استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس عدوانه الجوي على غزة بعد يوم من موافقة حكومة نتنياهو على مبادرة وقف إطلاق النار المصرية، التي رفضتها كافة الفصائل الفلسطينية وأكدت وقوفها وراء المقاومة الفلسطينية حتى تحقيق شروطها برفع الحصار ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وأراضي 48 والالتزام بكافة الاتفاقيات والمعاهدات التي وافقت عليها إسرائيل سابقا. ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 9 فلسطينيين، وإصابة 60 آخرين، في غارات استهدفت أنحاء متفرقة من غزة، فجر أمس، لترتفع حصيلة قتلى العدوان على غزة وفقًا لبيان الصحة الفلسطينية، إلى 205 شهيد. الرئيس الإسرائيلي يلقي باللائمة على حماس كان المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية قرر في اجتماعه أمس، تصعيد العمليات العسكرية ضد قطاع غزة خلال الأيام المقبلة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس أن الاجتماع الذي استمر أربع ساعات بحث سبل الرد على حركة ”حماس” بعد رفضها المبادرة. وقرر المجلس قصف الأنفاق التي حفرت تحت المنازل شرق وشمال قطاع غزة والتي تستخدمها ”حماس” في تخزين وإطلاق الصواريخ. وأضافت الإذاعة أن الاجتماع تناول كذلك خطة الاجتياح البري لقطاع غزة. كما عمد جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية وفجر اليوم إلى توجيه رسائل نصية لسكان الأحياء الشرقية بغزة كالشجاعية والزيتون وبلدة بيت لاهيا بشمال القطاع دعتهم فيها إلى إخلاء منازلهم حتى الساعة الثامنة من صباح الأربعاء. وأبلغ متحدث بلسان جيش الاحتلال الإذاعة الإسرائيلية أن ”هذه الرسائل وصلت إلى الهواتف المحمولة لسكان هذه المناطق تمهيدا لتكثيف الغارات الجوية فيها” وقال أن هذه الأحياء هي مصدر إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل. واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أن إسرائيل ليست معنية بتاتا بإلحاق الأذى بالمدنيين. وأضاف بيرس إن الجهة الوحيدة التي رفضت القبول بوقف إطلاق النار هي ”حماس” التي تواصل اعتداءاتها الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية. وجاءت أقوال بيرس هذه لدى استقباله اليوم وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني، التي أعربت عن أملها في أن يتم التوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار. نتنياهو يطرد نائب وزير الدفاع ويطالبه بالاستقالة وفي شأن متصل طرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، داني دانون الذي يعمل بمنصب نائب وزير الدفاع، وذلك على خلفية مهاجمته القيادة الإسرائيلية أثناء عدوانها على غزة. وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو: ”في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة الإسرائيلية ووزارة الدفاع وسط حملة عسكرية ضد منظمة إرهابية وفي الوقت الذي نعمل فيه بجد لتأمين حماية مواطنينا فمن المستحيل أن يقوم نائب وزير الدفاع بمهاجمة شديدة لقيادة الدولة”. وأضاف البيان: ”هذه التصريحات من نائب وزير الدفاع تظهر عدم المسؤولية وخصوصا في الدور المنوط به إضافة إلى أن تصريحاته تم استخدامها كسلاح ضد الحكومة الإسرائيلية” وتابع البيان: ”في ضوء هذه التصريحات التي تظهر عدم الإيمان بالحكومة وبرئيس الوزراء شخصيا، فإنه يتوقع أن يقوم نائب الوزير بتقديم استقالته وتحمل مسؤولياته، وإن لم يقم بذلك فإنني قررت إقالته من منصبة”. وفي المقابل، واصل رجال المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ على إسرائيل وأطلقوا أكثر من 150 صاروخا منذ يوم الثلاثاء وهو اليوم الذي كان محددا أن يسري فيه مفعول وقف إطلاق النار المقترح. وتشير التقارير إلى أن سكان القطاع الذي يبلغ عددهم نحو 1.8 مليون نسمة، يعيشون حالة من التكافل والتضامن والتلاحم غير مسبوقة وذلك في ظل العدوان الذي يتعرض له القطاع منذ تسعة أيام. وأنه على الرغم من أن معظم المنازل التي هدمت تزيد عن 300 منزل إلا أن هذه العوائل تم استضافتها لدى جيرانهم في ظل تسابق من قبل الجميع لإيوائهم. ومن جهته قال الدكتور فايز أبو شمالة الكتاب والمحلل السياسي لوكالة قدس برس أن صمود الشعب الفلسطيني في هكذا حرب أمر طبيعي لتربية هذا الشعب على الجهاد والمقاومة. وقال أبو شمالة ل ”قدس برس”: ”المقاومة ليست ممارسة فقط إنما هي فكرة وثقافة أصبحت لدى الشعب الفلسطيني لا سيما منذ الثلاثين عاما الماضية”. لقاء مرتقب اليوم بين السيسي وعباس لبحث سبل وقف العدوان ويشار إلى أن سفير دولة فلسطين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي، أعلن مساء الثلاثاء، أن الرئيس محمود عباس أبو مازن سيبحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس، سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والتنسيق لإنجاح المبادرة المصرية لتحقيق وقف إطلاق النار. وأوضح الشوبكي أن عباس سيصل القاهرة بعد ظهر اليوم، الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها أيضًا مع عدد من القيادات والمسؤولين المصريين وفي مقدمتهم، وزير الخارجية سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.