بلغت نسبة استهلاك قروض الدفع المخصصة لمشاريع التنمية المحلية للبلديات ولاية سكيكدة، خلال السنة الماضية 2014، نسبة بين 5 و8 و65 في المائة، وهي نسب حققتها فقط 10 بلديات من أصل 38 بلدية، ويتعلق الأمر ببلديات عين بوزيان وبين الويدان وبني ولبان وبني بشير والمرسى وأم الطوب وبن عزوز وزدازة وسيدي مزغيش وكركرة. واستهلكت 20 بلدية أزيد من مليون دينار و10 بلديات 200 مليون دينار خلال العام الماضي، بينما لم تتعد نسبة استهلاك الأموال من طرف بلدية سكيكدة 6.9 في المائة وبلدية حمادي كرومة 12.64 في المائة، وهاتان البلديتان تمتلكان مداخيل ذاتية معتبرة، حيث تتعدى هذه المداخيل السنوية المتتالية من الجباية البترولية 900 مليار سنتيم لسكيكدة و30 مليار لحمادي كرومة. وخصصت الدولة لولاية سكيكدة خلال العام الماضي غلافا ماليا بلغ 7076 مليار دينار للمخططات البلدية استهلك منه مبلغ 464 مليار، أي ما يمثل نسبة 61 في المائة، ومبلغ قدر مليار دينار للمخططات القطاعية لم يستهلك منها سوى 7572 مليار، أي ما يعادل نسبة 47.46 في المائة. وأقام الوالي حفلا بعد اجتماع تقييمي سنوي بحضور الهيئة التنفيذية للبلديات والولاية، كرم خلاله البلديات المحققة لنسب انجاز مشجعة وهدد بإقصاء البلديات الفاشلة من الإعانات التي تمنحها الدولة للجماعات المحلية خلال السنة الجارية 2015، وكذا الشأن بالنسبة للهيئات التنفيذية الفاشلة وعددها يكبر من سنة لأخرى. ويلاحظ أن البلديات النائية والمعزولة وتلك الواقعة في الجبال محرومة من وسائل الإنجاز ومن الامكانيات المادية والتقنية، وحتى من شبكة الطرق الضرورية لوتيرة التنمية هي التي تحقق النسب المشجعة، بينما تقبع البلديات ذات الوسائل الضخمة في ذيل الترتيب العام ولا تتحرك منذ سنوات طويلة لتسير عمليات الإنجاز والتصدي للمشاكل المطروحة في قطاعات حيوية وضرورية لحياة المواطنين، بل إن ركود هذه البلديات يدفع بالمواطنين للخروج إلى الشارع والاحتجاج من خلال قطع الطرق والتجمهر أمام مقرات البلديات والدوائر والولاية. وكان يتعين منذ سنوات تنحية الهيئات البلدية الفاشلة واستبدالها في كل مرة بإطارات قادرة من صلب المجالس البلدية بدلا من معاقبتها وحرمانها من برامج التنمية، لأن المتضرر هو المواطن بالدرجة الأولى.