فوكة تحت وطأة تهريب النحاس، ترويج المخدرات والإعتداء بالسلاح الأبيض المكان، أمن دائرة القليعة، الساعة تشير إلى الخامسة تماما، الكل مستعد لأداء واجبه المهني للشروع في عمليات مداهمة أوكار الجريمة المعروفة. ”الفجر” كانت حاضرة لتكون شاهد عيان على هذه العمليات، قبل الإنطلاق وصلت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية لولاية تيبازة، عناصر من الفرقتين المتنقلتين للشرطة القضائية لأحمر العين وفوكة، فرقة التدخل السريع لأمن الولاية وعناصر من أمن دائرة فوكة وحجوط، جاءت خصيصا لتدعيم عناصر أمن القليعة، وتأتي هذه الخرجة بعد شهرين فقط من تمكن مصالح الشرطة القضائية من الإطاحة بأكبر عصابة متكونة من 24 شخصا منهم قاصرين وفتاة، اتخذوا من حي بن عزوز بالقليعة مكانا لامتهان تجارة المخدرات واحتراف السرقة وممارسة أعمال العنف والتهديد باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء التي تم استرجاعها مع إيداعم الحبس، وهي العملية التي ظل القليعيون يتحدثون عنها ويتذكرونها، لارتياحهم وعائلاتهم من هم كبير عكّر صفو حياتهم. كانت الوجهة الأولى نحو محطة المسافرين باتجاه البليدة، تصادف وجودنا مع وقت ذروة تنقل الموظفون والتلاميذ، حيث تعرف هذه المحطة حدوث سرقات تطال المسافرين والضرب والتهديد يطال أعوان المحطة وقابضي الحافلات، خاصة إذا حاول هؤلاء القبض على السارق فإنه يجد نفسه محصورا بسارق آخر يطالبه بترك زميله أو غرز السكين في ظهره، محطة نقل المسافرين عرفت عدة حوادث ترتفع مع الذروة عندما يكثر تحرك المسافرين، وتهدأ مع نقص حركة التنقل. يقول حاج مصباح رئيس الشرطة القضائية لأمن دائرة القليعة، إن هذه الخرجة تعد بمثابة إستطلاع وتحسيس المواطنين والمسافرين وتطمينهم بأن الجهات الأمنية حريصة على توفير الأمن لمواطنيها، مع تذكيرهم برقم الهاتف المجاني 1458 للإبلاغ عن أي تجاوز، من جهة موازية لفت انتباه ”الفجر”، معاناة تلاميذ المتوسطة والثانوية القاطنين بحي سويداني المعروف بالوادي، حيث يبتعد الحي عن المحطة بحوالي 3 كلم، أين تجد التلاميذ ”يتصارعون” مع المسافرين للظفر بمكان ولو واقفا، وهو مايجعل مسير المحطة، يؤكد أن المحطة تعاني من نقص خطوط السير المتجهة نحو مدينة بربيسة، مع قيام البعض بعدم احترام خط السير كون السائقين يفضلون عدم مواصلة الطريق إلى بربيسة وإنما الإكتفاء بنقطة توقف الموجودة بالقرب من حاجز للدرك الوطني بالوادي، ورغم رفع شكاوي لمديرية النقل إلى أن أحدا لم يتحرك لحل هذا المشكل الذي يدفع ثمنه المسافرين، كما لا يغفل مسير المحطة جدية رجال الشرطة في التحرك السريع تجاه أي بلاغ هاتفي يصلهم، لكن هذا لا يعد كافيا حسبه، كونه يطالب بتثبيت حاجز أمني دائم، وليس بين فترة وأخرى، وخلص المتحدثون مع ”الفجر” إلى أن الخوف وحده من أذهب الشهامة لدى الناس في مساعدة بعضهم في حالة تعرضهم للصوص، كما أن هذه المحطة شهدت حادثة سرقة أجرة شيخ متقاعد أسبوعا قبل حلول شهر رمضان، وهي الحادثة التي أثرت في الحضور بسبب بكاء الشيخ الذي أكد أنه يعيل أسرة وربما سمع اللص كلام الشيخ، فقام برمي مبلغ 19 ألف دج مع الإحتفاظ بورقة ألف دج، كما رفع سائقي سيارة الأجرة الموجودين بالمحطة شكاويهم بخصوص سيارات الكلوندستان التي تزاحمهم في مصدر قوتهم اليومي الذي يدفعون لأجله الضرائب. أمن القليعة يلقي القبض على سارق النحاس و”ولد العمياء” في قائمة المبحوث عنهم الوجهة الثانية كانت نحو دوار بن يمينة الفوضوي، يبعد عن مركز المدينة ب 2 كلم . ويعرف بكونه بؤرة للإجرام، قبل أن ننتقل إلى مشروع سكنات عدل بحي كركوبة، في بداية الأمر عرف بكثرة سرقة المدافئ الكهربائية لاستخراج النحاس منها وإعادة بيعها، قبل أن يتم إلقاء على أحدهم والبقية تمكنت مصالح أمن حيدرة من إلقاء القبض عليهم بعد محاولتهم تمديد عملية السرقة هناك، وبالتالي تمّ القبض على عصابة سرقة النحاس والمدافئ، أما بالنسبة لمشكل سرقة السيارات فكشف الشرطي، أن الشاب المدعو ولد عمياء هو وراء هذه العمليات وهو معروف على مستوى الوطني يوجد في حالة فرار، كما تمكن أمن القليعة مؤخرا من استرجاع مبلغ 17 مليون سنتيم، وصفيحيتن من القنب الهندي فيما لايزال المتهم محل بحث دائم. وأسفرت عملية المداهمة تحويل 90 شخصا مشتبه فيهم ومراقبة 30 مركبة سياحية و5 دراجات نارية، وبعد تنقيط الأشخاص المشبوهين على مستوى المحفوظات المحلية، تبين أن هناك شخصا متابع بالعصيان من أداء الخدمة الوطنية مقيم بالقليعة ، وكذا شخص مطلوب من العدالة بتهمة الضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض متبوع بالسرقة، مقيم بالدواودة، كما تم توقيف شخص متابع بجنحة حيازة واستهلاك المخدرات، البالغ من العمر 28 سنة متزوج ومقيم بالجزائر. شراء درجات نارية عن طريق وصل محرر لدى كاتب عمومي بفوكة في اليوم الموالي وفي حدود الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الخميس، إنطلقت عمليات مداهمة أوكار الجريمة من طرف أمن دائرة فوكة بالتنسيق مع عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية وعناصر من الفرقتين المتنقلتين للشرطة القضائية لأحمر العين بالإضافة إلى أمن دوائر القليعة وأحمر العين وحجوط، حيث كانت الوجهة نحو ميناء المدينة، النظرة الأولى للمكان تؤكد أن السلطات المحلية لاتولي أهمية للمكان، بدليل امتلائه بالأوساخ والقاذورات والقمامات التي تغلب عليها قارورات الخمر والكؤوس الكارتونية الخاصة بشرب القهوة وبقايا السجائر. عناصر الأمن باشروا تفتيشاتهم الروتينية التي تبدأ بالحديث مع المشتبه فيه بمنحهم بطاقة التعريف بالنسبة للراجلين أو وثائق السيارات، حيث جلب إنتباه رئيس مصلحة الشرطة القضائية لأمن دائرة فوكة وهو يتحدث بطريقة جد عادية إلى صاحب سيارة من نوع لوڤان، إلى رفض هذا الأخير الخضوع لأي إجراء بدعوى أنه شاب مستقيم وعاد مؤخرا من الخارج، وهو ما استغرب له الجميع، الأمر الذي جعل بالرئيس إلى المطالبة بتفتيش صندوق السيارة، أين تم العثور على مفتاح يستعمل في تحطيم النوافذ الحديدية، ليحول على مركز الأمن، خاصة وأن رئيس الشرطة القضائية ظل يسأل عناصره إذا ما وصلت المصلحة شكاوي عن السرقة بواسطة تحطيم النوافذ الحديدية...، على بعد أمتار كان الشرطي بلقاسم حيزوم التابع للفرقة الجنائية لأمن ولاية تيبازة، يتحدث بصفة عادية جدا مع مشتبه فيه نسي الدليل الذي يثبت هويته في المنزل، كالعديد من الشباب الذين طالبهم عناصر الأمن بمنحهم بطاقة التعريف، قبل أن يؤكد للشرطي أنه يعمل بمركز للثقافة الأمر الذي جعل الشرطي لخضعه لاختبار صغير من خلال سؤاله من هي وزير الثقافة، لتكون إجابة الشاب صحيحة مع تأكيده أن هذا السؤال كان في محله، وهنا كشف الشرطي بلقاسم حيزوم، أنه خلال إخضاع المشتبه للتفتيش أو للأسئلة، ننتهج في بداية الأمر أسلوب سهل وبسيط في الحديث، حتى يحس المواطن ”أننا هنا لنحافظ على سلامة وحياة المواطن بإتخاذ تدابير وقائية، لكن في حالة وجود أشخاص يرفضون ويحاولون التهرب من الحديث معنا فيتحول من مشتبه فيه فقط إلى مشكوك في أمره مايستدعي تحويله إلى مركز الأمن، أين يقوم المحققون بإتخاذ الإجراءات القانونية. الملاحظ خلال زيارة ”الفجر”، للأماكن التي يتردد عليها المشتبه فيهم بكثرة، هو كثرة الشباب الذين يركبون الدرجات النارية الأمر عادي هنا إلا أن غير العادي هو قيام أصحابها بشرائها عن طريق وصل محرر لدى كاتب عمومي يحمل اسم الشاري والبائع، وهو ما اعتبره رئيس الشرطة القضائية بغير القانوني، لأن إجراءات البيع تكون لدى موثق أو لدى البلدية، وهنا يؤكد ذات المتحدث مثلما عاينته ”الفجر”، إلى تحسيس الشباب بأن مثل هذه الورقة غير القانونية من شأنها تسبب لصاحبها الجديد مشاكلا هو في غنى عنها بما فيها تعرض مركبته للسرقة، فإن القانون لايحميه...، الوجهة بعدها كانت نحو التجمع السكني بدوار عين الحجر، أكثر الأمكنة التي ينشط فيها مروجي المخدرات، سبقها أولا وضع إستراتيجية محكمة تكون بغلق جميع منافذ أوكار الجريمة، بعدما طلب الرئيس من العناصر إتخاذ كل الإحتياط في مقدمتها السرعة في التنفيذ، وفعلا كانت الساعة تشير إلى الساعة السادسة و38 دقيقة، عندما اتخذنا مسلكا نحو مكان أشبه بغابة موجود بعيدا عن التجمعات السكنية، كان مكانا مظلما جدا قام أولا عناصر الأمن بإطفاء أضواء السيارت وترجل بعضهم بحثا عن مشبوهين، وسرعان ما أشعلت الأضواء اليدوية على المطالبة بعدم التحرك، وفعلا تم تفتيش المكان، حيث جلب إنتباه عناصر الأمن قيام شخص بحركة قرأوها بأنه قام برمي شيء من يديه، ماتطلب بحثا متواصلا مع عتمة الليل. في سياق آخر، كشف رئيس الشرطة القضائية أن رئيسة دائرة فوكة أعطت موافقتها بخصوص طلب تقدمت به دائرة الأمن بخصوص التنسيق مع هذه الأخيرة من خلال مساعدة شباب يعيشون أوضاع إجتماعية مزرية في مقدمتها البطالة، بالتكفل بمشاكلهم، خاصة مع تسجيل سرقات يعترف أصحابها أنها اقترفت تحت ذريعة الجوع فقط. الضحية كاد يموت وأخويه أحدهما محل قبض وآخر حطّم زجاج العيادة وأسفرت عملية المداهمة، تحويل 70شخصا مشتبها فيهم، وبعد عملية تنقيط الأشخاص المشتبه فيهم على مستوى المحفوظات المحلية، تبين وجود شخص متابع قضائيا محل حكم غيابي يقضي بإدانته بشهرين حبسا نافذا لإقترافه جرم الضرب والجرح العمدي، كما تم توقيف مسبوق قضائيا لحيازته على سلاح أبيض. العملية أسفرت أيضا مراقبة 29 مركبة، 05 درجات نارية و6حافلات لنقل المسافرين، نتجت عنها تحرير أربع ملفات قضائية في مجال الأمن العمومي، لانعدام شهادة تأمين وعدم تقديم وثائق مع تحرير أربع مخالفات مرورية. وختمت ”الفجر”، الخرجة الميدانية التي قادتها رفقة عناصر الأمن على مدار اليومين الأخيرين، في كل من دائرتا أمن القليعة وفوكة، على الوقوف على جريمة بشعة تعرض لها شاب من مدينة فوكة كاد أن يموت بواسطة سلاح أبيض، حيث كان مظهر الدم الكثير الذي نزفه وملأ قاعة العلاج بالعيادة المتعددة الخدمات بفوكة التي لا تبتعد سوى أمتار قليلة عن أمن دائرة فوكة، يوحي بأنه تعرض لضربة قوية، الأمر الذي استدعى نقله على جناح السرعة بعد الإسعافات الأولوية التي تلقاها إلى المستشفى الجامعي بالقليعة لإجراء عملية إستعجالية، بعد اكتشاف تعرض وريد إلى القطع، ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد، بل قام أخ الضحية بإحداث جلبة كبيرة مع تحطيمه لزجاج نافذة خاصة بالعيادة، الأمر الذي استدعى نقله لمقر الأمن وعلامات تناوله لممنوعات واضحة بسبب تصرفاته اللامسؤولة، كما تمكنت مصالح الأمن خلال هذه الحادثة أيضا من التعرف على شاب وهو أخ الضحية أيضا كان موجودا بعين المكان، تمكن رجال من الأمن التعرف على صورته، وإقتياده لمقر الأمن، أين تبيين صدور في حقه حكما غيابيا مع الأمر بالقبض لارتكابه جنحة الضرب والجرح العمدي، ليكون والدي الشباب الثلاثة ضحايا لأبنائهم الذين سلكوا طريقا ممنوعا.