انتفض صباح أمس عمال الإشارات الأوتوماتيكية بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ودخلوا في إضراب مفتوح دون سابق إنذار، ما شل حركة سير القطارات للخطوط الطويلة، الخطوط الجهوية، والضواحي وألغى كل الرحلات التي كانت مبرمجة نهار أمس. شلت حركة سير جميع أنواع القطارات وكل الرحلات عبر الوطن بسبب دخول عمال الإشارات بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في إضراب مفتوح دون سابق إنذار، عقب تصريحات سائقين للقطارات الذين أرجعوا سبب الحادث إلى خلل في منظومة الإشارات الأوتوماتيكية وهو ما جعل عمال الإشارات الأوتوماتيكية يرفضون تلك الاتهامات جملة وتفصيلا. وقالت مصادر مطلعة ل”الفجر” أمس، إن عمال الإشارات الأوتوماتيكية وبعد بث إحدى القنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة تحقيقا حول حادثة انحراف القطار الكهربائي المتجه من الجزائر العاصمة نحو محطة الثنية منذ يومين، والذي تطرقت فيه إلى بعض حيثيات الحادث بناء على تصريحات سائقين للقطارات بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في تلك الحصة، كما تضمنت تصريحات للمدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الذي تطرق هو الآخر إلى الحادث وعن بعض أسبابه. ولكن عمال الإشارات الأوتوماتيكية، حسب ذات المصادر وبالنظر إلى تصريحات السائقين لم يقبلوا ورفضوا فرضية أن تكون الإشارات الأوتوماتيكية وراء الحادث بسبب الخلل والعطب الذي فيها مما دفعهم ودون سابق إنذار إلى الدخول في إضراب مفتوح ودون سابق إنذار رافضين تلك الاتهامات المجانية وهذا دون الانتهاء من التحقيق الذي تكفلت بإجرائه لجنة وزارية أو أخرى من الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ولم يتم الإعلان عن نتائجه حتى الآن. هذا ويعتبر إضراب أمس الذي شنه عمال الإشارات الأوتوماتيكية الثالث من نوعه في ظرف 15 يوما عقب دخول سائقي القطارات في إضراب بسبب اتهام سائق القطار الكهربائي المنحرف بأنه وراء الحادث وعقد ممثلوهم اجتماعات ماراطونية مع مسؤولي الإدارة الوصية منحت لهم 15 يوما من أجل التكفل بمطالب هؤلاء ومنها تصليح منظومة الإشارات الأوتوماتيكية، ضمان الأمن والسلامة للسائقين والمسافرين، وإلغاء المتابعات القضائية في حال الدهس وهو ما جعلهم يستأنفون عملهم، ليتفاجأ مسؤولو شركة النقل بالسكك الحديدية بإضراب العمال مجددا بسبب تأخر صرف أجورهم.