جهود دولية لوقف الجريمة والوضع الإنساني كارثي يشهد قطاع غزة أعنف قصف منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع لترتفع حصيلة الشهداء إلى 208 قتلى، فيما اعترضت القبة الحديدية مجموعة من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية باتجاه مدينة عسقلان. واستهدفت الغارات أكثر من 12 منزلا في مناطق متفرقة من القطاع، بينها منزل القيادي البارز في حماس، محمود الزهار، وثلاثة قادة آخرين في الحركة، كما دمر القصف الجوي مبنى تابعا لوزارة الداخلية في منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة،. وبحسب شهود عيان، فان منزل الزهار، والذي يقع في شمال منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة والمؤلف من أربع طبقات، تعرض للقصف بصاروخين على الأقل. كما تم، فجر أمس، استهداف منازل القادة في حماس باسم نعيم وزير صحة حماس السابق، وفتحي حماد وزير داخلية حماس السابق، وإسماعيل الأشقر"، وهم من جباليا في شمال القطاع، وجميعهم نواب عن حماس في المجلس التشريعي. كذلك، تعرضت شقة في مبنى "برج داوود" في حي الرمال بمدينة غزة للقصف، ما أسفر عن تدميرها وإصابة صحافي يعمل في إذاعة "صوت الوطن" المحلية، والتي مقرها في المبنى المذكور، وقد توقف بث الإذاعة. هذا وأنذر الجيش الإسرائيلي، قرابة 100 ألف فلسطيني بإخلاء منازلهم في شرق قطاع غزة، حسب ما أعلنته مصادر عسكرية إسرائيلية. و أوضح مراسلون، أن منشورات ألقيت فوق حي الزيتون بجنوب شرق غزة، وقالت المناشير إن الجيش سيشن غارات جوية ضد مواقع ونشطاء إرهابيين في مناطق الزيتون والشجاعية، لأن كمية كبيرة من الصواريخ على إسرائيل أطلقت من هذه المنطقة". وتم إلقاء منشورات مشابهة في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وبحسب المنشور فإن "الإخلاء هو لسلامتكم" الشخصية، محذرا السكان من عدم العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر. كما أفاد عدد من سكان حي الزيتون وغيره، أنهم تلقوا، ليل الثلاثاء، رسائل مسجلة على هواتفهم النقالة من الجيش الإسرائيلي تطالبهم بمغادرة منازلهم. من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم أن "الاحتلال قام مجددا في الساعات الأخيرة ببث عشرات الآلاف من الرسائل الصوتية على هواتف المواطنين، خاصة في المناطق الحدودية تطالبهم بإخلاء منازلهم". وبحسب البزم، فإن هذه الاتصالات "عشوائية"، معتبرا أنها "تأتي في إطار الحرب النفسية ولإرباك الجبهة الداخلية". وطالب الناس بعدم الاستجابة لها. وكان الجيش الإسرائيلي قام الأحد الماضي بدعوة سكان عدة مناطق إلى إخلاء منازلهم فورا، ترقبا لغارات جوية في المنطقة، مما دفع نحو 17 ألف شخص إلى اللجوء إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة في القطاع. هذا، ولم تستثن حالة الهلع التي غرستها صواريخ المقاومة داخل الكيان الصهيوني كبار مسؤولي اسرائيل وضيوفهم، حيث لجأ وزيرا خارجية اسرائيل والنرويج إلى الملجأ أمس بعد قصف عسقلان. الاحتياجات الطبية تتزايد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، أمس، الصليب الأحمر لحصر كافة الاحتياجات الطبية اللازمة للمستشفيات والمرافق الصحية في قطاع غزة لتوفر التمويل اللازم لها من قبل عدد من الدول العربية والتي ستعمل على تأمين هذه المساعدات. جاء ذلك خلال استقبال الحمدالله لرئيس بعثة الصليب الأحمر في الضفة الغربية والقدس فريدريك بوير في مقر رئاسة الوزراء بمدينة رام الله حيث أطلعه على آخر التطورات الجارية في قطاع غزة. وحذر الحمد الله من وقوع كارثة إنسانية في حال استمرار العدوان. من جانبه، أكد السيد بوير أن طواقم الصليب الأحمر على أتم الاستعداد لتوفير كافة سبل الدعم والعلاج للمواطنين الجرحى في القطاع، والعمل على توفير ملاجئ أمنة للمواطنين الذي فقدوا أماكن سكناهم. تواصل جهود التهدئة تتواصل الجهود والمشاورات الدولية بشأن التهدئة بغزة وسط مواقف متباينة من المبادرة المصرية التي قالت حركة حماس وفصائل فلسطينية إنها لا تلبي مطالب المقاومة، ويتزامن ذلك مع تصعيد عسكري إسرائيلي. وضمن مساعٍ تركية قطرية لوقف العدوان على غزة، تلقى كل من وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري جرى خلاله بحث آخر التطورات في قطاع غزة، والتأكيد على أهمية أن تشمل مبادرة وقف إطلاق النار في غزة كافة الأطراف. كما تأتي زيارة وزيري خارجية ألمانيا وإيطاليا الثلاثاء إلى رام الله وتل أبيب في سياق التحركات الأوروبية لبحث مسألة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وبالموازاة مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إلى مصر إلتقى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي في محاولة لإنجاح مبادرة وقف اطلاق النار، كما يزور تركيا يوم الجمعة. وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين ساكي إن الولاياتالمتحدة ترحب بالمبادرة المصرية التي تنظر إليها كبادرة لإظهار حسن النوايا. من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن دعم بلاده الكامل للمبادرة المصريةالتي رفضتها فصائل المقاومة مؤكدة أنها لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني، وأنها تمثل حبل إنقاذ لإسرائيل من الورطة التي وقعت فيها نتيجة ضربات المقاومة. "حماس" تصف واشنطن بالمحرّضة اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أن إعلان البيت الأبيض عن أن إسرائيل "مخولة لاتخاذ عملية اضطرارية لضمان سلامة مواطنيها" بمثابة تحريض أمريكي رسمي لاستمرار الحرب على قطاع غزة. وقال فوزي برهوم الناطق باسم "حماس" "إن تلك التصريحات بمثابة غطاء أمريكي لجرائم الاحتلال". من جهة أخرى، اعتبر برهوم أن إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لنائب وزير الدفاع داني دانون "انتصار للمقاومة وقدرتها على إحداث شرخ داخل المؤسسة العسكرية والأمنية الاسرائيلية، وتعكس عمق الأزمة التي سببتها المقاومة للكيان الصهيوني". فرنسا تقترح إرسال بعثة أوروبية للإشراف على المعابر أعلن وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس، أمس، أن بلاده اقترحت إرسال بعثة أوروبية للمساعدة الحدودية إلى المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل. وقال" فابيوس "ان "أوروبا مستعدة للقيام بتحركات خصوصا من خلال قوات يمكنها الإشراف على المعابر بين غزة وإسرائيل". وأضاف "أن الدول العربية قالت إنها تؤيد ذلك لكن يجب الحصول على موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي". وترى باريس أن تفعيل المهمة الأوروبية على المعابر حول قطاع غزة سيسمح بالمساعدة على إحلال تهدئة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين تلبي الاحتياجات المشروعة للجانبين في مجالي الأمن والعبور. من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي، ضرورة التوصل بسرعة إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى تهدئة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.