تراجع سعر خام منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” بنسبة 1.4 في المائة، في تعاملات يوم الجمعة الماضي، مسجلاً 55.52 دولار للبرميل. أعلنت المنظمة النفطية من مقرها في فيينا، أن سعر سلة منتجات أوبك التي تضم 12 نوعا من الخام، عاود الانخفاض بعد الارتفاع الوحيد خلال أكثر من أسبوعين الذي سجله يوم الخميس الماضي، حيث بلغ 55.2 دولار للبرميل. من جانب آخر، أكد تقرير الشال الاقتصادي الأسبوعي الذي يصدر في الكويت، أنه بعد الفشل الذريع في قراءة الماضي ومن ثم تبني سياسات وقائية أو استباقية للتحوط مما يجري لسوق النفط حالياً، يبقى الأهم من أجل الكويت ومستقبلها عدم تكرار القراءة الخاطئة لأوضاع الحاضر بما يهدد المستقبل. وقال التقرير ”الإدارات العامة تبدأ بدراسة كل السيناريوهات المحتملة، ويتم ترتيبها اجتهاداً وفقاً لأولويات تحققها، ثم ترسم سياساتها وسياسات بديلة لها وفقاً لمسار الأحداث، بمعنى أنها تكون مستعدة لتبني إجراءات معدة سلفاً وفقاً لكل الاحتمالات وبأقل قدر من المفاجآت والأذى”. وفي بناء سيناريوهات المستقبل لسوق النفط، لابد من اجتناب محذورين رئيسيين هما نتاج فهم خاطئ لدى بعض راسمي السياسة، الأول هو افتراض أن الصراع مع منتجي النفط الصخري -شركات النفط الكبرى- سوف يؤدي إلى الإضرار بدولها. والمحذور الثاني هو توظيف صراع الحصص سياسياً ضد دول أخرى منتجة للنفط التقليدي. ففي الحالة الأولى، سوف تتضرر شركات النفط المنتجة للنفط الصخري، وقد يؤثر ذلك سلباً في تدفق الاستثمارات لهذا النوع من النفط، ولكن انخفاض أسعار النفط لمستوى 60 أو حتى 70 دولارا للبرميل، فيه دعم مباشر وقوي للاقتصادات المستهلكة. وفي الحالة الثانية، أي توظيفه في الصراع مع منتجي النفط التقليدي، (إيران، روسيا، الجزائر، فنزويلا.... الخ)، حينها لن يتوقف سعر برميل النفط عند تكلفة الإنتاج لبرميل النفط الصخري، وإنما سوف تتكرر سيناريوهات ثمانينات وتسعينات القرن الفائت، ولن يكون هناك قاع أدنى لأسعار النفط. وافترض التقرير الكويتي أن يملك السيناريو الذي يحقق أقل الضرر وأكبر النفع لكل من المنتجين والمستهلكين حظوظاً أكبر في التحقق. وأشار المصدر ذاته إلى أن الدول المنتجة، أدمنت أسعاره المرتفعة لأسباب غير اقتصادية، واستخدمت إيراداته بما زاد جداً من اعتمادها على ريعه، وفقدت اقتصاداتها الكثير من مزاياها التنافسية، وأسعار اقتصادية للنفط قد تحفظ استقرارها وترشد سياساتها المالية والاقتصادية. وحول توقعات أسعار البترول خلال 2015، قال مندوبون لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنَّ المنتجين العرب في المُنظَّمة يتوقَّعون تعافي سعر النفط إلى ما بين 70 و80 دولارًا للبرميل في المتوسط بنهاية العام المقبل مع انتعاش الطلب بفضل تعافي الاقتصاد العالمي. ويمثل ذلك أول مؤشر على النطاق الذي تتوقع المنظَّمة أنْ تستقر عنده أسعار الخام في الأمد المتوسط. وقال المندوبون وبعضهم من المنتجين الخليجيين الرئيسيين في ”أوبك” إنَ الأسعار قد لا تعود إلى مستوى 100 دولار قريبا، بل إنَّ البعض قد لا يرحب بذلك. وذكرت بعض المصادر أنَّ ذلك السعر البالغ 100 دولار للبرميل الذي اعتبره كثيرٌ من كبار المنتجين سعرًا ”عادلاً” في السابق يشجع منتجي النفط العالي التكلفة من خارج ”أوبك” على إنتاج كميات جديدة تفوق الحاجة. وقال مصدر نفطي خليجي ل”رويترز”: ”الاعتقاد العام هو أنَّ الأسعار لن تنهار وقد تصل إلى 60 دولارًا أو تنزل عنه قليلاً بضعة أشهر ثم تعود إلى مستوى مقبول عند 80 دولارًا للبرميل، لكن ذلك قد يحدث بعد ثمانية أشهر إلى عام”.