح ل”الفجر” أن أغلب التجار الذين يغيرون نشاطاتهم هم العاملون في السوق الموازية. ودعا بولنوار التجارالنظاميين إلى احترام القوانين والامتثال لها، وهدد بأن اتحاد التجار لن يقف إلى جانب ولن يدافع عن التجار الذين لا يحترمون القانون. وقال إنه يتعين على التجار الراغبين في تغيير نشاطهم في رمضان التقدم إلى مقرالسجل التجاري والحصول على الترخيص الذي يسمح لهم بممارسة نشاطاتهم بطريقة قانونية دون المساس بالقوانين، وشدد المتحدث بشأن صرامة اتحاد التجار في الامتثال للقوانين التي تنظم الاسواق التجارية من كل مظاهر الغش والتدليس. وقال بولنوار إنه في ظل عدم إيجاد حلول مناسبة وفعالة للقضاء على الاسواق الفوضوية والتجارة الموازية ومنطق السوق السوداء، فإن أسواقنا ستشهد ليس فقط تغيير النشاط والتجارة الموسمية، لكنها ستضم كل مظاهر الفوضى وخرق القانون.