أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الخميس استعداد بلاده شن غارات جوية ضد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق، للحيلولة دون ارتكاب مقاتلي داعش للمزيد من المجازر بحق المدنيين، كما أدان مجلس الأمن الدولي في الوقت ذاته الهجمات التي شنها التنظيم نفسه، مطمئنا أن القوات البرية الأمريكية لن تعود إلى الأراضي لعراقية مجددا. وأكد أوباما في كلمة ألقاها في البيت الأبيض حول الوضع في العراق أنه بإمكان أمريكا التحرك بحذر ومسؤولية، لمنع حصول عملية إبادة محتملة في حق الأقليات الدينية التي يحاصرها داعش، وأضاف أنه يجيز توجيه ضربات جوية محددة الأهداف، إذا تطلب الأمر ذلك، لمساعدة القوات العراقية في القتال الذي تخوضه لفك الحصار وحماية المدنيين العالقين هناك، منوها أن الفوات البرية الأمريكية لن تعود مجددا إلى العراق، مؤكدا على أنه لن يرسل جنودا إلى أرض العراق، وذلك بعد عامين ونصف من انسحاب القوات الأمريكية، غير أنها ستدعم العراق على جلب الاستقرار. وأعلن الرئيس الأمريكي أيضا أنه أمر بإلقاء مساعدات إنسانية عبر المظلات للمدنيين الذين لجأوا إلى مناطق جبلية جرداء هربا من زحف المتطرفين، مضيفا أن الطائرات أسقطت مساء الخميس بواسطة المظلات مياها وطعاما في شمال العراق ”لآلاف العراقيين” الذين يحاصرهم مقاتلو التنظيم المتطرف في منطقة سنجار، معقل الأقلية الإيزيدية، ومن جهته حذر أوباما في تصريحه مقاتلي ”الدولة الإسلامية” من الزحف نحو أربيل عاصمة الإقليم الكردي، مؤكدا أن قواته ستستهدفهم لو قاموا بفعل ذلك. كما أكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، استعداد باريس لتقديم الدعم للقوات التي تقاتل تنظيم داعش، وشدد هولاند على ”عزم فرنسا مواصلة جهودها على الصعيد الدولي لمساعدة سلطات كردستان، سواء في تحركها ضد مجموعة الدولة الإسلامية الإرهابية، أو للتعامل مع وضع السكان المدنيين النازحين أو المهددين، كما استنكر الرئيس الفرنسي للمجازر الوحشية التي ارتكبها داعش، مع تذكيره باستعداد فرنسا لتأمين إمكانات اللجوء لمن يرغبون في مغادرة العراق. وكان مسلحو الدولة الإسلامية قد استولوا على مدينة قرقوش أكبر مدينة مسيحية في العراق فضلا عن ثلاث بلدات أخرى عقب انسحاب القوات الكردية منها، ما دفع آلاف المدنيين إلى النزوح من المدن المسيحية هربا من مسلحي التنظيم، وفي كركوك قتل أحد عشر شخصا على الأقل وأصيب العشرات في تفجير سيارة مفخخة استهدفت مسجدا شيعيا يؤوي عشرات النازحين في حسينية القاسم في منطقة تسعين وسط المدينة، كما قتل ثمانية أشخاص في تفجير سيارة ملغومة يقودها انتحاري في بغداد.