غلق 95 محلا بسبب تغيير النشاط في 2011 يستغل التجار شهر رمضان لتعويض ما فاتهم خلال الأيام السابقة وربح المزيد من المال، إذ يمثل الشهر الكريم بالنسبة للبعض منهم شهرا لتغيير النشاط، خاصة أن الزلابية وقلب اللوز وكذا الحلويات التقليدية تعرف إقبالا كبيرا خلال هذا الشهر، وبذلك يعلق أصحاب المحلات آمالا كبيرة على هذه الأيام التي لا تتعدى ال30 يوما، لملء خزينتهم أو لإنقاذ تجارتهم من الركود والإفلاس. كما ألفناه، وفور قدوم شهر رمضان من كل سنة، تتحوّل العديد من محلات الأكل السريع والمطاعم وكذا المقاهي، إلى محلات لبيع الحلويات التقليدية، خاصة الزلابية والقلب اللوز، التي تعدّ من أكثر الحلويات استهلاكا من قبل الجزائريين في رمضان. وفي جولة استطلاعية قادت ''الخبر'' إلى بعض شوارع العاصمة، على غرار باب الواد، مارشي 12، الحراش، باش جراح، براقي... وقفنا على العديد من المحلات غيّرت نشاطها، ضاربة بذلك التعليمة الوزارية التي جاءت لمنع تغيير النشاط بشكل موسمي، عرض الحائط. ''البيتزيريات'' والمطاعم للزلابية وقلب اللوز قال ''منير. ع''، صاحب مطعم بشارع بلكور بالعاصمة: ''نحن نملك هذا المحل منذ سنوات، وهو في الأصل مطعم. لكن مع قدوم الشهر الفضيل، ونظرا لأهمية تجارة الحلويات والزلابية، يتم التوقف عن العمل العادي، إذ نجهّز المحل لبيع الحلويات التقليدية، خاصة الزلابية والقلب اللوز. ورغم تغيير النشاط، إلا أننا لا نفقد زبائننا''. من جهته، قال ''عبد الغاني طيبي''، صاحب ''بيتزيريا'' بباب الواد بالعاصمة: ''لا يمكنني أن أتوقف عن العمل في شهر رمضان، فأنا كل عام ومع حلول هذا الشهر، أحاول أن أتاجر في أمور أخرى، كجلب الزلابية والشاربات من مدينة بوفاريك لأعيد بيعها''. محل ''بابا علي للمأكولات الخفيفة'' بحي عمر بن الخطاب بنفس المكان، هو الآخر من بين المحلات التي فضل أصحابها تعويض ما خسروه خلال السنة وتغيير النشاط، حيث تحوّل المحل الواقع في الزاوية المقابلة للساعات الثلاث إلى محل لبيع الشاربات، بعد أن قام مالكه باقتناء خلاط خاص لصنع الشاربات، وشرع في إعداده لزبائنه الذين تجدهم طوابير أمام محله منذ الساعات الأولى. وهو ما ذهب إليه أيضا ''عمي صبري''، أحد السوريين الذين التقيناهم بشارع عبان رمضان، إذ قال أن محله لبيع الملابس الرجالية، يتحوّل في رمضان لصنع وبيع الحلويات الشرقية والسورية. جولتنا قادتنا أيضا إلى الحي الشعبي باش جراح، حيث التقينا ب''مسعود بن عمر''، صاحب محل للأكل الخفيف، هذا الأخير غيّر نشاطه، إذ قال: ''الأكل الخفيف يتوقف خلال شهر رمضان، فنحاول إيجاد البديل، خاصة أن الحي يعرف إقبالا هائلا للزبائن الذين يحبّون الزلابية والحلويات التقليدية الخاصة بشهر رمضان''. وينتظر العديد من الشباب البطال رمضان لممارسة النشاط التجاري، إذ نجدهم يستأجرون محلات يزاولون فيها نشاطهم الموسمي. فالشاب ''خالد''، 26 سنة، قام باستئجار محل متعدّد الخدمات هو وإخوته الثلاثة، واستغلوه لبيع الشاربات الذي يقومون بتحضيره بالمحل، ثم يتم توزيعه على بعض نقاط البيع ببراقي وباش جراح. بينما فضل بعض الباعة الفوضويين تغيير نشاطهم، من بيع الملابس والأواني على الأرصفة إلى إعداد البوراك والبريك. ورغم أن القانون واضح، وتغيير النشاط بطريقة عشوائية يكلف صاحب المحل الغلق والمتابعة القضائية، إلا أن التجار يضربون بتعليمات وزارة التجارة عرض الحائط. وفي هذا الصدد، قال مدير التجارة لولاية الجزائر، لعماري يوسف، إن التجار الذين يقومون بتغيير نشاطهم خلال شهر رمضان سيتابعون قضائيا وسيتم غلق محلاتهم، حيث أشار إلى أن مصالحهم قامت بغلق 95 محلا العام الماضي، بعد تغيير أصحابها نشاطهم بطريقة عشوائية، موضحا أن التجار الذين يريدون تغيير نشاطاتهم ما عليهم سوى تغيير السجل التجاري والعمل بطريقة قانونية.