تأكد رسميا خبر تأجيل تحويل المؤسسة الاستشفائية ”الأخوات باج” بمدينة الشلف، والمعروف ب240 سرير، إلى مركز استشفائي جامعي بالنظر إلى عدم اكتمال جميع الاختصاصات القاعدية الأساسية به، فضلا عن غياب كلية للطب بالولاية، والتي تعتبر ضرورية لمرافقة هذه المرافق الصحية الهامة. وكان الكثير من نواب ومنتخبي الولاية بالمجلسين الشعبيين الوطني والولائي، قد طالبوا مرارا سلطات البلاد بضرورة تسجيل مشروع مركز استشفائي جامعي بالولاية بالنظر إلى القدرات الهائلة التي يتوفر عليها الهيكل الصحي الجديد الذي استفادت منه الولاية، والذي يمكن أن يغطي كافة الاختصاصات المطلوبة بعد استقدام متخصصين في بعض التخصصات التي تعرف نقصا بالجهة الغربية للوطن. إلا أن كل ذلك مرتبط بموافقة وزارة التعليم العالي على إنشاء كلية للطب بجامعة حسيبة بن بوعلي، قبل تحويل الطابع القانوني والتنظيمي لهذه المؤسسة الصحية. ويعزو الكثير من المسؤولين المحليين سبب عزوف السلطات العليا عن تحويل هذه المؤسسة الاستشفائية إلى مركز استشفائي جامعي، إلى غياب جميع الاختصاصات المطلوبات في مثل هذه المرافق، فضلا عن غفياب كلية للطب ومدرسة للتكوين الشبه طبي تكون رافد لتأطير هذه المؤسسة الاستشفائية التي تتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة. للإشارة، توجد بولاية الشلف 6 مؤسسات عمومية إستشفائية (مستشفى أولاد محمد، مستشفى الشرفة بالشلف، مستشفى الشطية ، مستشفى الصبحة، مستشفى زيغود يوسف ومستشفى أحمد بوراس بتنس) و 6 مؤسسات عمومية للصحة الجوارية (تنس، أولاد فارس، بوقادير ، تاوقريت، وادي الفضة وبني حواء). وتعزز القطاع الصحي، في السنوات الثلاثة الأخيرة، بعدة مرافق وتجهيزات مكنت الولاية من التقليل من حالات التحويل نحو مستشفيات الولايات المجاورة، وأضحت الكثير من الاختصاصات القاعدية متوفرة بالولاية وحتى ببعض العيادات المتعددة الخدمات بالبلديات النائية التي أصبحت تتوفر على هذه الاختصاصات المطلوبة، الأمر الذي جعل عدد الهياكل الصحية يقدر بمعدل 04 هياكل صحية لكل بلدية. إلا أن أهم نقطة سلبية في إنجاز هذه الهياكل الصحية هو عدم توزيعها بشكل متوازن بما يضمن تغطية صحية شاملة لجميع بلديات الولاية، حيث تفتقر الجهة الشرقية للولاية ببلديات الكريمية، بني بوعتاب، وادي الفضة ،أم الدرع، بني راشد وأولاد عباس، إلى تلك الهياكل الصحية خاصة الإستشفائية منها. كما يعاني سكان الجهة الشمالية الشرقية، هي الأخرى، من قلة الهياكل الصحية، خصوصا ببلديات بني حواء، بريرة وادي قوسين، حيث تفتقر الهياكل الصحية إلى الاختصاصات القاعدية الأساسية، الأمر الذي يدفع المرضى إلى التوجه نحو مدينة تنس على بعد 50 كلم، أو التوجه شرقا نحو الداموس بولاية تيبازة على بعد 40 كلم. وعلاوة على هذا المشكل، يطرح مشكل آخر لا يقل أهمية يتمثل في نقص التأطير البشري الذي يبقى دون التطلعات، فمعظم قاعات العلاج والعيادات المتعددة الخدمات مؤطر من قبل ممرضين، وفي أحسن الأحوال يزور الطبيب قاعة العلاج مرة واحدة في الأسبوع، وهو ما يعكس حجم العجز الذي يعانيه القطاع في هذا الشأن.