طالب وزير المجاهدين الطيب زيتوني بضرورة مشاركة الأساتذة والباحثين والطلبة وخرجي الجامعات الجزائرية والأسرة الإعلامية في كتابة تاريخ الثورة بأقلام نزيهة تبتعد عن تحريف الحقائق والشهادات، مؤكدا أن الفرصة مفتوحة اليوم للمؤرخين والباحثين لإسكات الأبواق المغرضة التي تعالت مؤخرا، وتريد المساس ببعض الرموز لحرب التحرير. وأكد زيتوني الذي يشرف على أسبوع إعلامي تحسيسي بتلمسان في لقاءات مختلفة حول التعذيب والمعتقلات بالولاية الخامسة، أن الثورة التحريرية أنجبت رجالا كبار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وهي الرسالة التي لا بد من الحفاظ عليها وتدريسها للأجيال الجديدة، موضحا أن جميع الامكانيات المادية والبشرية مفتوحة اليوم لتدوين التاريخ وتسجيل الشهادات الكبرى، معتبرا ان هذه العملية لا تكون إلا بلقاءات شاملة تضم كل المعنيين من مجاهدين وأرامل الشهداء وباحثين في التاريخ لتدوين الشهادات الحية وأرشفتها، مذكرا بأن للجزائر أرشيفا عظيما عظمة ثورة الجزائر، وعلينا-كا قال- أن نحافظ على هذا التراث التاريخي وننقله بأمانة للأجيال الصاعدة ليفخروا ببطولات أسلافهم وتغرس في نفوسهم حب الوطن. وفي سياق متصل، فقد حذر وزير المجاهدين لدى افتتاحه للملتقى الوطني حول التعذيب والمعقلات بمتحف المجاهد بلالة ستي من تشويه الحقائق التاريخية ان لم يتم كتابة تاريخ. وبمنطقة أحفير الجبلية عاين الوزير ورشة لانجاز المعلم التاريخي المخلد لانطلاقة أول عملية ليلة الفاتح نوفمبر 1954 بالمنطقة تحت قيادة الشهيد البطل العربي بن مهيدي، كما دشن زيتوني مركز التعذيب "الشاطو" للمستعمر الفرنسي واستمع إلى شهادات من ضحايا هذا المعتقل الذي تقترح مديرية المجادهين بتحويله إلى متحف، حيث استمع الى مختلف الشهادات التاريخية، منها شهادة مجاهدة وأرملة شهيد وضعت مولودها بهذا المتحف. وعقد زيتوني بتلمسان لقاء مع مجاهدي وذوي الحقوق للولاية، حيث أبرز القرارات الأخيرة للوزارة من أجل تخفيف الإجراءات الإدارية والقضاء على البيروقراطية ورفع كل الأعباء على المجاهدين وتصفية ملفاتهم العالقة في أسرع وقت، مشيرا إلى القرارات التي اتخذت في المجال الاجتماعي لفائدة المجاهدين وذوي الحقوق من أجل التكفل الأحسن بهم من الناحية الصحية خصوصا على مستوى محطات الراحة والاستجمام. وفي سياق حديثه أكد زيتوني أنه سيتم إنشاء فضاء خاص بذاكرة الجزائر للفترة ما بين 1830 و1962 وذلك في إطار فعاليات قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، مؤكدا أن إنشاء هذا الفضاء من شأنه أن يبرز التاريخ الثوري للجزائر.