أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني من تلمسان على وجوب كتابة تاريخ الثورة بأقلام نزيهة، من طرف المؤرخين والباحثين والأساتذة الجامعيين، لتكون هذه الكتابات ”كفيلة لإسكات الأبواق المغرضة التي تعالت مؤخرا وتريد المساس ببعض الرموز لحرب التحرير”. وأوضح زيتوني في تصريح صحفي أن ”هذه العملية لا تكون إلا بلقاءات شاملة تضم كل المعنيين من مجاهدين وأرامل الشهداء وباحثين في التاريخ، بهدف تدوين الشهادات الحية وأرشفتها” مذكرا بأن ”للجزائر أرشيف عظيم عظمة ثورة الجزائر وعلينا أن نحافظ على هذا التراث التاريخي ونقله بأمانة للأجيال الصاعدة، ليفخروا ببطولات أسلافهم وتغرس في نفوسهم حب الوطن”. وأعرب الوزير عن موقفه المندد بالتصريحات الأخيرة التي مست بعض رموز حرب التحرير، داعيا إلى الرد عليها بتدوين التاريخ من طرف كل المجاهدين الذين يشهدون على الأحداث، وحذر الوزير قائلا ”إن لم نكتب تاريخنا اليوم تكتبه الدولة المستعمرة بطريقتها وسيصل إلى أبنائنا مشوها عبر الأنترنت”. وأشرف وزير المجاهدين على جانب الزيارة التي قادته إلى عاصمة الزيانيين، على مراسم إعادة دفن رفاة أربعة شهداء بمقبرة الشهداء لمدينة الحنايا، كما عاين بمنطقة ”أحفير” الجبلية ورشة لإنجاز المعلم التاريخي المخلد لانطلاقة أول عملية ليلة الفاتح نوفمبر 1954 بالمنطقة تحت قيادة الشهيد البطل العربي بن مهيدي، بالإضافة إلى زيارة مركز التعذيب ”الشاطو” للمستعمر الفرنسي واستمع إلى شهادات من ضحايا هذا المعتقل، والذي تقترح مديرية المجاهدين بتحويله إلى متحف. وأبرز ”زيتوني” بتلمسان من خلال لقاء عقده مع مجاهدي وذوي الحقوق للولاية، القرارات الأخيرة للوزارة من أجل تخفيف الاجراءات الإدارية والقضاء على البيروقراطية ورفع كل الأعباء على المجاهدين وتصفية ملفاتهم العالقة في أسرع وقت، هذا وخصص وزير المجاهدين يوم الأحد زيارة قادته لدوائر فلاوسن والغزوات ومرسى بن مهيدي ومغنية، حيث كرم مجموعة من المجاهدين فضلا عن زيارة مركز التعذيب للمستعمر الفرنسي ببوغاون (السواحلية) ومعاينة بمرسى بن مهيدي الأرضية المخصصة لإنجاز مركز الراحة للمجاهدين.