اختتم يوم أمس الحملة الانتخابية في تونس تمهيدا لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد المقبل والتي انحصر التنافس فيها بين مرشح حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي والمرشح المستقل المنصف المرزوقي، في حين حذرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من تهديدات ”إرهابية” تستهدف الانتخابات. واصل التونسيون المقيمون في الخارج يوم امس الجمعة، التصويت في الجولة الثانية والحاسمة من انتخابات الرئاسة، ويستمر التصويت لغاية 21 ديسمبر، الذي اختير ليكون يوم التصويت في الداخل، ليتمكن التونسيون من اختيار رئيسهم الجديد، من بين المرشحين الاثنين الفائزان بأعلى نسبة تصويت في الجولة الأولى، الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي، ورئيس حركة نداء تونس، الباجي قايد السبسي الذي تصدر الجولة الأولى. انقضاء حملة انتخابية مشحونة بين الطرفين اتسمت الحملة الانتخابية في جولتها الثانية، بتنافس شديد وصل إلى حد التشنج أحيانا، مما أثر في المناخ العام وأدى إلى ظهور خطابات تقسم البلاد بين الشمال والجنوب، خاصة بعد أن وصف السبسي عبر وسائل إعلام فرنسية كل الناخبين الذين صوتوا للمرزوقي ب”الجهاديين والمتطرفين”، مما خلف حالة من الانقسام، وفي تعليقه على ذلك، قال مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي عدنان منصر أن ”من أحدث هذا الانقسام هو من اعتبر مليون ومائة ألف تونسي صوتوا للمرزوقي من الإرهابيين والسلفيين والمتطرفين”. وفي الجانب الآخر، تنفي حملة قايد السبسي أن تكون تصريحاته هي سبب تأجيج الخلافات في الشارع التونسي، وتتهم المرزوقي وأنصاره بمحاولة تقسيم التونسيين، ويقول مدير الحملة الانتخابية للسبسي محسن مرزوق إن ”الحملة المنافسة تعتمد على تقسيم التونسيين خاصة على المستوى الجهوي وتريد إحياء نعرات قديمة”. وقد واصل كلا المرشحين حملته الانتخابية موجها انتقاداته للطرف المقابل، وقال السبسي أول أمس الخميس أمام أنصاره في اجتماع جماهيري بمدينة النفيضة بمحافظة سوسة ”سنذهب معا لتغيير حالة البؤس التي تركتها الترويكا”، وفي الوقت ذاته قال المرزوقي في خطاب جماهيري أمام أنصاره في محافظة تطاوين ”أعلن منذ الآن إني قابل بنتيجة الانتخابات الرئاسية، وأدعو منافسي أن يعلن هو الآخر قبوله بنتيجة الانتخابات منذ اليوم”، وأضاف المرشح المستقل ”لدي معلومات تفيد بأنهم بدؤوا بالتحضير منذ الآن لخطة بديلة عبر التشكيك في نتيجة الانتخابات الرئاسية في حال فوزي”. إجراءات أمنية مشددة وغلق للحدود الليبية عشية الانتخابات حذرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من تهديدات ”إرهابية” تستهدف الانتخابات، وفق ما أكده قال رئيس الهيئة شفيق صرصار في مؤتمر صحفي أول أمس الخميس، ولم يوضح صرصار طبيعة تلك التهديدات، وقد جاء تصريحه بعد ساعات من توعد تنظيم الدولة الإسلامية في مقطع فيديو منسوب له بتنفيذ هجمات في تونس. وأوضح رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات شفيق صرصار أن ”الهيئة راجعت بالتنسيق مع الجهات الأمنية مكاتب الاقتراع ذات التوقيت الخاص، ولفت إلى أن ارتفاع عدد المكاتب ذات التوقيت الخاص نظرا للظروف الأمنية لتبلغ 124 مكتبا، وذلك بعد أن كانت 56 مكتبا في الدور الأول من انتخابات الرئاسة. وفي السياق ذاته، تشهد المحافظات الحدودية لتونس مع ليبيا توترا أمنيا، وسط حالة استنفار للقوات الأمنية، وفي هذا السياق، قررت السلطات التونسية أول أمس الخميس إغلاق المعبرين الحدوديين مع ليبيا ”رأس جدير” و”الذهيبة” حتى الأربعاء المقبل، باستثناء الحالات العاجلة والإنسانية، ويشار إلى أن السلطات التونسية خصصت مائة ألف ما بين عسكريين وأمنيين لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.