شخصيات ثورية وأخرى إعلامية وطنية ودولية، حضرت جلسة المحاكمة، ليس لتغطية الحدث وإنما للتأسس كأطراف مدنية بعد أن جردوا من أموالهم وأملاكهم ووجهوا أصابع الاتهام للرائد عز الدين، ابنته ”فيفي شعلالي وزوجها حجوطي حمزة”، بعد أن توبعوا بتهم تنوعت بين التزوير واستعمال المزور، النصب والاحتيال وإصدار شيك بدون رصيد. الرائد عزالدين راحت ضحيته شخصيات ثورية من بينهم أرملة العقيد ”بوبنيدر صالح”، القائد الأخير للولاية التاريخية الثانية قسنطينة أثناء الثورة التحريرية، وعائلته التي تضم زوجته المجاهدة وابنيه ”زهير ومراد”، وإلى جانبهم شركة ”تونيك” التي تأسس في حقها المحامي غربي حاج علي، فيما تأسس المحامي شايب الصادق في حق الرائد عزالدين. قررت قاضية محكمة الشراقة تأجيل الخوض في هذه القضية إلى جلسة 29 جانفي بطلب من دفاع أحد الضحايا الذي أعلن تأسيسه في حق موكله بتاريخ الجلسة. كما طلب الرائد عزالدين على لسان دفاعه بتأجيل القضية بدافع تسوية الوضعية مع الضحايا، وهو الأمر الذي أثار سخطا وغضب الضحايا الذين علقوا عليه بالقول إن الرائد يماطل الضحايا وفقط، وأنه كان قد طلب منهم أكثر من مرة تأجيل رفع الدعوى القضائية ضده ووعدهم بتسوية وضعيته، ولكنه ولغاية الساعة لم يسوي وضعيته معهم. كيف احتال الرائد عزالدين على رفقاء دربه في ثورة التحرير.. وكانت فرقة التحري التابعة للدرك الوطني قد قمت تقريرا مفصلا لمحكمة الشراقة، والتي فصلت فيها جميع التهم، حيث ذكر بعض المتهمين في قضية الحال أن رابح زراري اقترح على مجموعة من أصدقائه إنشاء شركة عقارية للمجاهدين يقع مقرها في زونكا ببئرخادم، مشكلة من عدة قطع أرضية للبناء بمساحة 220 متر مربع للواحدة. وقد تم إعطاء وثائق مزورة لغالبية الذين دخلوا في المشروع، ليتحجج هذا الأخير - حسبهم - بوجود نزاع مع الجيران، وأن حله مسألة وقت فقط، لكن الأمر لم يتم. يشار إلى أن زراري من أشد المعارضين لبوتفليقة، وهو أحد رموز ثورة التحرير. شركة وهمية ”الصقر للنقل” وخسائر بالملايير.. وأوضحوا في مذكرة الاتهام أن زراري، الذي كان نائبا لرئيس لجنة مراقبة الانتخابات التشريعية 1997، قام بمعية صهره بإنشاء مؤسسة تحت اسم ”الصقر للنقل” أو”آغل ترونسبور” لنقل المياه بشاحنات الصهاريج من أجل تزويد مصنع ”تونيك” ببواسماعيل بالمياه. ثم اقترح على أصدقائه من شخصيات ثورية، إعلاميين، وزراء سابقين وإطارات سامية بالدولة، مساعدته لشراء العتاد اللازم كل حسب إمكانياته، حيث صرح أحد الضحايا أنه كان قد أوهمهم بشراء 100 شاحنة لنقل صهاريج المياه، والتي كانت ستدر عليهم - حسبه - أموالا طائلة، وتعهد بتسديد الديون في آجال 5 إلى 6 أشهر مع فوائد، ثم بدأ يتملص من دفع المستحقات، معللا ذلك بأن مؤسسة تونيك لم تسدد مستحقاته بسبب مشكل ضريبي. لكنهم علموا في وقت لاحق من مدير تونيك أن المؤسسة لم يكن لها أي عقد مع السيناتور السابق. وفي قضية أخرى، قال المتهِمون إن السيناتور السابق عرض على أصدقائه الحصول على أراض عن طريق الامتياز الفلاحي رغم انتهاء صلاحية هذه الصيغة قانونيا. وبعد أن طلب منهم الوثائق الرسمية والحصول على ثمن الأراضي، تفاجأوا بأن هذه الأراضي لم تكن للبيع من قبل مالكها الذي قال إنه لم يتلق دينارا واحدا، ويتهمه خصومه بأنه استثمر جزءا من هذه الأموال في شراء شقة فاخرة تقع في أحد الأحياء الراقية بباريس، وفي فتح حسابات خفية ببنك سوسييتي جنرال. عائلة العقيد بوبنيدر تتكبد أكبر جزء من الخسائر ب25 مليار تكبدت أرملة العقيد صالح بوبنيدر وابنيها زهير ومراد، أكبر جزء من الخسارة في قضية الحال، بعد أن سلب منها أكثر من 25 مليار سنتيم بعد ايهامهم بإشراكهم بمشروع المستثمرات الفلاحية ببوسماعيل وشركة نقل الصهاريج. وقد حضرت أرملة العقيد وأحد ابنيه، في حين غاب الابن الثاني المتواجد حاليا خارج بقاع الوطن وتحديدا بكندا، والذي أكد أقرباؤه بأنه سيكون في الموعد بتاريخ الجلسة القادمة. أرملة العقيد بوبنيدر..”ساهمنا في استقلال الجزائر.. وجُردنا من أملاكنا على يد رفقاء الدرب” أرملة بوبنيدر كانت جالسة في الصف الأول مع جملة من المتقاضين، هي سيدة طاعنة في السن ولكن جمالها لايزال في ريعان شبابه.. بيضاء البشرة وتملك عينين زرقاوين، طويلة القامة وقوية البنية، كانت ترتدي طقما أسودا وكأنها لاتزال تعيش فترة الحداد على زوجها، ولكن هذا لم يمنعها من الابتسامة في وجه كل من يتحدث إليها. ظلت تتحدث طوال فترة انعقاد الجلسة، قبل المناداة على رقم قضيتها، راحت تخبرنا بالأيام التي قضتها في الجبال أثناء الثورة التحريرية، وكيف استقلت الجزائر على يد الشخصيات الثورية أمثال شهداء الجزائر وزوجها العقيد بوبنيدر صالح، ورغم تنبيهي لها بأن القاضية تملك صلاحية طردنا من الجلسة في حال عدم التزامها الصمت إلا أنها راحت تبتسم وتقول ”ماعليش بنتي..” رغم التشديد على عدم المساس برموز الثورة إلا أن أرملة العقيد بوبنيدر تدخل ”حقل الألغام” تمكنت أرملة قائد الولاية التاريخية الثانية، العقيد صالح بوبنيدر، من وضع قضية الرائد عزالدين المتهم فيها بالنصب والاحتيال والتزوير واستعمال المزور، وإمضاء شيكات دون رصيد، إلى الواجهة، بعد احتجاجها على التباطؤ في الفصل فيها، وفتحت بابا طالما أغلق بسبب الحساسية الثورية والأوامر الرئاسية التي تشدد على عدم المساس برموز الثورة. وأبدت أرملة قائد الولاية التاريخية الثانية العقيد صالح بوبنيدر، في بيان لها، استياءها من بطئ الإجراءات القانونية التي باشرتها محكمة شراقة في حق عضو مجلس الأمة السابق زراري، والذي نصب عليها بإيهامها بإنشاء مؤسسة تزود مجمع صناعة الورق ”تونيك” الواقع ببوسماعيل بولاية تيبازة، وكراء مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية في الولاية ذاتها، وقطع أراض للبناء في تعاونية عقارية في بئر خادم بالعاصمة. وقالت أرملة بوبنيدر، في نفس المنشور الذي صدر في 6 جويلية من السنة الجارية، أن رابح زيراري الاسم الحقيقي للرائد عزالدين، استغل صداقته لزوجها الراحل، للتحايل عليها وحصل منها على أموال هامة كانت مخصصة لإنشاء منزل عائلي، حيث - أضافت السيدة - قام بالتواطؤ مع ابنته شلالي فيفي المدعوة لامية، وصهره حجوطي حمزة، بالتقرب منها في 2011 لطلب دعم مالي لإنشاء مؤسسة تزود مجمع صناعة الورق تونيك الواقع ببوسماعيل بولاية تيبازة بالمياه، وكراء مئات الهكتارات من الأراضي الفلاحية في الولاية ذاتها، وقطع أراض للبناء في تعاونية عقارية في بئر خادم بالعاصمة، لكنها فوجئت لما علمت بعد عدة أشهر بأن مؤسسة المياه، والتعاونية العقارية، والأراضي الفلاحية كانت وهمية، وأنها راحت ضحية عملية نصب من قبل من كان يعتبره زوجها الراحل أخا له. وأكدت أرملة بوبنيدر أنها حاولت في عدة مرات التوصل الى حل يرضي الطرفين، وكذا محاولة الاتفاق باسترجاع أمواله التي سلبت منها بطريقة سلمية دون الرجوع إلى العدالة والمحاكم، تقديرا لحكم الصداقة التي تربط الرائد عزالدين بزوجها الراحل، لكن - تضيف المتحدثة - أن مختلف المحاولات التي بذلتها لمعالجة المشكل وديا باءت بالفشل، ما اضطرها للتقدم بشكوى لدى النيابة العامة للشراڤة. واستطردت أنه بعد تحريات دقيقة من قبل مصالح الدرك الوطني، تم التثبت من الوقائع، وتم تأكيد الشكوى أمام قاضي التحقيق لمحكمة الشراڤة الذي قرر متابعة المتورطين. الرائد عزالدين نصب على وزراء سابقين وسلبهم مئات الملايير؟؟ وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن شخصيات ثورية وإعلامية وطنية وأجنبية ووزراء سابقين، منهم من تابعوا كل من الرائد عزالدين وابنته المدعوة فيفي وزوجها المدعو حجوطي حمزة، حيث تغيب جميع المتهمين عن جلسة المحاكمة، التي قررت قاضية الجلسة تأجيلها من جديد لتاريخ 29 جانفي لحضور كل من الشاهد ”م.م” والمتهمين الثلاثة سالفي الذكر. من أين لك هذا.. تمنع وزراء سابقين من التأسس في القضية كما أفاد ذات المصدر ل”الفجر” أن الرائد عزالدين نصب على عدة وزراء سابقين وإطارات سامية في الدولة الجزائرية ومدراء جرائد وطنية وخاصة، ولكنهم رفضوا التأسس في القضية بعد إصدار أرملة العقيد بوبنيدر لبيانها، خوفا من سؤال الشعب:”من أين لكم هذا؟”، ففضلوا السكوت عن الأمر ولكنهم لايزالون يطالبون بأموالهم من الرائد عز الدين لتاريخ اليوم. شركة ”تونيك آندوستري” تطلب تأسيسها كطرف مدني تقدم المحامي غربي حاج علي بطلب تأسيس شركة ”تونيك آندوستري”، وهي شركة عمومية معروفة بمجمع طونيك للتغليف وصناعة الورق ببواسماعيل، تغير اسمها لطونيك آندوستري بعد تحويلها لشركة عمومية سنة 2010. الرائد عزالدين يطلق سراح صهره بعد توقيفه ل48 ساعة فقط أسرت مصادر على صلة بالملف أن الرائد عزالدين استعمل نفوذه لإطلاق سراح نسيبه حجوطي حمزة بعد توقيفه ل 48 ساعة، هذا الأخير الذي كان قد صدر قرار بتوقيفه في شهر أوت من سنة 2013، ليتم توقيفه مباشرة بعد دخوله أرض الوطن عقب قدومه من فرنسا، وخلال ال48ساعة التي أودع فيها الحبس المؤقت استعمل الرائد عزالدين نفوذه ليتم إطلاق سراحه. وجاء على لسان المصدر ”كيف يٌحاكم سارقو الهواتف النقالة من وراء القبضان.. في الوقت الذي يُحاكم سارقو الملايير خارج قضبان السجن”؟؟ موضحا أن حجوطي حمزة يملك مستثمرة فلاحية بحطاطبة في تيبازة. مدير بنك التنمية المحلية:”الرائد عزالدين لا يملك حسابا بالبنك والوثيقة مزوّرة” بعد أن تم استدعاء مدير بنك التنمية المحلية وكالة تيبازة، وهو أحد البنوك العامة الجزائرية، صرح أن هذه الوثيقة المدون عليها تواجد أموال بحسابات البنك باسم الرائد عزالدين، والمقدرة بالملايير، مزورة، خلال فترة التحقيق التي استدعي فيها كشاهد في القضية. صحفي دولي: ”مجرد كلمة منه تعتبر أغلى من أي وثيقة مصادق عليها من طرف موثق” تقدمت شخصيات إعلامية معروفة على الصعيدين الوطني والدولي بتاريخ المحاكمة، للتأسس كأطراف مدنية بعد أن تكبدوا خسائر مالية معتبرة، حيث حدثنا أحدهم، وهو صحفي دولي معروف، عن كيفية تعرفه على الرائد عزالدين وكيف كان يعتبره أسطورة تاريخية:”.. كنت أزوره حتى أكتب له كتابا عن مذكراته بصفته أسطورة ثورية، ولاحظت أن لديه وثائق حساسة جدا، وهي عبارة عن مكتبة حول الحركة الوطنية والثورة التحريرية من أكبر المكتبات التي شاهدتها في حياتي، كنت أكن له مشاعر صادقة وكان بالنسبة لي أسطورة ثورية، وكنت قد بعت منزلي قبل أيام قليلة، وعندما أخبرته بذلك عرض علي مشروع إنشاء شركة لنقل المياه لشركة تونيك ببوسماعيل، حيث أوضح لي بأنه يعتزم شراء 100 شاحنة نقل المياه وليس لديه إمكانيات حتى يساعدوه في تمويل المشروح ووعدني بإعادة أموالهم بنسبة من الفوائد فور بداية المشروع. كان بالنسبة لي واحدا من عمالقة الثورة الجزائرية، كانت مجرد كلمة منه تعتبر أغلى من أي وثيقة مصادق عليها من طرف موثق.. أتمنى من كل قلبي أن يكون لديه دليل أوأنه الضحية الأولى حتى لا تهتز قيمة التاريخ الثوري الجزائري...