شلت جميع خطوط سكك الحديد يوم أمس، بعد أن شن سائقو القطارات إضرابا عن العمل لم يسبق بأي إشعار أدى إلى تعطيل مصالح المواطنين وحمل زائد لخطوط النقل البري للضاحية الشرقية للعاصمة وذلك تضامنًا مع زميلهم يونس ديلمي سائق القطار الذي انحرف يوم الأربعاء الماضي عن مساره بعد أن وجهت له النيابة العامة لمحكمة حسين داي تهمة بالقتل والجرح غير العمدي لامرأة في العقد الخامس من العمر وأزيد من 93 جريحا. وعقب الإعلان عن الإضراب اتصلت "البلاد" بممثلين عن سائقي القطارات المضربين، حيث أكدوا أن الخطوة جاءت لإظهار التضامن مع زميلهم الذي لايزال يرقد في مستشفى مصطفى باشا الجامعي وتم فصله من العمل من طرف إدارة المؤسسة قبل أن تظهر النتائج النهائية. مؤكدين أن التهم التي وجهت له باطلة ولا أساس لها من الصحة، مهددين بتصعيد الأمور إن تم التعامل مع السائق ككبش فداء لذر الرماد في الأعين وتغطية الأسباب الحقيقية للحادثة التي تكمن في خلل على مستوى التحذيرية التي لم تنبه السائق بوجود تحول في السكة، مشددين على أنهم ضحية أعطاب يومية في منظومة الإشارات الأوتوماتيكية وأكد ممثل عن الفديرالية الوطنية لعمال السكة الحديدة بدوره أن النقابة طالبت ومنذ سنتين بعد تسجيل 4 حوادث مماثلة في نفس مكان الحادث الأخير بتصليحها وصيانتها، لكن دون جدوى، مضيفا أنهم يملكون أدلة دامغة فيما يخص وجود أعطاب فيها، معلنا أن الفرع النقابي سيدخل في إضراب مفتوح إلى حين مقابلة وزير النقل وتصليح الأعطاب وصيانة تجهيزات الإشارات الأوتوماتيكية. ويطالب االفرع النقابي لسائقي القطارات باتخاذ الإجراءات اللازمة وإعادة تأهيل المنظومة الأوتوماتيكية للإشارات التي أصبحت تشكل خطرا على السائقين والمسافرين، إعفاء السائقين من المتابعات القضائية بتهمة القتل الخطأ في حوادث الدهس والانتحار داخل خطوط السكك الحديدية وهذا بموجب المادة 32 من قانون 35 \ 90، إضافة إلى تزويد كل القطارات بكاميرات خارجية لتصوير الإشارات الضوئية الإدارة القاضي بفصل سائق قطار الجزائر الثنية، الذي حاد عن مساره الأسبوع الماضي". وأكد المدير العام للنقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله في اتصال هاتفي ب"البلاد" أنه إلى غاية مساء أمس لا يعرف الأسباب الحقيقية لإضراب عمال النقل بالسكك الحديدية الذي اعتبره مفاجئا ولا عن مدته. وكانت لجنة التحقيق الوزارية بعد التعيين والمراقبة قد رجحت أن يكون سبب الحادث خطأ بشريا أدى إلى زيادة سرعة القطار، حيث تم تسجل سرعة 108ر كلم في الساعة في حين أن السرعة اللازمة عند نقطة الانحراف محددة ب 30 كلم في الساعة.