أفادت مصادر إخبارية فلسطينية بأن قوات الاحتلال ارتكبت صباح أمس الجمعة، مجزرة جديدة في خان يونس جنوب قطاع غزة قُتل خلالها، ما لا يقل عن 20 مواطنًا، نتيجة عمليات القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي المستمر على معظم أنحاء قطاع غزة، خلال اليوم الحادي عشر للعدوان على القطاع. تأييد أمريكي وألماني للعملية ترافق القصف مع بدء العملية البرية في مناطق شمال قطاع غزة، والشريط الحدودي في محافظة خان يونس، ومنطقة شرق مدينة رفح. وقالت مصادر طبية إن العدوان تسبب بإصابة 19 مواطنًا، من بينهم 5 على الأقل بجروح حرجة، نتيجة هذا القصف، وأوضحت أن الغارات تتركز على الجزء الشرقي في محافظة رفح وبخاصة قرب منتزه بلدية رفح، ومطار غزة المدمر. وبمقتل المواطنين ال17، ترتفع حصيلة قتلى القصف منذ بدء هذا العدوان إلى 263 شهيدًا، إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن ألفي مواطن بجروح، من بينهم نحو 200 بإصابات بالغة. وكان الاحتلال ارتكب يوم الخميس مجزرة ذهب ضحيتها ثلاثة أطفال كانوا يلعبون على رمال شاطئ القطاع. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بأن جيشه شرّع في العملية البرية في قطاع غزة وتحجج في ذلك باستنفاذ جميع الخيارات الأخرى للتعامل مع إطلاق حركتي الجهاد وحماس لصواريخ على إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل وافقت على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار واستجابت لمبادرة الأممالمتحدة الإعلان عن هدنة إنسانية فيحين واصلت حركة حماس إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل. وأوضح نتنياهو أنّ العملية البرية تستهدف الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، وأردف يقول إن إسرائيل مستعدة لتوسيع رقعة العملية العسكرية في القطاع بشكل ملحوظ بهدف استعادة ما أسماه ب”الأمن والهدوء” للإسرائيليين، محملا في ذات الوقت حركة حماس المسؤولية كاملة عن الإصابات التي تلحق بالأبرياء في القطاع واتهمها باستخدام كدروع بشرية. ومن جانبه صرح وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون في مستهل جلسة مجلس الوزراء الخاصة المنعقدة حاليا بأن حركة حماس ستدفع الثمن باهظا إلى حين تقرر وقف الاعتداءات الصاروخية على إسرائيل مبينا أن عملية الجرف الصامد ستستمر كلما اقتضت الضرورة. وأوضح يعالون أن قيادة الجيش الإسرائيلي تتخذ القرارات من منطلق التروي وإدراك المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها. وأكد أن الشعب في إسرائيل يجب عليه التحلي بالصبر إلى حين استكمال العملية الحالية. ومن جهتها أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها للعملية البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة مساء أمس الخميس. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، فإن الوزير جون كيرى، نقل خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعم بلاده “القوي” ل “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديد الإرهابي القادم من الأنفاق المؤدية إلى إسرائيل” بحسب ما ذكر. وشدد البيان على ضرورة أن “تكون هذه العمليات محددة باستهداف الأنفاق كما وصفها بيان قوات الاحتلال الإسرائيلية”. وأفادت المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل”، أمس الجمعة، أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، مضيفة أن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل وأشارت ”ميركل”، في مؤتمر صحفي عقدته في المركز الإعلامي الفيدرالي بالعاصمة برلين، إلى أن هناك نوعية جديدة من الأسلحة بيد حماس، من الممكن أن تقصف بها القدس، وتل أبيب، مضيفة، أنه يتعين أن يُسمح للدول التي تتعرض لمثل هذه الهجمات بالدفاع عن نفسها. وفي المقابل توعدت حركة المقاومة الإسلامية ”حماس” جيش الاحتلال الإسرائيلي بالغرق في ”أوحال غزة” ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدفع ثمن جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، في تصريح صحفي اليوم الجمعة، نتنياهو يقتل أطفالنا وسيدفع الثمن، والعدوان البري لا يخيفنا”. وأضاف أبو زهري ”نتعهد بأن يغرق جيش الاحتلال في أوحال غزة”. ومن جهته أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، أن المقاومة في قطاع غزة مستعدة لكل الاحتمالات، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة كسر العدوان ورفع الحصار عن القطاع - حسب الموقع الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس- وأعرب مشعل، خلال تلقّيه اتصالًا هاتفيًا من رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجانى، عن أمله في أن تتوحّد الأمَّة الإسلامية على دعم القضية الفلسطينية. عباس يستنجد بحركة الجهاد لإقناع حماس بقبول المبادرة المصرية ومن جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه اجتمع مع نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة لبحث التطورات في قطاع غزة فيما أبدى عباس عدم ممانعته اللقاء برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل على أساس المبادرة المصرية. وأضاف عباس في مؤتمر صحفي عقده بمقر إقامته بالقاهرة على هامش زيارته لمصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث تطورات الأوضاع وسبل تطبيق المبادرة المصرية، والذي نقلته أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه وجد نوعا من التجاوب من قبل الجهاد الإسلامي وطلب منهم أن يقنعوا حماس بتأييد المبادرة المصرية ”والتي تدعو لوقف إطلاق النار ووقف القصف والتدمير المستمر”. وقال عباس أن لقاءه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان مهما تم خلاله بحث تفاصيل المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة مطالبا إسرائيل بوقف العملية العسكرية البرية حتى لا تتعقد الأمور والمساعي لوقف العدوان. وأوضح عباس أنه سيغادر القاهرة بعد ظهر اليوم إلى تركيا ومنها إلى البحرين ثم قطر من أجل العمل على وقف العدوان ”ولنتمكن من حقن الدم الفلسطيني حيث سقط حتى اللحظة مئات الشهداء والجرحى”. وحول مطالب (حماس) بضرورة فتح معبر رفح البري الحدودي قال عباس إن فتح المعبر سيكون على أساس اتفاقية 2005 وليس لمصر أي دور في فتحه أو إغلاقه لأنها ليست طرفا في الاتفاقية وإذا وافقت حماس على تنفيذ الاتفاقية سيتم فتحه وستديره السلطة الفلسطينية. وبشأن الحماية الدولية والذهاب للأمم المتحدة قال الرئيس الفلسطيني ”اننا تقدمنا بطلب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لطلب تأمين حماية دولية بشكل فوري للشعب الفلسطيني وأرضه”. الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي يطالبان بوقف العدوان وأمام تزايد وتيرة العدوان على غزة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة وكذلك استئناف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل في وقت عبر عن أسفه لوفاة أربعة أطفال في شاطئ غزة بقصف إسرائيلي. ودعا بان في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي هنا الليلة الماضية إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في غزة وعدم استهداف المدنيين مشددا على ضرورة احترام جميع الإطراف القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان ومعاقبة الأشخاص الذين يسعون لانتهاك هذه الالتزامات. وأوضح أن هذه التطورات تعيق الجهود التي تبذلها مصر وغيرها من الدول لوضع حد لأعمال العنف حاثا الشركاء الإقليميين والدوليين للمساهمة بوضع حد فوري لمعاناة المدنيين في غزة. كما حث الإتحاد الإفريقي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التدخل لوضع حد للعمليات العسكرية التي تقودها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت رئيسة مفوضية الإتحاد نكوسوزانا زوما - في بيان نشرته وكالة الأنباء النيجيرية مساء أمس ” أن على مجلس الأمن عمل ما في وسعه لاستعادة السلام إلي المنطقة.” وأعرب البيان عن أسف الإتحاد لمقتل أكثر من 200 فلسطيني وإصابة المئات خلال العدوان الإسرائيلي على غزة مشيرا إلى أن المدنيين في غزة يواصلون المعاناة جراء العمليات الإسرائيلية والحصار. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية دمرت البنية التحتية في غزة وأتلفت كوابل الكهرباء ودمرت المدارس والمنازل والمستشفيات ولوثت البيئة في القطاع وحث في الوقت نفسه الفلسطينيين على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وطالب البيان جميع الأطراف بوضع حد للإعمال العسكرية ورفع الحصار عن القطاع والعمل على خلق بيئة مناسبة لمفاوضات السلام.