أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول ”الرؤى المتباينة حول أساليب الترجمة والاقتباس في اللغة الأمازيغية”، الذي جرت فعالياته أمس الأول بجامعة ”الحاج لخضر” بباتنة، إلى ضرورة ”تفعيل الترجمة من وإلى الأمازيغية من أجل تنمية هذه اللغة وتعميمها”. فترجمة واقتباس النصوص خاصة من اللغتين العربية والفرنسية إلى الأمازيغية بكل متغيراتها اللغوية تعد، حسب المتدخلين، وسيلة لإثراء هذه اللغة وتوسيع آفاقها المستقبلية، إلى جانب الموروث الثقافي والتراث الشفهي الذي تزخر به، وفي هذا الإطار أوضح ممثل الوزير الأول عبد المالك سلال، شرفاء سيف الحق، أن اللقاء سيمكن من طرح مختلف الرؤى ووجهات النظر حول الأساليب والطرق المتبعة في هذا المجال، بالاعتماد على الوسائل العلمية الحديثة التي تتماشى ومتطلبات العصر، كما أنه سيفتح الطريق في مجال البحث نحو آفاق جديدة واعدة للأمازيغية، ومن ثمة دفع مؤسسات الدولة المعنية إلى بذل المزيد من الجهد من أجل ترقيتها. وتعتبر أشغال هذا الملتقى، وفقا لما أفاد به ذات المتحدث، لبنة من أجل تحقيق هذا الهدف المنشود باعتبار أنها مكونا من المكونات الأساسية للهوية الوطنية التي سعى المستعمر البغيض إلى طمسها بكل الأساليب الدنيئة لكنه لم يفلح. ومن جهته، أشار الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، إلى أن ملتقى باتنة هو محطة تقييم لما تحقق من مكاسب منذ إدراج الأمازيغية في منظومتي التربية والاتصال وكذا الجامعة، وهو أيضا منبر تجدد المحافظة السامية للأمازيغية من خلاله سعيها لتكريس البعد الوطني للأمازيغية لأنها، كما قال، إسمنت الوحدة الوطنية ومدعاة للاعتزاز بانتمائنا الحضاري. وبدوره صرح المنسق العلمي للملتقى، بوجمعة عزيري، أن الأمازيغية بالجزائر بحاجة ماسة إلى الترجمة والاقتباس اللذين يهتم ملتقى باتنة، الذي سيختتم أشغاله اليوم، بوسائلهما وكذا بتجارب المتدخلين من مختلف أنحاء الوطن وأيضا من فرنسا والمغرب الذين عكفوا على الترجمة من وإلى الأمازيغية. وتتناول المحاور التي اختيرت للنقاش ”دور الترجمة في نقل المعارف المكتوبة والشفوية” و”الأبعاد التقنية والتطبيقية للترجمة والاقتباس من مناهج ووسائل ونظريات متعددة”، وكذا ”تجربة الترجمة إلى الأمازيغية عبر مختلف المراحل التاريخية بالبلاد المغاربية”، و”الترجمة إلى الأمازيغية وتكنولوجيات الاتصال والتواصل الجديدة”. وينتظر أن يتخلل الملتقى الذي يشارك فيه باحثون وأكاديميون وكذا مفتشو وأساتذة اللغة الأمازيغية، عرض نماذج لنصوص ذات أهمية أدبية واجتماعية مترجمة من الأمازيغية وإليها. ويندرج الملتقى الدولي حول الرؤى المتباينة حول أساليب الترجمة والاقتباس في اللغة الأمازيغية، كما ذكره عصاد، في إطار اتفاقية الشراكة التي تربط جامعة ”الحاج لخضر؛ بالمحافظة السامية للأمازيغية.