ذكرت مصادر تونسية أمس، أن اعترافات إرهابي جزائري تم إلقاء القبض عليه وهو يحاول التسلل إلى التراب التونسي قادما من الجزائر، عشية الانتخابات الرئاسية، كشفت عن عدة معطيات وأسرار خطيرة. وأوضحت المصادر أن الإرهابي المقبوض عليه كان بصدد نقل أوامر لزعيم كتيبة عقبة بن نافع، الإرهابي لقمان أبو صخر. وأضافت ذات المصادر أن الإرهابي الجزائري الذي تم إلقاء القبض عليه على مستوى منطقة بئر العاتر، وهو يحاول العبور إلى تونس، عشية الانتخابات الرئاسية، كشف خلال التحقيقات معه، أنه تم تكليفه من طرف عبد المالك قوري، زعيم جماعة ”جند الخلافة في أرض الجزائر” التي أعلنت الولاء للدولة الإسلامية في العراق والشام ”داعش”، بالتنقل إلى تونس. وأفاد الموقوف أن الإرهابي عبد المالك قوري، أمره بالالتحاق بكتيبة عقبة بن نافع في الشعانبي لنقل تعليمات خاصة بالمرحلة المقبلة وما بعد الانتخابات الرئاسية، مبرزا أنه تم تغيير مخطط كان يرتقب تنفيذه تزامنا مع الاستحقاق الذي عرفته البلاد في 21 ديسمبر الجاري. وأردف المتحدث أن زعيم ”جند الخلافة” الذي قضت عليه، أول أمس، قوات الجيش الجزائري، رفقة اثنين من مرافقيه، طلب من العناصر الإرهابية المتواجدة على الحدود التونسيةالجزائرية، استغلال انشغال المصالح الأمنية والعسكرية التونسية بالانتخابات الرئاسية لتغيير المواقع والأماكن، والتحرك باتجاه المدن، استعدادا لتنفيذ اعتداءات إرهابية مع اقتراب نهاية السنة، حيث ينشغل الجميع بالاحتفالات بهذه المناسبة. وأشار المصدر إلى أن الإرهابي الموقوف ذكر أنه كان مقررا القيام بهجمات على مراكز الاقتراع في وسط البلاد وشمالها لفك الحصار عن الجنوب وإرباك المصالح الأمنية، غير أن الاستعدادات والإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمنية التونسية حالت دون تنفيذ المخطط وتم تأجيله إلى ما بعد الرئاسيات. وفي ذات السياق، كشف الإرهابي الموقوف أن من بين الأوامر التي كلف بنقلها إلى كتيبة عقبة بن نافع، هي إحداث أعمال شغب واحتجاجات وفوضى، في بعض المناطق لاستنزاف القوات الأمنية وتسهيل عمليات تنقل العناصر الإرهابية باتجاه المدن، وهو ما حصل في مناطق الجنوب، ما قد يرجح تسلل عناصر إرهابية إلى المناطق الحضرية، مبرزا أن المخطط الذي وضعه الإرهابي زعيم ”جند الخلافة” تم بالتنسيق مع جماعات ”داعش” بسوريا، وأيضا كتيبة عقبة بن نافع، وكذا مجموعات إرهابية في ليبيا. وأضافت المصادر التونسية أن الأيام الأخيرة عرفت تنسيقا أمنيا كبيرا بين المصالح المعنية، التونسيةوالجزائرية، الأمر الذي أدى إلى الإطاحة بعدة رؤوس إرهابية وإلقاء القبض على عناصر أخرى، وإفشال كل المخططات الإرهابية، موضحة أن الحذر مطلوب واليقظة ضرورية مع اقتراب احتفالات نهاية السنة، وهي المواعيد التي تسعى من خلالها التنظيمات الإرهابية إلى الظهور بعمليات إرهابية تبحث عن الصدى الإعلامي. وأشار الإرهابي الموقوف وفق ما ذكرت المصادر الإعلامية التونسية، إلى أن العناصر التي تتحرك في الشعانبي وعلى الحدود بين الجزائروتونس، تعاني من نقص في المؤونة الغذائية والدواء، الأمر الذي دفع إلى تغيير المخطط واستغلال الانتخابات للتحرك والخروج من المنطقة المحاصرة من طرف الجيشين التونسيوالجزائري، وتأجيل تنفيذ العمليات الإرهابية.