يبقى الوضع الأمني في العراق متأزما حيث تواصل القوات العراقية عملياتها ضد المسلحين لليوم الثالث على التوالي في قضاء تلعفر الإستراتيجي ومجمع مصفاة بيجي للبترول في محافظة صلاح الدين شمال البلاد فيما طلبت بغداد توجيه ضربات جوية امريكية للمسلحين. وأفاد عبد العال عباس قائمقام قضاء تلعفر (380 كلم) شمال بغداد الذي يعتبر أكبر أقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية ويقع في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سورية وتركيا أن " القوات العراقية تواصل عملياتها ضد مسلحي ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" وقد تلقت تعزيزات جديدة لمواصلة القتال ". من جهتهم قال شهود عيان من أهالي القضاء عن أن معارك متواصلة تدور بين القوات العراقية والمسلحين المنتمون الى (داعش) وتنظيمات متطرفة أخرى. وكان متحدث عسكري عراقي قد أعلن أمس الاربعاء ان القوات العراقية وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير تلعفر من قبضة المسلحين " في غضون الساعات المقبلة". وفي بيجي (200 كلم) شمال بغداد أكد أحد الموظفين في أكبر مصفاة في البلاد أن " اشتباكات متقطعة تشمل إطلاق قذائف صاروخية تقع بين الحين والآخر والمسلحون يتحصنون في عدة أماكن داخل المصفاة وفي الأبراج " مشيرا إلى أن " القوات العراقية متواجدة داخل المصفاة وتفرض سيطرتها عليها " رغم تواجد المسلحين والذين يحاولون فرض سيطرتهم عليها منذ أيام. ويمكن لخسارة التحكم في المصفاة أن يحرم الحكومة العراقية من مصدر هام للوقود ويقدم للمتمردين مصدرا مربحا قويا للدخل بفرض أنهم يستطيعون ضمان استمرار التشغيل وبيع الوقود على الأقل في المناطق التي تخضع لسيطرتهم خاصة وأن "داعش" تستفيد بالفعل من سيطرتها على موارد النفط في شرق سوريا. بغداد تطلب تدخلا عسكريا أمريكيا لتوجيه ضربات جوية للمسلحين و أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيبارى أن بغداد طلبت رسميا من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين الذي يشنون منذ أسبوع هجوما تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد. وأوضح زيبارى خلال موتمر صحافى على هامش موتمر التعاون الاسلامى المنعقد بجدة أن العراق طلب رسميا مساعدة واشنطن طبقا للاتفاقية الامنية وتوجيه ضربات جوية للجماعات الارهابية. ويعيش العراق توترا كبيرا بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" (داعش) وبعض الجماعات المساندة له على محافظة نينوى شمالى العراق قبل أكثر من اسبوع وأجزاء من محافظتى صلاح الدين وكركوك الواقعتين جنوب وجنوب شرق نينوى فضلا عن سيطرتها على بعض القرى فى محافظة ديالى جنوب كركوك. الرئيس الأمريكي يعرض على الكونغرس تعزيز قدرات الجيش العراقي عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما على قيادات الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس أثناء اجتماع مغلق جهود ادارته لتعزيز قدرات القوات العراقية بما في ذلك خيارات زيادة المساعدات الأمنية لتمكينها من مواجهة المسلحين الذين سيطروا على عدة مدن عراقية خلال الايام الماضية. وكان البيت الأبيض قد ذكر أن اوباما لا يستبعد أي خيار باستثناء إرسال قوات على الأرض. وقال المتحدث باسم الرئاسة الامريكية جاي كارني في مؤتمر صحفي "الحل المطلوب في النهاية هو حل عراقي وأي فعل امريكي بما في ذلك أي عمل عسكري محتمل سيكون داعما لاستراتيجية بناء قدرة العراقيين لكي يواجهوا بشكل فعال ومستدام التهديد الذي يشكله المسلحون" مشيرا إلى أن واحدا من أهم اسباب اجتياح المسلحين لمناطق واسعة في العراق هو غياب الشراكة الوطنية في العراق. اليونيسيف تصف وضع النازحين في الموصل ب" المفزع " و نتج عن سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق واسعة من البلاد نزوح أكثر من 500 ألف شخص بإتجاه إقليم كردستان فرارا من القتال حسب منظمة الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف). و وصفت المنظمة اليوم الوضع الذي يواجهه النازحون بسبب القتال في مدينة الموصل العراقية بأنه "مفزع ومثير للقلق" خاصة لمن تركوا منازلهم ولم يجدوا ملجأ لهم إلا التوجه إلى الشمال حيث إقليم كردستان. وقال ممثل اليونيسيف في العراق مارزيو بابيل إن المنظمة قلقة بشأن ما تواجهه الأقليات بوجه خاص مثل الأسر المسيحية والتركمانية والآشورية التي قد تكون عرضة للعنف والانتقام. و أشار إلى أن المنظمة وفرت مستلزمات نظافة لمن فروا دون أن يتمكنوا من حمل أي حاجيات معهم. وتوزع المنظمة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي أغذية وتحصن الأطفال ضد مرضي شلل الأطفال والحصبة.