واصل المسلحون الحوثيون، أول أمس الاثنين، اقتحام مؤسسات عامة وخاصة، وإنشاء ثكنات عسكرية بالعاصمة صنعاء، في يوم شهد سقوط عدد من القتلى والجرحى بهجمات لتنظيم القاعدة. في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية اليمني أن الجهود السياسية السابقة التي بذلت لإنجاح العملية السياسية في اليمن لم تمنع لجوء البعض للعمل المسلح. أفاد شهود عيان في العاصمة اليمنية صنعاء بأن المسلحين الحوثيين اقتحموا عددا من المؤسسات العامة والخاصة وأتلفوا محتوياتها، كما واصلوا حصار مقر مؤسسة التضامن التنموية النسوية وهددوا باقتحامه رغم اعتصام نسوة فيه. ومن جهتها أعربت منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، عن قلقها البالغ إزاء هذا التطور، داعية إلى إخلاء المدارس في أقرب وقت ممكن لتمكين الطلاب من العودة إلى الدراسة. وفي وقت سابق، قال مسؤول محلي يمني، الاثنين، إن عناصر من تنظيم القاعدة قتلوا مواطناً في محافظة البيضاء وسط اليمن بدعوى انتمائه لجماعة الحوثي. يأتي ذلك في أعقاب تنفيذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ثلاث هجمات في اليمن، يوم الأحد، استهدفت جماعة أنصار الله الحوثي في صنعاء وفي محافظتي البيضاء ومأرب جنوب البلاد، ما خلف عشرات القتلى والجرحى، بعد أسبوع من سيطرة الحوثيين على صنعاء. وقد قتل خمسة يمنيين على الأقل في كمين نصبه مسلحون في محافظة البيضاء جنوبيصنعاء، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم الذي قال إنه استهدف سيارة تقل حوثيين، وأكد أنه قتل ستة كانوا على متنها قبل احتراقها. وفي صنعاء أفاد مصدر حوثي بإصابة مدنيين بانفجار قنبلة قرب نقطة تفتيش تابعة للحوثيين. ومن جهته، قال وزير الخارجية اليمني، جمال عبد الله السلال، أن الجهود السياسية السابقة التي بذلت لإنجاح العملية السياسية في اليمن لم تمنع لجوء البعض للعمل المسلح. وأضاف السلال، في كلمة أمام الأممالمتحدة، أن الدعم السياسي من قبل النظام اليمني السابق هو الذي مكن جماعة الحوثي من تحقيق ما حققته، معتبرا التوقيع على الملحق الأمني والعسكري ضمانة للسلم والشراكة في البلاد. وشدد على أن اليمنيين أدركوا أن الحوار هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة، وأشار إلى أن اليمن يواجه مشاكل اقتصادية وإنسانية ويحتاج لمساعدات دولية. ومن جهة أخرى، وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في تصريحات نقلتها الصحافة المحلية يوم أمس، “إننا ندعو جميع الأطراف المعنية إلى التطبيق الكامل والعاجل لبنود الاتفاق كافة”، في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته الأممالمتحدة، كما دعا الوزير السعودي “المجتمع الدولي إلى تقديم جميع أوجه الدعم لليمن في هذا الشأن”، محذرا من خطر الانحدار نحو العنف والصراع الذي سيكون الشعب اليمني ضحيته الأولى.