بينما يواصل التونسيون في الخارج الإقبال على صناديق الاقتراع لاختيار رئيس البلاد الجديد، اختتمت، أمس، الحملة الانتخابية في تونس تمهيدا لإجراء الجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي غدا، والتي انحصر التنافس فيها بين مرشح «حركة نداء تونس» الباجي قايد السبسي والمرشح المستقل محمد المنصف المرزوقي. في حين حذرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من تهديدات «إرهابية» تستهدف أول انتخابات تعددية تعرفها البلاد. وقد اتّسمت هذه الحملة بتنافس شديد، حيث وجّه كل مترشح انتقاداته للمرشح الآخر، بينما يبدو أن السبسي هو الأوفر حظا لبلوغ قصر القرطاج. وتأتي هذه التطورات، بينما حذّرت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من تهديدات «إرهابية» تستهدف الانتخابات، التي يشارك فيها أكثر من 5 ملايين تونسي، وفق ما أكده رئيس الهيئة شفيق صرصار في مؤتمر صحفي أمس الأول. ولم يوضح صرصار طبيعة تلك التهديدات، ولكن تصريحه جاء بعد ساعات من توعد «تنظيم الدولة الإسلامية» في مقطع فيديو منسوب له، بتنفيذ هجمات في تونس. وأوضح صرصار، أن «الهيئة راجعت، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، مكاتب الاقتراع ذات التوقيت الخاص»، ولفت إلى أن ارتفاع عدد المكاتب ذات التوقيت الخاص (نظرا للظروف الأمنية) بلغ 124 مكتبا، وذلك بعد أن كانت 56 مكتبا في الدور الأول من انتخابات الرئاسة. وتشهد المحافظات الحدودية لتونس مع ليبيا توترا أمنيا، وسط حالة استنفار للقوات الأمنية. وفي هذا السياق، قررت السلطات التونسية إغلاق المعبرين الحدوديين مع ليبيا «رأس جدير» و»الذهيبة» حتى الأربعاء المقبل، باستثناء الحالات العاجلة والإنسانية.