بائعو الخمور يعودون للعلن بعد رمضان عاش القليعيون والزائرون لبلدية القليعة بولاية تيبازة، عيد الفطر والأسبوع الذي بعده في هدوء بعيدا عن الخوف، بعد أن ساهمت المداهمات التي شنها رجال أمن دائرة القليعة، وتوزعهم عبر مداخل ومخارج الأحياء، خاصة تلك التي ارتبط اسمها بالإجرام وكثرة الشجار باستعمال الأسلحة البيضاء. ودعا القليعيون في مسيرة سلمية نظمت على خلفية قيام نفس الأشخاص، وهم مسبوقون قضائيا، من معاودة جرائمهم كلما خرجوا من الحبس، بضرورة التعامل مع مثل هؤلاء بحزم وشدة، على اعتبار أن يد مصالح الأمن وحدها لا تكفي للتحكم في زمام الهدوء والأمن. يواصل أمن دائرة القليعة شن عمليات المداهمة لمحاربة الجريمة بمختلف أشكالها، حيث شنت عمليات المراقبة في بلديتي الشعيبة والحطاطبة، وبحيي كركوبة وحي 350 مسكن التابعين لبلدية القليعة، حيث بدأ رجال الأمن يتقدمهم رئيس مصلحة الشرطة القضائية مصباح الحاج المعروف، بوضع خطط كللت بالنجاح، بالإضافة إلى أن وجوده الدائم في الميدان وتقدمه لعناصره خلال عمليات التحقيق والمداهمات كان لها الأثر الجيد على المحيط العامل معهم، حيث بدأت عمليات المراقبة خلال اليوم الأخير من شهر رمضان وامتد إلى غاية أول أمس، من خلال توزعهم عبر المنافذ والطرقات المؤدية إلى الجزائر، بواسماعيل، البليدة، فوكة، بالإضافة إلى الأحياء التي تعد نقاطا سوداء والموجود في كل من كركوبة، القارس، المكسيك، زنقة الطبابخة، زنقة وهران، بالإضافة لتواجد مصالح الأمن بالقرب من المقبرة وكذا بالقرب من الملعب الأولمبي، حيث تم تسخير العشرات من رجال الأمن مدعومين بفوجين تابعين للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بتيبازة، وكتيبة التدخل السريع لعين تڤورايت، بالإضافة إلى فوجان من الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بفوكة. غادر رمضان وعاد بائعو الخمور.. تكللت عمليات المراقبة في القبض على عدة أشخاص، حيث تم بحي كركوبة القبض على ثلاثة شبان، منهم شاب في 22 سنة من عمره محل أمر بالقبض من قبل العداة، والثاني من نفس العمر متورط في قضية السرقة بالخطف، والثالث يبلغ من العمر 20سنة، مسبوق قضائيا، متورط في قضية اعتداء متبوع بالسرقة. وفي بلدية الحطاطبة أوقف رجال الأمن شابا في 24 من عمره محل بحث من الطرف العدالة لإهانته موظفا أثناء تأدية المهام بعد أن أودعت طبيبة دعوى قضائية ضده. كما تم توقيف كهل في 44 سنة من عمره يقيم بالبليدة كان بصدد نقل مشروبات كحولية بدون رخصة. كما ألقي القبض على أربعة أشخاص آخرين، ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 34 سنة يقيم بالقليعة، قبض عليه وهو يبيع المشروبات الكحولية بدون رخصة بطريق حي االقارس، وشاب آخر يبلغ من العمر 26 سنة، يقيم بوادي مزفران متورط في قضية حمل سلاح أبيض وقطعة صغيرة من المخدرات كان رفقة شاب يبلغ من العمر 18 سنة المقيم بأحمر العين، في حين المشتبه الرابع البالغ من العمر 22 سنة، فألقي القبض عليه متلبسا بحمل عصا خشبية تصنف ضمن خانة السلاح الأبيض. وتوصلت عملية المداهمة والمراقبة من خلال التوغل داخل أوكار الجريمة المعروفة لدى مصالح الأمن، حيث تم توقيف الأشخاص المشبوهين في الأحياء التي تنتشر فيها مختلف الآفات، حيث أسفرت نتائج البحث إلى غاية الساعة الثانية فجرا عن توقيف خمسة مشبوهين. ويتعلق الأمر بشابين يبلغان من العمر 28 سنة وشاب يبلغ من العمر 24 سنة يقيمان ببلدية فوكة، وشاب يبلغ 31 سنة وآخر يبلغ 38 سنة يقيمان بالقليعة، تم إيقافهم على مستوى المستشفى، حيث تورطوا في قضية اقتحام المؤسسة الاستشفائية بالقليعة بالقوة والإخلال بالنظام العام من أجل تهريب زميلهم الماكث بنفس المستشفى من أجل التداوي. وقبلها خلال ليلة الأربعاء إلى الخميس من الأسبوع الفارط توقيف 07 أشخاص بمستشفى القليعة بتهمة تكوين جمعية أشرار، الإخلال بالنظام العام وزرع الرعب داخل مؤسسة استشفائية والتحريض على القيام بأعمال العنف.. ليصل عدد الموقوفين إلى 22 شخصا. مصلحة الإستعجالات تعيش يوما أسود صادفت عمليات المداهمة والمراقبة الميدانية، التي استمرت لأيام من بإقدام مجموعة من الأشخاص مدججين بأسلحة بيضاء مختلفة على مصلحة الاستعجالات، وفور تلقي رجال الأمن مكالمة هاتفية من طرف العون المكلف بتأمين مستشفى القليعة بخصوص الفوضى التي يحدثها المجرمون، تنقلوا على جناح السرعة، حيث وقفوا على حقيقة الفوضى الحاصلة فيها قبل أن يتم ضبط شخص من بين الفاعلين مشهرا لسكين من نوع ”كلانداري”، ويتعلق الأمر بشاب في 23 من عمره ويقطن ببلدية فوكة، وبالموازاة حاول شابين يبلغان من العمر 18و24 سنة من الفرار، قبل أن يطاردهما رجال الأمن ويتمكنوا من توقيفهما خارج المؤسسة الاستشفائية متلبسين بسكينين كانا بحوزتهما أحدهما من الحجم الكبير والآخر متوسط الحجم، حيث تم إدخال الشاب البالغ من العمر 24 سنة، المستشفى لتلقيه العلاج لإصابته بجروح أثناء نشوب الشجار. ولم ينته الأمر عند هؤلاء، حيث قامت رجال الأمن بعملية بحث عن باقي الجماعة داخل المؤسسة الاستشفائية، حيث تم إيقاف شخص آخر يقطن بالقليعة وهو يخفي سكين من الحجم الكبير داخل دورة المياه على مستوى مصلحة الاستعجالات. وفي عين المكان دائما لفت انتباه عناصر الشرطة تواجد ثلاثة أشخاص آخرون تتراوح أعمارهم بين 23 و24 سنة، كانوا ضمن المجموعة يترصدون تحركاتهم وهم على اتصال بجماعة منحرفة أخرى خارج المستشفى، بإستعمال هواتفهم الخلوية ويحرضون على العنف وزرع الرعب، ليتم توقيفهم وبعد تحديد هويتهم تبينوا أنهم يقيمون بمدينة فوكة. للإشارة فإن أصل القضية هو شجار نشب بين منحرفين من بلدية القليعة وآخرين من بلدية فوكة. وقد شعر القليعيون، وحتى الزائرون للقليعة، بالراحة والإطمئنان كونها تزامنت مع نهاية شهر رمضان وبعد عيد الفطر، حيث تمكن رجال الأمن من رفع الضغط والخوف الذي عاشه القليعيون وكل من سمع بحادثتي الشجار العنيف الذي استعمل فيه المتشاجرون أسلحة بيضاء، بالإضافة إلى حادثة ذبح التاجر جمال. وقدم رئيس أمن دائرة القليعة، المنصب حديثا خلفا لعميد الشرطة محمد مقدم، الذي تمت ترقيته لمنصب رئيس مصلحة الإستعلامات بولاية سيدي بلعباس، حيث ارتبط اسم هذا الأخير بقدرته على إعادة الهدوء والسكينة للقليعة بعدما ظل الإجرام يعشعش فيها، حيث قدم إحصائيات شهر رمضان المنصرم، حيث تمت معالجة ثلاثة قضايا بخصوص سرقة هاتف نقال، وثلاث قضايا تخص حمل سلاح محظور بدون مبرر شرعي، وقضية السرقة من داخل مسكن، وقضية حيازة المخدرات، حيث حولوا على وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة، أين أمر وكيل الجمهورية بإيداع 06 أشخاص الحبس المؤقت واستفادة الثلاثة الباقين من الاستدعاء المباشر. وفي مجال محاربة التجارة غير الشرعية واحتلال الرصيف، أنجزت مصالح أمن دائرة القليعة عدة ملفات ضد المخالفين خلال شهري ماي وجوان والنصف الأول من شهر جويلية موزعة، حيث تم تحرير 15 ملفا جزائيا يتعلق بانعدام شروط النظافة، البيع بدون ترخيص في الطريق العمومي، بالإضافة إلى تحرير 8 ملفات جزائية تتعلق بحجز وإتلاف مختلف المواد الإستهلاكية على غرار الدجاج، اللحم، المشروبات، وذلك بالتنسيق مع مصالح النظافة للبلدية ومفتشية التجارة. سكان القليعة غاضبون من العدالة الوضع الإجرامي المتنامي ببلدية القليعة، دفع سكانها إلى الخروج بداية الأسبوع في مسيرة سليمة، حيث أبدوا عتابهم على العدالة، كونها تقضي على الجهود المبذولة من قبل رجال الأمن في سعيهم في القضاء على الجريمة، حيث قال عدد ممن التقتهم ”الفجر” أن يد الأمن بما فيها مصالح الشرطة والدرك لا تكفي وحدها للقضاء على الإجرام وبؤرها، فلابد أن تكون العدالة حازمة في الموضوع، مؤكدين أنهم كثيرا ما يسمعون بتمكن رجال الأمن من إلقاء القبض على مجرمين يشكلون خطرا على المواطنين وراحتهم، خاصة مروجي المخدرات، حيث يتم إلقاء القبض عليم متلبسين بالمخدرات، لنتفاجأ بعدها بإطلاق سراحهم من خلال تسليط عقوبات خفيفة أو يستفيدون من عفو رئاسي..” لتعود بعدها ريمة لعادتها القديمة”، ويعود الإجرام وسط تخوفات المواطنين وحتى زائري القليعة، التي تحولت من مدينة عتيقة هادئة تجارية، إلى مدينة بات وصمة الإجرام عار يلاحق مدينة سيدي علي مبارك. ومازاد الطين بلة التي جعلت القليعيين ينتفضون غضبا في مسيرة سلمية جابت شوارع القليعة، هو قيام مجموعة من المجرمين المسبوقين قضائيا، وبعد أيام من استفادتهم من عفو رئاسي، أقدموا على الإعتداء على التاجر المدعو جمال في متجره، قبل أن يذبحوه من الوريد إلى الوريد، ليوجد اليوم في حالة صحية صعبة جدا بالعناية المركزة بمستشفى القليعة. وقال من شارك في المسيرة من مواطنين وتجار، أنهم باتوا يضيقون ذرعا من رؤية يوميا مظاهر تجول محترفي الإجرام وفي وضح النهار في الشوارع بكل حرية مهددين كل من لا يرضخ إليهم بالقتل، معلقين على حادثة جمال أنها درس ”سيء يدفعنا لغلق متاجرنا والدخول باكرا لمنازلنا خوفا على حياتنا”.