استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الخامس عشر على التوالي استشهد أمس، 27 فلسطينيا وأصيب أكثر من ستين آخرين في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الخامس عشر على التوالي، لترتفع الحصيلة إلى 605 شهداء وأكثر من 3657 جريحاً، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وبحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فإن عدد الشهداء من الأطفال بلغ 151 طفلاً، والمصابين 926 طفلاً، بينما ارتفع عدد الشهداء من النساء إلى 85 امرأة، والمصابات إلى 641 امرأة. وتم تدمير 469 منزلا سكنيا تم استهدافها بشكل مباشر. وأفاد مراسلو وكالة الأنباء الفلسطينية في قطاع غزة، بأن مدن ومخيمات القطاع من رفح جنوباً وحتى بيت حانون شمالا، شهدت عمليات قصف من البر والبحر والجو بشكل عنيف ومركز على منازل المواطنين والمساجد والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والأندية الرياضية، إضافة إلى تدمير مراكز خدماتية وبنية تحتية. وأعلنت مستشفيات القطاع عن وصول عشرات الشهداء والجرحى، إلى المستشفيات عبارة عن أشلاء مقطعة ومتفحمة وبتر في الأطراف وحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، ومعظمهم من النساء والأطفال الآمنين. ومن جهته، أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال رسميا فجر أمس، مقتل اثنين من جنوده وإصابة ثلاثة آخرين بجراح خطيرة في المعارك داخل وفي محيط قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى منذ بدء الحملة البرية إلى 27 قتيلا وأكثر من 150 مصابا وفق ما ذكره المتحدث. وكان الاحتلال اعترف يوم الإثنين بمقتل 7 ضباط وجنود، في عملية التوغل التي وقعت قرب مستوطنة ”نيرعام” بينهم ضابط برتبة مقدم، إضافة إلى مقتل ثلاثة آخرين في عمليات متفرقة. وسبق ذلك تلقي ”لواء” غولاني ضربة قاسية حيث فقد 13 من جنوده وضباطه في يوم واحد وتتحدث فصائل المقاومة عن عدد قتلى أكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال يوم أمس، فقد أعلنت ”كتائب القسام”أنها قتلت منذ فجر الإثنين 23 جنديا إسرائيليا، وأصابت العشرات في عمليات مختلفة في قطاع غزة ومحيطه. كما كشفت وسائل إعلام عبرية أن ضابطا برتبة مقدم قتل في عملية التوغل قرب مستوطنة ”نيرعام”، وقتل معه ثلاثة جنود آخرون. مساعي دولية لوقف العدوان وتتواصل المساعي العربية والدولية لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الوقت الذي تشهد فيه عدد من عواصم العالم احتجاجات واسعة نددت باستهداف المدنيين العزل. وأفادت وكالة وفا الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تباحث هاتفيا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فجر أمس سبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أن اجتمع يوم الأحد بالدوحة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. والتقى عباس أمس في العاصمة الأردنية عمان عدد من المسؤولين الأردنيين، ثم توجه في وقت لاحق إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة العاهل عبد الله بن عبد العزيز. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حل أمس بالقاهرة في ثاني محطة ضمن جولته الشرق أوسطية التي تشمل أربع دول هي قطر ومصر وإسرائيل والأردن في محاولة لإيجاد سبل وضع حد لإراقة الدماء الفلسطينية، أجتمع خلالها بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث سبل التهدئة ووقف الأعمال العسكرية. كما اجتمع بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وبحثا الأوضاع المتدهورة في غزة نتيجة الغزو البري الإسرائيلي والمذابح التي ارتكبها الإسرائيليون في القطاع وسبل الوقف الفوري لإطلاق النار. وعقب لقائه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ظهر أمس، أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين في غزة وإسرائيل. وأشاد كيري في مؤتمر صحفي بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار في القطاع بعد أسبوعين من القتال الذي أودى بحياة أكثر من 500 فلسطيني معظمهم مدنيون. كما أعرب كيري عن تعازيه لمقتل 21 جنديا مصريا في هجوم بالوادي الجديد يوم السبت. وأكد كيري على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ردا على الصواريخ التي تطلقها حركة حماس من القطاع تجاه المدن الإسرائيلية ولكنه أعرب عن أسفه لسقوط ضحايا من المدنيين خلال القتال. من جانبه أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال المؤتمر عن تقديره للجهود الأمريكية للوصول لوقف إطلاق النار كما أعرب عن تقديره لإرسال الولاياتالمتحدة مساعدات إنسانية للفلسطينيين في غزة بقيمة 47 مليون دولار. وكان كيري وصل أمس للقاهرة والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كما قرر مد زيارته للقاهرة يوما إضافيا لاستكمال المشاورات. أخبار عن تعديل المبادرة المصرية ومنع الفلسطينيين من اجتياز معبر رفح وقال مسؤولون مصريون إن سلطات بلادهم قد تجري تعديلات على مبادرتها الهادفة للتهدئة في غزة، وذلك حرصا منها على إنقاذ أرواح أهالي غزة خاصة في ظل ارتفاع أعداد الضحايا وتمسك حركة حماس بشروطها لوقف إطلاق الصواريخ وتمادي إسرائيل في القصف. وقال مراقبون إن القيادة المصرية يمكن أن تعدّل المبادرة رغم حصولها على دعم إقليمي ودولي كبير، كان آخره تبنيها من مجلس الأمن، لكنها تفكر في الوصول إلى حل يوقف الدماء رغم معرفتها بتحركات مضادة لإفشال المبادرة من دول إقليمية. وكشفت تقارير إعلامية أن قطر وتركيا ضغطتا على حماس لرفض المبادرة، وأضافت أن الدوحة ضغطت على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ليرفض دعوة الأمين العام للجامعة العربية لزيارة القاهرة للتباحث حول مبادرة التهدئة المصرية. وقال مصدر فلسطيني مقرب من حماس إن مشعل، “اعتذر” عن دعوة وجهها له الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لزيارة القاهرة للتباحث حول مبادرة التهدئة المصرية. وفي شأن متصل أكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني، أمس، أن السلطات المصرية مازالت ترفض دخول أي مواطن فلسطيني عبر معبر رفح البري مع الجانب المصري. وأكدت الوزارة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أنها قامت بتجهيز الحافلات المقرر سفرها والتي تحمل جرحى العدوان والحالات المرضية المغطاة رسمياً من وزارة الصحة، بحسب ما أبلغت السلطات المصرية هيئة المعابر والحدود. وأوضحت الوزارة، أن الحافلات دخلت إلى الجانب المصري من المعبر لكن السلطات المصرية قامت بإرجاعها دون إبداء الأسباب، مؤكدة أنها ”ترفض حتى اللحظة دخول أي مواطن فلسطيني رغم أن أبواب المعبر مفتوحة”.