نزح قاطنو بلدية بني سليمان نحو المناطق شبه الآمنة في التسعينيات، مثلما هو الحال ببلدية بني سليمان وبوسكن وسيدي الربيع بالإضافة إلى مدن الأربعاء، بني موسى، الكاليتوس، وبراقي.. تاركين وراءهم أرزاقهم وأملاكهم عرضة للضياع ولألسنة النيران التي تتلف نسبة هامة منها كل سنة. ومع تحسن الأوضاع الأمنية وانطلاق المشاريع التنموية بدأت آمال سكان هذه القرى تحيا بالعودة إلى الأرض والفلاحة التي لا يعشقون سواها، غير أنهم اصطدموا بالواقع المر بعد تغييب العديد من القرى من حقها في المشاريع التنموية التي تعتبر من أولويات الحياة الكريمة كتعبيد الطرق، البناء الريفي، المياه الصالحة للشرب والكهرباء، وكذا الدعم الفلاحي الذي يبقى مطلب الكثير من سكان القرى، كسيدي العكرات والسواحلية والطوايبية والمجاوعية وأولاد علال وأولاد عائشة وأولاد سيدي عبد العزيز. وأقر السكان الذين تحدثنا إليهم في موضوع أزمة السكن الملاحظة بهذه القرية، خاصة أن الزائر لها يكتشف الحالة المزرية لسكان هذا الحي الذي يبعد بنحو 2.5 كلم عن مقر بلدية بني سليمان، وتعتبر قرية سيدي العكروت إحدى أهم القرى من حيث الكثافة السكانية، ومع ذلك فإن سكانها مثلما أشاروا إليه يفتقرون إلى أدنى ضروريات التنمية المحلية. وأكد العديد من المواطنين أن هذه القرية الفلاحية التي تم إنشاؤها سنة 1982 ويبلغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة لم تستفد من التهيئة والتنمية المرجوة، ويبقى الشغل الشاغل - حسبهم - هو تسوية ملفاتهم الخاصة بالاستفادة من السكن الريفي، على أساس أن أغلبهم يقطن بمساكن هشة موروثة عن الاستعمار الفرنسي. وطالب محدثونا بضرورة تعبيد الطريق الذي يقطع القرية، حيث يجد السكان صعوبة كبيرة في الوصول إلى بيوتهم مع تهاطل المطر، على حد قول أحد محدثينا، الذي أضاف أنه سبق أن تسبب وادي ”الشبعة” في وفاة أخوين قبل سنوات. ويشتكي في ذات السياق سكان قرية السواحلية من غياب بعض المشاريع التنموية، في مقدمتها تعبيد الطريق الرابط بين سيدي العكروت على مستوى الطريق الوطني رقم ”18أ” مرورا بقرى الدغارسية والسواحلية وأولاد الزغيمي، فقد أصبح غير صالح تماما لعبور مختلف المركبات خاصة في فصل الشتاء. كما أن المتضررين الأوائل منه هم المتمدرسون بالمتوسط والثانوي ببني سليمان، مع مطالب أخرى ببرمجة قاعة علاج تقلل عن مرضاهم عناء التنقل إلى مستشفى بنير سليمان لتلقي العلاج الضروري. وما زاد من حدة معاناتهم هو افتقار سكان هذه القرية للماء الصالح للشرب، حيث يتوجه السكان إلى المدينة لجلب هذه المادة الحيوية على ظهور الحيوانات، وهو ما أدى بالعديد من السكان إلى التهديد بالهجرة نحو أطراف المنطقة الحضرية لبني سليمان. وعليه يناشد سكان هذه الجهة، السلطات المحلية، القيام بزيارة تفقدية لهذه القرية والوقوف عن قرب على المعاناة التي يعيشونها يوميا.