انتقد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، التصريحات التي صدرت عن الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، في حق الشخصيات التاريخية، أحمد بن بلة، مصالي الحاج، وعلي كافي، ووصفها ب”الانزلاق الخطير جدا”، كما خطف الأمين العام السابق للأرندي، أحمد أويحيى، الأضواء في دورة المجلس الوطني للحزب، في مشهد يوحي بعودته إلى الساحة السياسية. أهم ما ميز أشغال الدورة الثالثة للمجلس الوطني للأرندي، المنعقدة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، العودة القوية لمستشار رئيس الجمهورية الأمين العام السابق للحزب، أحمد أويحيى للواجهة، هو وفريقه من قيادات الأرندي الذين سجلوا بحضورهم حدثا سياسيا بحد بذاته، فسره المقربون من الأمين العام للأرندي بالعودة الوشيكة لأحمد أويحيى، للحكومة، لمواجهة الأزمة النفطية التي تعيشها الجزائر، بالنظر لنجاحه في تلك المهمة سنوات التسعينات عندما كان يواجه الخارج بصناديق فارغة. ووجه الأمين العام الحالي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، في كلمته الافتتاحية، انتقادات شديدة لرئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، بعد تصريحاته في حق الشخصيات التاريخية، مصالي الحاج، أحمد بن بلة، وعلي كافي، وهي التصريحات التي اعتبرها بن صالح ”انزلاقا خطيرا وأمرا غير مقبول في الممارسة السياسية”. عبد القادر بن صالح، وبحكم العلاقات الجيدة التي كانت تربطه بأحمد بن بلة، اعتبر أن ما صدر عن سعيد سعدي، هو اساءة للجزائر وتشويه سمعتها، معبرا عن مساندته للاجراء الذي اتخذته العدالة بعد أن فتحت النيابة العامة تحقيق في الملف. ... بن صالح ينتقد تحريك المعارضة لاحتجاجات عين صالح ضد الغاز الصخري من ناحية أخرى، شدد عبد القادر بن صالح، على أهمية الاحتكام للحوار للحفاظ على المكاسب التي حققتها الجزائر في عدة مجالات، اقتصادية كانت أو سياسية، موضحا أن ”سياسة الجزائر ستبقى متواصلة في إطار هذه التوجهات لأنها تحمل مقاربات واقعية للخروج من دائرة التبعية للمؤسسات المالية الأجنبية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دولة الحق والقانون، ومواجهة التهديدات الأمنية التي تقوي شوكتها الأوضاع غير المطمئنة التي تشهدها بعض دول الجوار”. ولم يفوّت بن صالح الفرصة لتوجيه انتقاداته للمعارضة، ملمحا إلى ما تقوم به تنسيقية الانتقال الديمقراطي والحريات، دون أن يذكرها بالاسم، واشار إلى أنها تقوم دائما بالانتقاد والتشكيك في الجهود المبذولة، وزرع الإحباط في صفوف المواطنين ومحاولة دفعهم للشارع، وقال إن الزج بالمواطن إلى الشارع يمكن أن تنجر عنه عواقب وخيمة جدا، ويتنافى والمعايير الديمقراطية المتعارف عليها، وفق تعبيره. ودعا المتحدث للاستفادة من الأزمة النفطية، وذلك بترقية المؤسسات والاستثمار والتفكير الفعلي لترقية الاقتصاد وتنويع الدخل خارج قطاع المحروقات، وخلص للتأكيد على أن الحزب سيبقى دائما يدعم برنامج الرئيس ويسانده في المشاريع الخماسية، وأيضا مشروع تعديل الدستور المرتقب. ... حضور أحمد أويحيى يخطف الأضواء ويفتح أبواب التأويلات وشكل حضور أحمد أويحيى، الأمين العام السابق، لأول مرة منذ تنحيته من الأمانة العامة للحزب، حدثا بارزا في أشغال الدورة الثالثة للمجلس الوطني للأرندي، حيث كان في الصفوف الأمامية وأعطى انطباعا من خلال الابتسامات التي كان يوزعها على قيادات الأرندي الذين رافقوه في مسار قيادة الحزب لسنوات، أن عودته وشيكة، حتى وإن كانت تصريحاته الخاصة بحضوره تندرج في إطار التصريحات الجامدة مثلما تعود الرجل على فعله دائما، حيث يعرف عنه تجنب الإدلاء بتصريحات مثيرة ويفضل التحرك في الميدان. وفسر البعض أن حضور أحمد أويحيى له علاقة بالإشاعات التي تروج حول احتمال قيادته مجددا للحكومة في ظل تهاوي أسعار البترول في السوق الدولية، قياسا بخبرته السابقة عندما كان يواجه الأزمة سنوات التسعينيات بصناديق فارغة. وبرر أحمد أويحيى، تغيبه عن الدورات السابقة، بالمهام التي كلفه بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على مستوى رئاسة الجمهورية، وانشغاله بإنجاح المشاورات، معتبرا أنه مناضل وأن حضوره هو التزام حزبي فقط. من جهتها، صنفت نورية حفصي، أحد الوجوه التي قادت حملة إقالة أويحيى من على رأس الأمانة العامة للحزب، حضوره لأشغال المجلس في خانة العادي، مشيرة إلى أنها يمكن أن تلتقي معه من أجل مصلحة الحزب حتى وإن كان هناك اختلاف في بعض وجهات النظر. هذا فيما قال عضو المجلس الوطني للحزب، جلال دخيلي، إن حضور أويحيى له دلالة سياسية كبيرة، وستظهر نتائجها في المستقبل، نافيا أن يكون على دراية بنوعية الترقية التي يمكن أن تمس أحمد أويحيى في هذا المجال.