كشفت تحقيقات أمنية مع الإرهابي صفي الدين الموريتاني، الموقوف مؤخرا في كمين نصب له بالطريق الوطني رقم 3 الرابط بين بسكرة وورڤلة، أنه كان في مهمة تخص عقد اجتماع لأمراء الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والمغرب العربي، في تونس، للتباحث في "خطة عمل" لتنفيذ اعتداءات ارهابية بالمنطقة. وأشارت التحقيقات إلى أن المعني كان يتحرك بناء على معطيات وفرها شخصان تم توقيفها قبل يومين في إطار تفكيك خلية لدعم وإسناد الإرهاب بولاية ورڤلة. وكانت نشرية أمنية داخلية قد استشعرت تحركات مشبوهة على كافة الشريط الحدودي مع تونس وأطلقت عملية مراقبة كبيرة شملت كل النقاط الحدودية الحساسة، بما فيها النقاط والثغرات التي اعتاد أن يسلكها مهربو الوقود والمخدرات، انطلاقا من أقصى حدود بلدية بني قشة ناحية ولاية تبسة، مرورا ببلدية الطالب العربي في الوادي وانتهاء بأقصى حدود بلدية دوار الماء، ناحية ولاية ورڤلة، حيث تسبب ذلك في شلّ نشاط شبكات التهريب بشكل شبه كامل. كما شددت وحدات عسكرية متخصصة تابعة للناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة المراقبة الأرضية والجوية إلى غاية بلدية البرمة إلى أقصى الجنوب من ولاية الوادي، حيث يقع المثلث الحدودي الخطير الذي يربط بين الجزائروتونس وليبيا، والذي يحتمل أن تحتمي فيه الجماعات الإرهابية التونسية في حالة فرارها من جبال الشعانبي باتجاه أقصى الجنوب التونسي. على الصعيد نفسه، أشارت مصادر إعلامية تونسية إلى أن الفصائل المعنية باللقاء المذكور تخص، بالإضافة إلى قيادي كتيبة عقبة ابن نافع، تنظيم جند الخلافة في الجزائر، وتنظيم أنصار الدين في مالي، وجماعة التوحيد والجهاد، والحركة الوطنية لتحرير الأزواد، والفرع المسلح الموالي للانفصال والميليشيات المسلحة في ليبيا، وجماعات ظهرت بمسميات جديدة لم تكن معروفة في الاعلام ك"البتار" و«جماعة درنة". كما أكدت المصادر نفسها، أن الاجتماع كان يهدف بالأساس لتفعيل النشاط الإرهابي بعد فشل كتيبة عقبة ابن نافع في تنفيذ عمليات نوعية خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن اللقاء يأتي في إطار الإعلان رسميا عن مبايعة جماعية لتنظيم "داعش"، والتخلي بشكل تام عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده عبد المالك درودكال. ومعلوم لدى الجهات الأمنية أن الإرهابي الموقوف كان أميرا لإحدى سرايا كتيبة طارق بن زياد الإرهابية في شمال مالي التي كان يقودها أبوزيد، ثم تحول بعدها إلى تونس واستقر نشاطه الارهابي على الحدود الجزائريةالتونسية وتحديدا بمرتفعات جبل الشعانبي وصار أحد أعيان كتيبة عقبة بن نافع التي بايع عدد من أعضائها تنظيم الدولة الإسلامية.