فاكهة العنب من أشهر الفواكه التي تعرف انتشارا واسعا بولاية المدية، فالداخل إلى المدية عبر بوابة البرواقية لاشك وأنه قد لفتت انتباهه مزارع العنب المترامية الأطراف على طول الطريق الوطني رقم 1. مزارع رسمت لوحات فنية رائعة الجمال أبدع فيها الخالق وتابع تفاصيلها أصحاب حقول العنب، في بن شكاو وسي المحجوب ووزرة وتيزي المهدي التي تختص بإنتاج العنب بكل أنواعه.. من »الداتي« إلى »الموسكة« و»المقراني« وصولا إلى سيد أنواع العنب المعروف »لحمر بوعمر«. ففي مثل هذا الوقت من كل عام لا حديث لسكان تلك المناطق إلا على العنب وجنيه، حتى أن مديرية الفلاحة لولاية المدية تنظم كل سنة معرضا لمختلف أنواع العنب يعرض فيه الفلاحون أجود أنواعه التي تزخر بها حقولهم. ويعد هذا المعرض بمثابة عيد العنب السنوي بالمدية، وقد كان لشباب بن شكاو، سي المحجوب، أولاد بوعشرة ووزرة حظ في شغل مناصب مؤقتة للعمل، إذ أن هذه الزراعة تتطلب عمليات فلاحية عدة أولها زبر الدالية وربط الأغصان وتقليب الأرض ووضع مختلف الأدوية لتصل في الأخير الى عملية الجني التي تتزامن مع بداية شهر أوت وتستمر حتى شهر أكتوبر، مع »لحمر بوعمر« هذا، وقد بلغت المساحة المزروعة بهذه الفاكهة حدود ال 2000 هكتار مقسمة على بلديات بن شكاو، سى المحجوب، وزرة وتيزي المهدي، معظمها مخصصة لعنب المائدة. ويبقى العنب الأشهى والألذ والمفضل لدى العائلة المداينية هو عنب »لحمر بوعمر« بدون منازع، الذي يتميز بحجم عناقيده الكبيرة ولونه الوردي المميز، يستعمل إلى جانب أكله في صناعة العديد من أنواع المربى، كما أن نسبة السكر فيه قليلة مقارنة ب»المقراني« و »الداتي« و»السانسو«، ولا تكاد تحل عند عائلة من عائلات المدية إلا ومائدتها مزيّنة بأشهى أنواع العنب، فهو الفاكهة رقم واحد لدى المداينيين حتى أنه كثير من مواطني الولايات المجاورة يقصدون المدية من أجل »لحمر بوعمر« الذي ألهم حتى الشعراء .