تعد فاكهة العنب من أشهر الفواكه التي تعرف انتشارا واسعا بولاية المدية، فالداخل إلى المدية، عبر بوابة البرواڤية، لاشك أنه يلاحظ مزارع وحقول العنب المترامية الأطراف على طول الطريق الوطني رقم 1 التي رسمت لوحة فنية رائعة الجمال أبدع فيها أصحاب الحقول، ناهيك عن الزائر لمدن بن شكاو وسي المحجوب ووزرة وتيزي المهدي وبوعيشون وأولاد إبراهيم التي تختص بإنتاج العنب بكل أنواعه من ”الداتي” إلى ”الموسكة”، وصولا إلى سيد أنواع العنب ”احمر بوعمر”. ففي مثل هذا الوقت من كل عام لا حديث لسكان تلك المناطق إلا على العنب وجنيه، حتى أن مديرية الفلاحة لولاية المدية تنظم كل سنة معرض لمختلف أنواع العنب يعرض فيه الفلاحون أجود أنواعه التي تزخر بها حقولهم. ويعد هذا المعرض بمثابة عيد العنب السنوي بالمدية. وقد كان لشبان بن شكاو سي المحجوب، أولاد بوعشرة ووزرة، حظ في توفير مناصب مؤقتة للعمل، إذ أن هذه الزراعة تتطلب عمليات فلاحية عدة، أولها زبر الدالية وربط الأغصان وتقليب الأرض ووضع مختلف الأدوية، لنصل في الأخير إلى عملية الجني التي تتزامن وبداية شهر أوت وتستمر حتى شهر نوفمبر مع الأحمر بوعمر. وقد حظيت المساحة المزروعة بهذه الفاكهة بألفي هكتار مقسمة على بلديات بن شكاو، سي المحجوب، وزرة وتيزي المهدي، معظمها مخصصة لعنب المائدة بنسبة 75بالمائة. ويبقى العنب الأشهى والألذ والمفضل لدى العائلة اللمدانية عنب احمر بوعمر بدون منازع الذي يتميز بحجم عناقيده الكبيرة ولونه الوردي المميز. كما يستعمل إلى جانب أكله في صناعة العديد من أنواع المربى، ونسبة السكر فيه قليلة مقارنة بالمقراني والداتي والسانسو والموسكة. ولا تكاد تلج إلى عائلة من عائلات المدية، إلا والمائدة مزينة بأشهى أنواع العنب فهو الفاكهة رقم واحد لدى اللمدانيين، حتى أن كثيرا من مواطني الولايات المجاورة يقصدون المدية من أجل احمر بوعمر الذي ألهم حتى الشعراء. غير أن هذه السنة عرف منتوج العنب بولاية المدية تراجع في المنتوج بسبب الأمراض التي تصيب الدالية، بالإضافة إلى هجران الكثير من الشبان للفلاحة وتمسكهم واهتمام الكثير منهم بمشاريع الدعم التي سطرتها الدولة للشباب، حيث يصل متوسط الأجر اليومي لليد العاملة بحقول العنب بولاية المدية إلى حدود 1200، وهذا في ظل نقص اليد العاملة المؤهلة، أما أسعار العنب بالمدية فهي تختلف باختلاف النوع والجودة. غير أن هذا النوع في ظل الطلب المتزايد عليه وتوفره في هذا الفصل وصل سعره إلى حدود 250 دج هذه الأيام. .. وانطلاق الصالون الجزائري-التونسي للصناعات التقليدية تحتضن مدينة المدية بمركز التسلية العلمية فعاليات الصالون الجزائري التونسي للصناعات والحرف التقليدية، بمبادرة من جمعية الورود لترقية الفتاة لبلدية المدية بالتعاون مع جمعية منشطين بلا حدود التونسية، أين سيشارك الحرفيون الجزائريون بعدد من التخصصات التي تشتهر بها المدية من ألبسة وحلويات تقليدية ورسم على الحرير وكذا الأزهار المصنوعة يدويا والمستعملة في تزيين البيوت، بالإضافة إلى تشكيلة من الخزفيات. كما سيشارك الحرفيون والحرفيات التونسيات في هذا الصالون بمجموعة من الألبسة التقليدية وبعض الاختصاصات الحرفية، مثل الرسم على الزجاج و بعض الصناعات التقليدية المختلفة. وسيتم بالمناسبة تنظيم سهرات جزائرية تونسية، يتم من خلالها إبراز عادات وتقاليد البلدين.