دعا منسق حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، إلى فتح نقاش ديمقراطي، وإقامة حوار شفاف في أوساط المناضلين على جميع المستويات دون إقصاء ولا تهميش، يكون محوره سبل الخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب منذ سنوات، وأكد أن هذه الخطوة من شأنها أن توفر شروط النجاح للمؤتمر العاشر وللحزب. وقال عبادة، في رسالة مفتوحة موجهة للأمين العام للأفالان عمار سعداني، تحوز ”الفجر” على نسخة منها، تتضمن موقف الحركة مما يشهده الحزب هذه الأيام، واقتراح آليات لمعالجة الأزمة، إنه ”كنا نأمل أن يجسد خطابكم الذي افتتحتم به الدورة الأخيرة للجنة المركزية على أرض الواقع”، وشدد على ضرورة نقل بعض القضايا النظامية المركزية إلى المؤتمر العاشر المزمع عقده في الثلاثي الأول من سنة 2015، باعتباره الفيصل في مثل هذه الحالات، ومن ثم إيجاد الحلول الفعالة والجذرية لها، وكذا إعطاء الأهمية القصوى لتحضير المؤتمر ليكون مؤتمرا للمناضلين وبالمواطنين، يكون على رأس أهدافه حل أزمة الحزب بصفة جذرية وضمان وحدة الحزب واسترجاع مكانته كقوة سياسية أولى فاعلة في البلاد”. وأكد منسق التقويمية على ضرورة فتح نقاش ديمقراطي وحوار شفاف في أوساط المناضلين وداخل هيئات وهياكل الحزب حول سلطة القانون الأساسي والنظام الداخلي ومهام وسلطة هيئات الحزب في اتخاذ القرار، وكذا تمكين المناضلين من حزبهم واتخاذهم للقرارات المصيرية في جميع مناحي الحياة الحزبية والوطنية، ملحا على ضرورة القضاء على جميع مظاهر الفساد المنتشرة في الحزب، موضحا أن أحسن آلية متاحة قانونيا لتجسيد هذا البرنامج هي تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، وتشكيل مكتب من مناضلين يشهد لهم بالكفاءة والخبرة ويتمتعون بسمعة جيدة ويحضون بثقة كبيرة ويملكون إجماعا أو أغلبية مريحة. واقترح عبادة، أن تمنح لهذه اللجنة كافة الصلاحيات التي تمكنها من تحضير المؤتمر في جو من التعاون والتآزر والتضامن وتوفير كافة الشروط للمؤتمرين لتحقيق الأهداف المنشودة من المؤتمر، وإسناد للجنة كذلك المهام التي غايتها تجاوز التداعيات الناتجة عن الأزمة المتعددة الأوجه، مشيرا إلى ضرورة أن توضع تحت تصرف اللجنة كافة الشروط والإمكانات التي تسمح لها بأداء مهامها على أحسن وجه ممكن. وأوضح القيادي في الأفالان أن ما يعيشه الحزب من هزات وارتجاجات وما يلحظه المناضلون من انقسامات وما يطرحونه من انشغالات ولا يجدون لها استجابات بالرغم من الإرادات الخيّرة لبعض القيادات، هو نتيجة حتمية وطبيعية لممارسات سابقة استمرت سنوات خاصة منذ المؤتمر التاسع للحزب، مبرزا أن استعادة عافية الحزب لن تتم إلا بانتفاء مسببات الأزمة وفي مقدمتها محاربة كل عوامل شخصنة الحزب ومن ثمة تجفيف منابع شخصنة السلطة.