عشية احتضان الجزائر مفاوضات إقليمية حول أزمة مالي أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، عن "الانتهاء من العملية الفرنسية في مالي المعروفة باسم "سرفال"، وستحل مكانها عملية جديدة ل«مكافحة الإرهاب" في منطقة الساحل الإفريقي، أطلق عليها اسم "برخان"، مشيرا إلى أن "الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عبر عن رغبته في إعادة تنظيم قواتنا في منطقة الساحل مع العملية الإقليمية، التي سيكون هدفها بشكل رئيسي مكافحة الإرهاب". وأوضح الوزير الفرنسي لدى نزوله ضيفا على إذاعة أوروبا 1"، أن "عملية سرفال المنتهية والتي كانت قد بدأت في 11 جانفي 2013، كان هدفها وقف زحف الإسلاميين المسلحين ودعم القوات المالية، وجرت عملية مكافحة الإرهاب على ما يرام بفاعلية كبيرة"، مشيرا إلى "القضاء على عدد كبير من الإرهابيين ومصادرة مخزونات كبيرة من الأسلحة". وستطبّق العملية العسكرية "برخان" ومعناها "كثبان رملية بشكل هلال في اتجاه الريح"، في الأيام القليلة المقبلة بالتنسيق مع خمس دول في منطقة ساحل الصحراء، وحدّد هدفها، حسب ما كشف عنه مصدر عسكري فرنسي رفيع المستوى لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، "توقيف ما يسمى الطريق السريع لكافة أنواع التهريب وعدم بقاء منطقة الساحل معبرا دائما لذلك، ولمنع إعادة تهيكل المجموعات الجهادية بين ليبيا والمحيط الأطلسي". وحسب الصحيفة، ستعطى إشارة انطلاق عملية "برخان" من العاصمة المالية "باماكو"، فيما اختيرت العاصمة التشادية "نجامينا" مركز قيادة العملية، وستستهدف عملية "برخان" في بدايتها ليبيا والسودان والكاميرون والنيجر ونيجيريا وإفريقيا الوسطى التي تعيش أوضاعا أمنية غير مستقرة. وحسب وزارة الدفاع الفرنسية سيتم تجهيز عملية "برخان" التي قالت أنها ستكون "طويلة ودائمة"، بمعدات حربية وطائرات بدون طيار وأخرى مقاتلة. في الأثناء، تستمر المواجهات بين الجماعات المسلحة في شمالي مالي على مقربة 48 ساعة من انطلاق جولة محادثات جديدة بين الحركات الأزوادية في الجزائر (بعد غد 16 جويلية)، حيث أعلن الجيش المالي عن مصرع 20 شخصا على الأقل، قتلوا خلال اشتباكات عنيفة بين جماعتين مسلحتين من التوارڤ والعرب بشمال مالي، في حين قالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد (أبرز حركات الطوارق) إن 35 شخصا سقطوا قتلى في صفوف ما تصفهم ب«الأعداء".