أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون تعليماتهما إلى جيش الاحتلال باستئناف العمليات العسكرية بكل قوة ضد قطاع غزة. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية أن نتنياهو ويعالون اتخذا هذا القرار بعد أن رفضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي المبادرة المصرية بوقف إطلاق النار وأطلقتا عشرات القذائف الصاروخية على اسرائيل منذ صباح أمس. وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتانياهو أعلنت صباح أمس موافقتها على مبادرة التهدئة التي تقدمت بها مصر. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة قبل دقائق من دخولها حيز التنفيذ، وذلك عقب اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في مقر الجيش بتل أبيب. وكانت الخارجية المصرية أعلنت ليلة أوّل أمس طرح مبادرة لوقف إطلاق النار بداية من صباح اليوم تستند في بندها الأول إلى وقف إسرائيل جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة عن طريق البر والبحر والجو. كما تنص مبادرة مصر على أن يبدأ وقف إطلاق النار في غزة اعتبارا من أمس على الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش. إلا أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة رفضت المبادرة التي تأتي بعد أسبوع من العدوان الإسرائيلي على القطاع قتل خلاله أكثر من 180 فلسطيني. ويشار إلى أنّ الفصائل الفلسطينية المسلحة واصلت حتى فجر أمس هجماتها الصاروخية على مواقع ومدن الإسرائيلية في اليوم التاسع من أيام العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة. وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح أمس مسؤوليتها عن قصف قاعدة (زيكيم) العسكرية جنوب إسرائيل بعدد من قذائف الهاون. وتبنت كتائب المجاهدين في بيان لها المسؤولية عن قصف مستوطنة العين الثالثة بثلاثة صواريخ (كاتيوشا 107) فجر أمس. ومن جهتها أعلنت كتائب الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية مسؤوليتها عن قصف موقع إسناد صوفا شرق مدينة رفح فجر أمس. في المقابل رفضت كتائب الشهيد عز الدين القسام اليوم بنود المبادرة المصرية وتعهدت في بيان لها ”بمواصلة المعركة مع العدو”. وأكدت الكتائب أنه ”لم تتوجه إلينا في الكتائب أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في هذه المبادرة”. واعتبرت أنه ”إذا صح محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخضوع نرفضها نحن في كتائب القسام جملة وتفصيلا”. ومن جهته أعلن الناطق باسم حركة (حماس) سامي أبو زهري أن ”ردود المقاومة ستستمر حتى تحقيق جميع المطالب” مشددا على أن ”أي وقف نار إسرائيلي من طرف واحد ليس له قيمة بعد الجرائم الكبيرة في غزة”. ومن الجانب الآخر كثف الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر أمس من غارته على كافة مناطق قطاع غزة، بشكل متزامن، موقعة بذلك عدد من الإصابات. وقال راصد ميداني لوكالة إخبارية أن طائرات الاحتلال قصفت حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة أكثر من مرة مستهدفة أراض زراعية حيث تم نقل عدد من الجرحى تلك المنطقة إضافة إلى أضرار كبيرة. حماس ترى أنّ المبادرة المصرية تجسد الرؤية الإسرائيلية لضرب المقاومة وبشأن دوافع رفض حماس المبادرة المصرية صرح أستاذ العلوم السياسية في الجامعات القطرية الدكتور محمد المسفر لوكالة قدس برس بأن المبادرة المصرية الداعية للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، ”تعكس الرؤية الإسرائيلية لضرب المقاومة، وتنفذها القيادة المصرية الحالية التي تحولت إلى ذراع لإسرائيل في غزة والمنطقة”. وأنّ ”ما يثير الشك والريبة حيال المبادرة المصرية للتهدئة، هو أنها جاءت بشكل مفاجئ ودون تنسيق أو تشاور مع الأطراف المعنية بالقتال مباشرة، أي فصائل المقاومة”، وقال: ”القيادة السياسية المصرية الحالية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الأسف هي طرف في العدوان على غزة، بل هي طرف فاعل بصمتها عن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ولا يزال بحق أهل غزة، فقد كان بإمكان مصر أن توقف العدوان على غزة فورا، وبدون شروط من إسرائيل كما فعلت مصر أيام الرئيس محمد مرسي عام 2012. مصر اليوم إعلامها مسلط على شعب المقاومة أقوى من الرصاص الذي يصب على رؤوس الفلسطينيين في إسرائيل”. وأضاف: ”هذا الإعلام المصري وهذه القيادة التي نأت بنفسها عن تقديم أي مبادرات لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدايته، تأتي في لحظة ما لتقدم مبادرتها التي لا تحمي الفلسطينيين بقدر ما تحمي إسرائيل. ولو أن مصر كانت جادة في حماية الفلسطينيين أو تخفيف الضغط عليهم لفتحت معبر رفح بينها وبين غزة، ولذلك فهذه المبادرة هي محاولة لذر الرماد في عيون العرب، الذين ينظرون لمصر كأحد الأذرع الذي تستخدمه إسرائيل ضد غزة إما عن طريق مبادرات كهذه أو عن طريق سلاح الإعلام”. نتنياهو: ” إذا لم تقبل حماس وقف إطلاق النار فستتمتع إسرائيل بالشرعية لمواصلة عملياتها” ومن جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أنه إذا رفضت حركة حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار واستمرت في إطلاق القذائف الصاروخية، فإن إسرائيل ستوسع العملية العسكرية في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس ظهر أمس مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن هدف العملية الإسرائيلية كان وما زال إعادة الهدوء إلى نصابه من خلال ضرب حماس بصورة خطيرة. وأكد أنه تم بالفعل حتى الآن ضرب حماس بشدة بالغة وإحباط محاولاتها وأضاف أنه في حال لم تقبل حماس بوقف إطلاق النار فستتمتع إسرائيل بالشرعية الدولية اللازمة لمواصلة عمليتها. وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل وافقت على المبادرة المصرية من أجل إعطاء فرصة لتجريد قطاع غزة من الصواريخ والقذائف الصاروخية والأنفاق بالوسائل الدبلوماسية. ومن جانبه توجه وزير الداخلية غدعون ساعر إلى رئيس الوزراء طالبا منه عقد جلسة لمجلس الوزراء بكامل هيئته لمناقشة موضوع وقف إطلاق النار نظرا للانعكاسات المترتبة على ذلك واستمرار حماس في إطلاق النار بصورة أحادية الجانب خلال الساعات الأخيرة.. يذكر أن حملة ”الجرف الصامد” التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة مستمرة لليوم السابع على التوالي، حيث شنت طائرات مروحية إسرائيلية فجر الإثنين سلسلة غارات على مناطق مختلفة في القطاع، بينما ارتفعت الحصيلة إلى 172 قتيل و1230 جريح على الأقل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع فجر الثلاثاء الماضي، بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية. في هذه الأثناء، فتحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أبواب 8 مدارس في قطاع غزة أمام آلاف النازحين الذين اضطروا للجوء إليها، بعد تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف منازلهم من خلال الغارات الجوية المتواصلة. وفي المقابل أطلق أكثر من 750 صاروخ من قطاع غزة إلى جنوب إسرائيل ووسطها من دون إسقاط قتلى. وفي سياق متصل، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن منظومة باتريوت الصاروخية الإسرائيلية اعترضت اليوم طائرة صغيرة بدون طيار بعدما دخلت المجال الجوي الإسرائيلي من قطاع غزة.