عادت ما يسمى حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني للظهور مجددا، بعد غياب دام عدة أشهر، حيث اجتمعت السبت بمقرها بأعالي العاصمة، منتقدة ما وصل إليه الحزب العتيد، وأن العديد من التصريحات "أقوال تنتظر الأفعال". وجاء بيان حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني، الموقع من طرف المنسق عبد الكريم عبادة، مؤكدا أن "استبدال شخص بشخص" في أي موقع قيادي "دون معالجة مسببات الأزمة والقضاء عليها"، فإنه "لن يكون في أي حال حلا يليق بسمعة الحزب"، واضاف أنه "لا يتجاوب مع تطلعات المناضلين"، في إشارة واضحة إلى الأمين العام الجديد على رأس الحزب العتيد، عمار سعداني، الذي يبدو أنه سيكون في مواجهة الحركة التقويمية، بعد أن سجلت هذه الأخيرة في بيانها الذي تلقت "البلاد" نسخة منه، أن المواقف المصرح بها "دون الرجوع إلى هيئات الحزب"، الأمر الذي وصفه عبادة ب"سابقة منبوذة" وكانت سببا في تعميق أزمة الحزب، وأضاف أن التصريحات الخاصة بمعالجة الأزمة التي "شلت الحزب شللا كاملا"، ومنها المصالحة داخل صفوف الحزب ووحدته، فإنها تبقى حسب عبادة "أقوالا تنتظر الأفعال"، وأن تحديد محتواها يجب أن يكون تتويجا لحوار ديمقراطي "شفاف لا إقصاء فيه" وينتهي إلى وضع برنامج عمل للمراحل القادمة من شأنه أن يعيد للحزب "هيبته" ويمكنه -حسب نفس المتحدث- من تجاوز أزمته، مواجهة التحديات على المدى المنظور. ونبه عبادة في خطاب يفهم على أنه موجه للأمين العام، عمار سعداني، إلى أن المصالحة داخل صفوف الحزب ومعالجة أزمته "لن تتأتى بانتهاج أساليب الترهيب المبنية على الفرز القسري واستعمال المساومة والمزايدة"، حيث إن ذلك يحدث "كلما تعلق الأمر باختلاف الرأي"، موضحا ذلك بقوله "أي إن لم تكن معي فأنت ضد الرئيس"، وصعد عبادة من لهجته حين قال إن المجتمعين أمس في درارية يؤكدون على "النضال من أجل القضاء على عوامل الأزمة"، موجها نداء للمناضلين وفي مقدمتهم أعضاء اللجنة المركزية ب"تحمل مسؤولياتهم في استرجاع الحزب لمناضليه"، و"الرد بقوة على جميع المحاولات الخفية منها والظاهرة التي تريد خنق صوته والحجر عليه"، مذكرا بالانحرافات التي عرفها الحزب في السنوات الأخيرة وخاصة منذ المؤتمر التاسع، منها ما سماه عبادة ب"شخصنة الحزب المطلقة في شخص الأمين العام".