أزعم أن مباراتي نصف النهائي في كل البطولات أكثر إثارة من المباراة النهائية، بغض النظر عن المستوى، ذلك أن المباراتين تجمعان خلاصة وأفضل فرق البطولة. والمؤكد أن دورة الخليج لكرة القدم الحالية ”خليجي 22” تميزت بوصول أفضل الفرق فعلا إلى دور الأربعة. ولذلك نتشوق ونتطلع اليوم لمشاهدة أقوى المباريات وأكثرها إثارة، حيث يلتقي فريقا عمانوقطر ثم السعودية والإمارات. ومن خلال متابعتي لعدد كبير من التوقعات التي سبقت الدورة لاحظت أن معظم الترشيحات تركزت على السعودية والإمارات، ولم يخيب الفريقان الظن وظهرا بمستوى جيد وتأهلا لدور الأربعة بجدارة، لكن الفريقين لن يتواجها في النهائي بل سيخرج أحدهما، وهذا لا يعني تقليلا من مقدرة منتخبي عمانوقطر، بيد أنني كنت أتحدث عن توقعات ما قبل البداية في وقت أكد فيه منتخبا قطروعمان تفوقهما وجدارتهما بالوصول، بل إن فوز أحدهما بالبطولة ليس بعيدا ولا مستغربا عطفا على الأداء في المباريات التمهيدية. ويحلو الحديث مجددا عن الإمكانات قبل البطولة والعطاء أثناء البطولة، والواقع أن فريقي قطروعمان قدما العطاء القوي، وفي مثل هذه المناسبات يعد ذلك أمرا مفاجئا لأن الأداء لا يمكن توقعه. وفي المقابل انصبت الترشيحات لمصلحة السعودية والإمارات بناء على المعطيات الفنية خاصة المقدرة العناصرية، أما وقد ظهر منتخبا قطروعمان بهذا المستوى الممتاز فهذا يعني تقييما جديدا للفرق المتنافسة فرديا وجماعيا. اتضح التفوق العمانيالقطري من المباراة الأولى لهما. فقد كان الفريق القطري أمام نظيره السعودي أفضل وأخطر، وفرض الفريق العماني نفسه بقوة وكان ندا بل قريبا من الفوز أمام الإمارات. السعودية وقطر تعادلتا في المباراة الأولى ووصلتا لدور الأربعة وقد تتواجهان في النهائي. الإماراتوعمان تعادلتا في المباراة الأولى وتأهلتا للدور نصف النهائي، وقد تتواجهان في النهائي الخليجي. لا شك أن كل الاحتمالات واردة في ظل التقارب الكبير في المستويات. إنها الفرق الأقوى بلا شك، حيث لم يكن بطل أبطال الخليج في مستواه هذه المرة، ولا أقلل من شأن المنتخب الكويتي فقد رأيته محظوظا منذ مباراته الأولى أمام العراق، وحتى في مباراته الثانية أمام الإمارات، وجاءت مباراة عمان لتكشف مدى تواضع مستوى الفريق الكويتي. وينسحب الحال على منتخبي العراق والبحرين حيث ظهرا بمستوى أقل بكثير من النسخة السابقة. في الدورة الماضية كان الفريق البحريني مرعبا مستحقا للقب، ووصل الفريق العراقي للنهائي بجدارة مزاحما نده الإماراتي على اللقب. تغيرت الأحوال الفنية في الرياض، لكن المؤكد أن من يستحق التأهل إلى دور الأربعة هي منتخبات السعودية وعمانوالإماراتوقطر. منافسة ساخنة يقودها عربيان هما مهدي علي مع الإمارات وجمال بلماضي مع قطر.. وأجنبيان هما خوان لوبيز كارو مع السعودية وبول لوجوين مع عمان. والمثير أن الإسباني لوبيز الوحيد من بين الأربعة الذي يواجه عاصفة من عدم الرضا والتشكيك في أدائه، في حين أن البقية يعيشون أفضل أيامهم التدريبية ويحظون بدعم كبير من كل الأطراف.