عبادة: جبهة التحرير تشهد تسييرا كارثيا أعلنت ما يسمى حركة تقويم وتأصيل مسار حزب جبهة التحرير الوطني، تراجعها عن المطالبة بتنحية الأمين العام الحالي، عمار سعداني، مؤكدة أنه في الظروف الحالية قبيل أشهر معدودة من انعقاد المؤتمر العادي "لن تكون حلا" يتجاوب مع تطلعات المناضلين، مطالبة بضرورة التحضير الجيد للمؤتمر العاشر للخروج من الأزمة التي يعرفها "الأفلان". ودعا عبد الكريم عبادة عضو ما يسمى "حركة تقويم وتأصيل مسار حزب جبهة التحرير الوطني"، القيادة الحالية للحزب للتحضير الجيد للمؤتمر العاشر، وفتح نقاش ديمقراطي وإقامة حوار شفاف في أوساط المناضلين في جميع المستويات دون إقصاء، لبحث سبل الخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب العتيد. واعتبر مكتب الحركة في رسالة مفتوحة وجهها إلى الأمين العام للحزب، عمار سعداني، أن ما يعيشه الحزب من "هزات وارتجاجات" وما يلحظه المناضلون من انقسامات وما يطرحونه من انشغالات و«لا يجدون لها استجابات"، إنما كل ذلك نتيجة طبيعية لممارسات سابقة استمرت سنوات خاصة منذ المؤتمر التاسع للحزب. مضيفة أن ذلك نجم عن الأزمة المتعددة الأوجه التي خلفها "التسيير الكارثي للحزب من طرف قيادته" والذي انجر عنه "انحراف عقائدي وسياسي ونظامي ومالي وأخلاقي"، وأكد مكتب الحركة أن استعادة عافية الحزب لن تتم إلا بانتفاء مسببات الأزمة وفي مقدمتها القضاء على كل عوامل "شخصنة الحزب ومن ثمة تجفيف منابع شخصنة السلطة". وفي السياق ذاته يذكر مكتب تقويم مسار "الأفلان" أن المطالبة بتعيين أو انتخاب أمين عام للحزب ليست عملية مناسباتية مزاجية تهم كتلة أو عصبة معينة، وأنها في الظروف الحالية قبيل أشهر معدودة من انعقاد المؤتمر العادي "لن تكون حلا" يتجاوب مع تطلعات المناضلين وفي مقدمتها معالجة أسباب الأزمة. وجدد المكتب انشغاله "العميق" إزاء التصريحات والممارسات المتعلقة بحل الأزمة ومنها المصالحة داخل صفوف الحزب وتمتين وحدته، مشيرا إلى أنها "بقيت أقوالا تنتظر الأفعال". وعليه فقد طالب عبادة من خلال الرسالة المفتوحة الموجهة إلى الأمين العام عمار سعداني، بضرورة ترحيل بعض القضايا المركزية للمؤتمر، وإعطاء الأولوية لتحضير المؤتمر العاشر، بهدف "حل الأزمة بصفة جذرية" و"ضمان وحدة الحزب واسترجاع مكانته كقوة سياسية أولى فاعلة في البلاد". كما دعا مكتب حركة تقويم وتأصيل مسار حزب جبهة التحرير الوطني، إلى تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، وتشكيل مكتب اللجنة التحضيرية، ومنح هذه الأخيرة كافة الصلاحيات، وإسناد المهام إلى اللجنة إلى غاية تجاوز التداعيات الناجمة عن الأزمة المتعددة الأوجه.