فرنسا تجهز "ماداما" لتكثيف تواجدها بالمثلث الحدودي مع الجزائر كشفت مصادر إعلامية فرنسية، أمس، أن الغارة العسكرية الفرنسية التي نفذت الجمعة الماضي في شمال شرق النيجر، استهدفت قافلة الأسلحة كانت تحمل رشاشات وقذائف الهاون إلى زعيم أنصار الدين، إياد آغ غالي في مالي، الذي يتبنى ”الخطاب الجهادي” لتنظيم دروكدال. وأوردت المراجع ذاتها أنه ما بين عشرين إلى ثلاثين رجلا كان في القافلة من نحو عشر سيارات في صحراء شمال النيجر، قامت الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار بتتبعهم لعدة أيام، قبل أن يتم استهدافها بصواريخ أطلقت من طائرات الهليكوبتر، بينما كانت القوات الخاصة الفرنسية على الأرض. وسبق أن أعلن مكتب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن قوات فرنسية دمرت قافلة في النيجر تابعة لتنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ولكن لم يقدم تفاصيل أكثر حول المتورطين. وقال إنها ”كانت تنقل أسلحة من ليبيا إلى مالي وألقت القبض على مقاتلين على صلة بالتنظيم”. ولم يخف الجانب الفرنسي ”شكوكه” حول توقيت تكثيف الجماعات المسلحة ممثلة في أنصار الدين والقاعدة تحركاتها لإعادة جهود إحقاق السلم إلى نقطة الصفر بعد هجوماتها على القوات الأممية. وقال مكتب الرئيس الفرنسي في البيان في إشارة إلى المحادثات بين حكومة مالي والانفصاليين الطوارق التي من المقرر أن تعقد يوم 17 أكتوبر ”بينما توشك المفاوضات أن تبدأ بالجزائر للتوصل إلى اتفاق سلام ومصالحة دائمة في مالي يهدد إرهابيون مسلحون السلام والأمن في المنطقة بالكامل”. وأضاف البيان أن ”لهذا السبب طلب الرئيس من القوات الفرنسية ملاحقة جماعات الإرهابيين المسلحين التي تقف وراء هذه الهجمات”. وقال البيان إن قوات فرنسية تدعمها قوات من النيجر اعترضت مساء الخميس ودمرت قافلة من العربات المسلحة في شمال النيجر تتبع تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” كانت تنقل أسلحة من ليبيا إلى مالي. واستبعدت حركة أنصار الدين من المفاوضات حيث تتمثل الأطراف المالية المشاركة في المفاوضات في الحكومة المركزية باماكو و6 حركات سياسية وعسكرية لشمال مالي وهي الحركة العربية للأزواد والتنسيقية لشعب الأزواد والتنسيقية للحركات والجبهات القومية للمقاومة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لوحدة الأزواد والحركة العربية للأزواد. وتأتي العملية العسكرية التي استهدفت قافلة الإرهابيين في سياق ”عملية برخان” للجيش الفرنسي المرابط في إفريقيا. وفي هذا الإطار صرح رئيس القوات العسكرية الفرنسية في إفريقيا بأنها ”دخلت مرحلة متقدمة بإرساء قاعدة حربية جديدة في النيجر على بعد 50 كم من الحدود الليبية مع الجزائر في منطقة ماداما”. واعتبر الجنرال جون بيار بالاسي أن القاعدة ”سوف تؤمن التحكم في الخط الرابط بين تيساليت في مالي وفيا لارجو في تشاد، مرورا بمرتفعات شمال النيجر على مقربة من ليبيا”. وسوف ينتهي تجهيز القاعدة أواخر هذا الشهر.