فند رئيس الفرع النقابي لسائقي القطارات لمستودع الجزائر، هارون بولمية، أن يكون السائق المتسبب في حادث انحراف القطار الكهربائي المتجه من العاصمة إلى الثنية، بمدخل محطة حسين داي، والذي خلف وفاة سيدة وجرح حوالي 93 شخصا آخرين، مؤكدا أن السبب يرجع إلى خلل في منظومة الإشارات الأوتوماتيكية التي طالبت النقابة ومنذ سنتين وإثر تسجيل 4 حوادث مماثلة في نفس مكان الحادث الأخير بتصليحها وصيانتها، لكن دون جدوى وتملك أدلة دامغة فيما يخص وجود أعطاب فيها، معلنا أن الفرع النقابي سيدخل في إضراب مفتوح إلى حين تصليح الأعطاب وصيانة تجهيزات الإشارات الأوتوماتيكية. أرجع الفرع النقابي لسائقي القطارات لمستودع الجزائر، سبب الحادث الأليم الذي وقع صبيحة الأربعاء الماضي إلى خلل وأعطاب في منظومة الإشارات الأوتوماتيكية التي دخلت حيز الخدمة منذ الثمانينيات، أي منذ حوالي 34 سنة، والتي أشرف على تركيبها وصيانتها آنذاك خبراء نمساويون وعلى مدار ثلاثة عقود من الزمن لم يتم تجديدها بسبب الأعطاب التي لحقت بها. وقال رئيس الفرع النقابي لسائقي القطارات لمستودع الجزائرو بولمية هارونو أمس في تصريح ل”الفجر”، إن حادث الانحراف الأخير للقطار الكهربائي المتجه من محطة الجزائر إلى محطة الثنية عند مدخل محطة حسين داي الأربعاء المناضي، حدثت قبله ومنذ سنتين، أي عام 2012، أربعة حوادث شبيهة. وبالتحديد في نفس المكان الذي وقع فيه الحادث الأخير ودون وقوع ضحايا أو خسائر. وهذا تحديدا في عمود الإشارة ”401”، والحادث الذي قبل هذا كان القطار يسير بسرعة 109 كلم/ سا أي أكثر من سرعة القطار الذي انحرف 108 كلم/ سا لتحل الكارثة، بينما لطالما طالب الفرع النقابي لسائقي القطارات لمستودع الجزائر بإعادة النظر وفحص منظومة الإشارات الأوتوماتيكية التي تتعرض لخلل وأعطاب من حين إلى آخر دون أن تتدخل المصالح التقنية المختصة لإصلاحها، بالرغم من المراسلات الإدارية والنقابية الموجهة إلى الإدارة الوصية لتدارك هذا الأمر. وأوضح المتحدث أن حادث الاصطدام الذي وقع يوم 23 أوت 2012 بين قطار كهربائي (43) وآخر للبضائع في محطة قورصو ببومرداس وخلف مقتل رئيس القطار وجرح آخرين، دفعنا آنذاك للمطالبة بإعادة النظر وتصليح وصيانة منظومة الإشارات الأوتوماتيكية التي توجد في وضعية كارثية على مستوى كل المحطات وليس محطة حسين داي فقط، وقمنا خلالها بإضراب لمدة أسبوع بسبب هذا الحادث الأليم وتلقينا ضمانات كتابية من طرف المدير العام السابق للشركة بأنه سيسهر على هذا الخلل شخصيا ويكلف المصالح التقنية المختصة بإصلاح العطب ولكن ذلك لم يحدث وبقي الوضع على حاله. وبلغة العارف بسير القطارات كشف ذات المتحدث أن القطار المنحرف مؤخرا كان يسير بسرعة 108 كلم/ سا وعند نقطة التحويل إلى السكة الثالثة والتي من المفروض أن يغير السائق السرعة قبل دخولها إلى 30 كلم/ سا وحدث ما لم يكن في الحسبان، بسبب الخلل في الإشارات الأوتوماتيكية والتي من المفروض أن يتم إعلام السائق على بعد 1200 متر عن طريق إشارات الإعلام ويطلق عليها ”إشارة السبق” عند مخرج محطة ”الورشات” يبدو أنها معطلة منذ 10 سنوات تقريبا ولم يتم إصلاحها وتجديدها، مواصلا شرحه لكيفية إعلام السائق بالانحراف حيث تكون إشارتين صفراوين بطريقة أفقية، وهي تشير إلى الدخول إلى محطة حسين داي قبل 1200 متر، ومن أجل الانحراف وتغيير المسار نحو السكة الثالثة توجد إشارتين صفراوين أخريين بطريقة عمودية لتخفض السرعة إلى 30 كلم/ سا، معلنا أن إضرابا مفتوحا سيشنه سائقوا القطارات من أجل ضمان الأمن والسلامة لهم وللمسافرين.