أعلنت مصادر رئاسية في اليمن، يوم أمس السبت، عن عزم لجنة الوساطة تقديم مبادرة جديدة في الأيام المقبلة، ترمي إلى احتواء الأزمة التي تشهدها البلاد من جراء احتشاد أنصار الحوثي في صنعاء. وكشفت مصادر رئاسية يمنة، عقب الاجتماع الموسع بين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وممثلين عن معظم القوى السياسية، أنه تم ”الاتفاق على تقديم مقترح جامع بعد أربعة أيام لحل الأزمة باليمن، وأفادت المصادر نفسها أن المجتمعين أكدوا على استمرار عمل اللجنة الرئاسية، بالإضافة إلى انضمام وزير المالية ومحافظ البنك المركزي ووزير التخطيط إلى هذه المساعي، وتشارك في اللقاء التشاوري الموسع أحزاب ما يعرف بالاصطفاف الوطني وممثلي الكتل البرلمانية وهو يهدف لبحث رؤية موحدة إزاء تصعيد الحوثيين. وكانت اللجنة المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين فشلت في التوصل إلى حل للأزمة بعد إصرار زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، على مطلبي إسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود، إلا أن المصادر الرئاسية أكدت يوم السبت على استمرار التواصل والتفاوض مع جماعة الحوثي، مشيرة إلى أن الحوثيين أبدوا رد فعل إيجابي حيال النقاط التي كانت موضوع خلاف. وأثار احتشاد الآلاف من أنصار الحوثي، المخاوف من انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، لاسيما بعد أن شهدت العاصمة مظاهرات مؤيدة للرئيس اليمني والجيش، وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب في بيان رئاسي الجمعة جماعة الحوثي بالانسحاب من عمران، و”إزالة المخيمات” المنتشرة في وسط العاصمة صنعاء وضواحيها. أمريكا تندد بتصرف الحوثيين وتطالبهم بالانسحاب الفوري وقد أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً شديد اللهجة ، منددة بتصرفات الحوثيين بقيادة عبدالملك الحوثي ومن يؤيّدونه، واعتبر بيان الخارجية الأميركية أن تصرفات الحوثيين تمسّ باستقرار اليمن ووصفت تصرفات الحوثيين بأنها ”استفزازية وعدائية وتسبب اضطراباً”، وشجب البيان كذلك إنشاء المخيمات المسلحة في صنعاء وحولها وكذلك السيطرة غير الشرعية على عمران. يأتي هذا التعليق الأميركي متناسقاً مع بيان مجلس الأمن الدولي الذي سمّى الحوثيين أيضاً، وقد أعرب مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن، بسبب الأعمال التي أقدم عليها الحوثيون. حيث طالبت أمريكا من الحوثيين فكّ المخيمات المسلحة والحواجز في صنعاء وحولها، وأن ينسحبوا من عمران ويعيدوها إلى الحكومة، وأن يعيدوا الأسلحة التي سطوا عليها من اللواء 310، وأن يوقفوا النار على كل المحاور، كما يطلب الأميركيون من الحوثيين أن يتعاونوا مع الحكومة للتوصل إلى حلول سياسية للأزمة الحالية، في ظل تخوف أمريكا من تصاعد الأزمة اليمنية، فانشغال الحكومة اليمنية بأزمة أمنية وسياسية في العاصمة سيمنعها مع متابعة التنسيق الكامل مع الحكومة الأميركية في مكافحة الإرهاب. وكان اليمن خلال السنتين الماضيتين حقق إنجازات بمساعدة الأميركية ضد الإرهاب، وتلقّى مساعدات وتدريباً عسكرياً وتعاوناً استخبارياً لمواجهة القاعدة التي استعملت اليمن لشنّ محاولات خطيرة ضد الولاياتالمتحدة.