بعد 40 عاما من أول مشاركة في دورة الخليج الثالثة لكرة القدم، تحول المنتخب العماني إلى جلاد بدلا من أن يكون ضحية، حول الأهداف ال5 التي دخلت مرماه إلى مرمى المنتخب الكويتي. الرصيد نفسه من الأهداف بلا زيادة أو نقصان، ما يؤكد أن الفريق الصغير لا يمكن أن يظل صغيرا في ظل استمرار الاحتكاك والتنافس. أذكر المشاركة الأولى للفريق العماني حين جاء إلى الكويت ولم يكن قد شارك في الدورتين الأولى والثانية، وبدا الفارق الفني كبيرا جدا بين العماني وبقية المنافسين، ولا أزال أذكر كلمات التعاطف من المعلق الشهير خالد الحربان تشجيعا للفريق المكافح الذي لم يكن يملك الإمكانات التي تؤهله للمقارعة. حدث ذلك مع المنتخب الإماراتي عندما شارك في دورة الخليج الثانية بالرياض؛ ذلك أن المنتخبات الأساسية التي شاركت من البداية هي البحرين والسعودية والكويتوقطر، وبعد تطور عمان تحول التشجيع الجماعي للفريق اليمني الذي بدا، كما هو متوقع، ضعيفا، وظل حملا وديعا منذ إطلالته الأولى، والواقع أن الفريق اليمني لا يزال هو الأضعف وإن كان قد تحسن كثيرا في البطولة الحالية، ولذلك ليس مستبعدا أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه منتخب اليمن منافسا قويا لا يقل قوة عن الآخرين، وتلك ميزة في دورات الخليج التي تزداد إثارة ومتعة بتقارب المستويات، والأجمل أن هذا التقارب يصب في مصلحة الجانب الفني بدليل البطولات التي تحققت لبعض منتخبات الخليج على المستوى القاري، فضلا عن الوصول إلى نهائيات كأس العالم. الاستثناء الوحيد من الفرق التي جاءت بعد الدورات الأولى هو المنتخب العراقي الذي بدأ حضوره من دورة الخليج الرابعة بقطر. شارك الفريق العراقي وهو يملك تجربة واسعة وحضورا عربيا وقاريا لا يستهان به، جاء إلى قطر تسبقه سمعة كبيرة وأسماء لا تزال في الذاكرة، وفي مقدمتهم النجم العراقي الكبير علي كاظم، وقد أضفت المشاركة العراقية المزيد من القوة والإثارة، وقد فرض العراقيون أنفسهم من المشاركة الأولى، ليس ذلك فحسب، بل كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب الذي خطفه الفريق الكويتي للمرة الرابعة على التوالي بعد منافسة شرسة مع الفريق العراقي، وقد استمتعت جماهير الخليج بالمباراة الأخيرة بين الجارين، ومن ينسى تألق الكويتي الخطير عبد العزيز العنبري في المباراة الفاصلة التي انتهت لصالح الكويت؟! أعود للفريق العماني الذي قلب الطاولة مفاجئا الجميع ليس بالفوز على بطل أبطال الخليج فحسب، بل بتسجيل 5 أهداف قاتلة أدت إلى خروج الكويت، وتأهل عمان متصدرا تاركا المركز الثاني في المجموعة الحديدية للفريق الإماراتي. لم يعد الفريق العماني حملا وديعا، بل فريقا لا يقل شأنا عن البقية، والواقع أنه أثبت جدارته بالفوز ببطولة الجولة التي أقيمت على أرضه، فارضا اسمه ضمن قائمة الأبطال التي تضم الكويت أولا، فالسعودية والعراق وقطر والإمارات ثم عمان، أما الفرق التي لم تفز بالبطولة حتى الآن فهي البحرين واليمن فقط، علما بأن الفريق البحريني لم يكن محظوظا أكثر من مرة رغم ارتفاع مستواه، لا سيما في ”خليجي 21” بالبحرين. لا شك أن وجود كل المنتخبات الخليجية باستثناء اليمن في الاستحقاق الآسيوي القادم، دليل على تطور الكرة الخليجية، بغض النظر عن التراجع المؤقت في مستوى بعض المنتخبات، وعلى رأسها الفريق السعودي زعيم آسيا في الماضي!