معاناة لا تنتهي بالنسبة للمستفيدين من مشروع 169 مسكن اجتماعي تساهمي، الواقع بحي الصخرة بمخرج مدينة سيدي بلعباس، بالرغم من الوعد الذي قطعه المسئول الأول عن الولاية لهم بتسليمهم مفاتيح الشقق جاهزة نهاية شهر ديسمبر من السنة المنصرمة، غير أن التعليمات ذهبت مهب الريح وبقي الوضع على حاله. وحسبما جاء في شكوى رئيس جمعية النزاهة للحي، فإن الوالي كان قد زار الحي واطلع على وضع البناية والنقائص التي طرحها المستفيدون للعديد من المرات، والتي لم تسو بالرغم من أنهم دفعوا كل الأقساط المترتبة عليهم وكذلك المبالغ الإضافية التي فرضت عليهم، حيث طالبهم المقاول بدفع مبلغ 30 مليون إضافي على سعر شقة من غرفتين و90 مليون للشقة من ثلاث غرف. وبالمقابل تماطل في تنفيذ بنود العقد المبرم بينه و بين المكتتبين، ودفع بعضهم إلى السكن دون أن تكتمل الأشغال بها و لم يتم تجهيزها، وهم حاليا يدفعون المال لشراء صهريج الماء الصالحة للشرب ويستعملون الطرق المضرة بالصحة لقضاء حاجياتهم في غياب قنوات الصرف الصحي بالسكنات، ويعتمدون أيضا على الربط العشوائي للكهرباء في انتظار أن توصل بالطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي. أما المظهر الخارجي للحي فهو في وضعية كارثية، خاصة في هذه الأيام الماطرة، أين أصبحت الشوارع تغمرها الأوحال ويستحيل السير بها وحتى السيارات لا تستطيع ولوج المكان. للتذكير فإن مشروع 169 مسكن، قد انطلقت به الأشغال سنة 2004 ولم تكتمل بعد، وبالمقابل فإن صاحب المقاولة قد باع عتاد البناء وسرح العديد من عماله، وقام باستدعائهم لاستخراج محضر تسليم المفاتيح من مكتب المحضر القضائي، الأمر الذي رضخ له العديد منهم، حيث فضلوا السكن دون أن يتم ربط الشقق بشبكات الماء، الكهرباء، الغاز الطبيعي وشبكة الصرف الصحي ودون التهيئة الخارجية، في الوقت الذي رفضت العائلات الأخرى السكن دون أن تكتمل البنايات وتجهز . وكان المقاول قد طالب المستفيدين بدفع مبلغ 10 ملايين سنتيم لتوصيل الغاز والكهرباء إلى الشقق وكذا إنجاز قنوات الصرف الصحي، ما رفضه هؤلاء وتقدموا بشكوى للوالي مطالبين إياه التدخل لرفع الغبن عنهم وإنصافهم، لكن كل مساعيهم لم تأت بثمراتها ومازالت معاناتهم مستمرة. وقد انتظر المستفيدون من المشروع مدة 11 سنة دون أن تسلم لهم المفاتيح دون أن تكتمل الأشغال بالمشروع، بالرغم من أن الوالي قد أعطى تعليماته للمقاول بالإسراع في استكمال الإنجاز قبل نهاية السنة المنصرمة ووعد بتسليمهم مفاتيحهم نهاية العام، ومنذ ذلك الحين لم يتغير شيء ولم تتقدم الأشغال بالمشروع.