ألفا طن من المتفجرات وغارة كل ربع دقائق على الفلسطينيين العزل مازالت آلة الموت الاسرائيلية تحصد مزيدا من الضحايا، حيث تواصل قصفها الهمجي لغزة لليوم السادس على التوالي، دون أن تتحرك شعرة من رأس المجموعة الدولية التي تكتفي في أغلبها بالدعوة الى ضبط النفس مع تحميل الضحية المسؤولية، وترك الجلاد حرّ اليدين يمارس طقوس اجرامه دون رادع . وقد أفادت الكثير من المصادر بأن وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن بدء عملية عسكرية برية محدودة في غزة، سبقتها تحضيرات ميدانية تمثلت بطلب الجيش الاحتلال من الفلسطينيين على حدود القطاع إخلاء بيوتهم، وسط تقارير تحدثت عن نشر مدرعات ودبابات على طول خط الحدود. كما استدعى الجيش الإسرائيلي حوالي 40 ألفاً من جنود الاحتياط لدعم القوات النظامية في تصعيد محتمل للقتال في قطاع غزة. يأتي ذلك فيما تتلاحق قوافل الشهداء تباعا ليتجاوز رقمها المائة شهيد وأكثر من 670 جريحا معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ولاتبدو في الافق القريب على الاقل بارقة امل لوقف العدوان اذ يواصل الاحتلال غاراته على القطاع المحاصردون تمييز بين الاهداف وقد وثّقت تقارير إسرائيلية أمس شنّ 1100 غارة بمعدل غارة كل أربع دقائق ونصف إضافة إلى إلقاء ألفي طن متفجرات على غزة. ويعتبر هذا الهجوم العسكري، الأكبر والأكثر دموية منذ نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في 12 جوان، ثم قتل وحرق شاب فلسطيني في القدس بأيدي يهود متطرفين في عملية انتقامية. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس أي وقف وشيك لإطلاق النار، وقال كما نقلت عنه صحيفة هآرتس: "لا نتحدث مع أحد في الوقت الراهن عن وقف لإطلاق النار، هذا غير وارد". وقد وصل عدد الغارات الجوية التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية منذ بدء الهجوم منتصف ليل الاثنين إلى1100 غارة بمعدل غارة كل أربع دقائق ونصف إضافة إلى إلقاء ألفي طن متفجرات على غزة، إلا أن العملية الجوية الإسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها نشطاء حماس وحركة الجهاد الإسلامي. وفي الساعات ال48 الأخيرة سقط أكثر من 120 صاروخاً على إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 أخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخاً على إسرائيل منذ بدء الهجوم. عباس يدعو لهدنة بلا شروط وحماس تطلق "العصف المأكول" رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشروط المسبقة للعودة إلى التهدئة في قطاع غزة، معتبرا أن الأهم في المرحلة الراهنة هو حقن الدماء، في حين اشترطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن تبدأ إسرائيل بوقف إطلاق النار لأنها هي التي بدأت بالعدوان. وخلال لقائه وفدا مقدسيا مساء الخميس، طالب عباس بالرجوع إلى وقف إطلاق النار واتفاق الهدنة الذي أبرم عام 2012، وأضاف "لا نريد من أي طرف تقديم أي شروط للعودة إلى التهدئة، لأن الأهم هو حقن الدماء". واتهم عباس الجانب الإسرائيلي بالسعي لإخراج الفلسطينيين من أرضهم، متعهدا بالبقاء ومحاربة الاحتلال بالكلمة "وبأسلوب حضاري مزعج للآخرين". وشدد عباس على ضرورة عدم الانجرار وراء العنف، ووجوب العمل في الساحة الدولية سياسيا، معتبرا أنه يستطيع تحقيق النجاح فيها أكثر من الصدامات العسكرية. ومن جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن الاحتلال الذي بدأ عدوانه على غزة عليه أن يبدأ وقفه. وقد أطلقت أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس اسم عملية "العصف المأكول" على تصديها لعملية "الجرف الصامد"العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. مجلس الأمن يفشل بإصدار بيان وبان يدعو للتهدئة فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى صيغة مشتركة لبيان رئاسي بخصوص الوضع في قطاع غزة، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التهدئة، وسط حديث عن وساطة قطرية وتركية قد تبدأ لإعادة التهدئة. يأتي ذلك بعدما دعا الأمين العام الأممي بان كي مون خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن دعت اليه المجموعة العربية ،إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) . وحث بان الحكومة المصرية على فتح المعابر من أجل الحالات الإنسانية. وأضاف أنه "يجب أن نسعى جاهدين لاستعادة محادثات سلام ذات مغزى توصل إلى حل الدولتين". من جهته قال مندوب فلسطين في الأممالمتحدة رياض منصور في كلمته إن العدوان الإسرائيلي ينتهك مبادئ القانون الدولي باستهداف الأطفال والنساء والمسنين الفلسطينيين. وأضاف "كفى عنفا وقتلا للفلسطينيين وكفى معاناة تحت الاحتلال". بدوره قال مندوب إسرائيل رون بروسور إن "حماس تهاجم المدنيين الإسرائيليين وتتخذ من الفلسطينيينبغزة دروعا بشرية". وأضاف "حان للمجتمع الدولي أن يوضح لحماس أن الوحدة مع فتح لا تعني الإفلات من العقاب".